على الرغم من أن الفنان الراحل سعيد عبد الغني الذي توفى صباح أمس، كان من بين أكثر الفنانين ممن يمتازون بطيبة القلب والإنسانية في تعامله مع الآخرين، إلا أنه تميز أكثر بأداء أدوار الشر على شاشة التليفزيون والسينما، ليثبت أنه يمتلك موهبة فنية قادرة على تجسيد الأدوار الصعبة، ليبرز في هذه النوعية من الأدوار بشخصيات مثل "بودة" في فيلم "مهمة في تل أبيب"، والرجل الارستقراطي الذي يمارس العديد من الأعمال الغير مشروعة في فيلم "حبيبي دائما"، و"رمزي بيه" في فيلم "أحنا بتوع الأتوبيس" وغيرها من الأدوار التي جعلت المشاهد يقتنع به كفنان قادر على إقناع جمهوره بهذه الأدوار المهمة.
ومن جانبها قالت الناقدة ماجدة موريس لـFilFan.com: الفنان الراحل سعيد عبد الغني كان من بين أكثر الفنانين الذين تميزوا في أداء أدوار الشر، كما أن لديه أداء جمالي من خلال توظيف نفسه جيدا وملامح وجهه أيضا لكي يعبر عن الشر بدون كلام، وهو أمر صعب وهام للغاية لأنه من النادر وجود ممثل يستطيع توظيف ملامح جسده وأسلوبه وطريقة تحدثه في الشر، كما أنه يعتبر من أكثر الممثلين في مصر الذي تتسم طريقته في الحديث بالفلسفة والهدوء والعمق وهو ما يعبر عن شر الشخصية التي يجسدها"، موضحة أنه في فترة من الفترات كان من ضمن الممثلين الأكثر تأدية لهذه الأدوار من خلال الأعمال التليفزيونية، حيث ساهم التليفزيون في شهرته بشكل أكبر من السينما.
وأضافت موريس أنه رغم مشواره الفني الطويل لم يأخذ سعيد عبد الغني حقه حيث كان لابد من تكريمه لأنه يستحقه، كما كان يستحق الاستمرار في التمثيل، خاصة أنه بعد عام 2011 كان هناك جيلا كاملا يجلس في منزله وتم إقصاؤه من الكتاب والمخرجين والممثلين، وكان عبد الغني من ضمنهم رغم أن هذا الجيل كان يمتلك خبرات تساهم في تحسن أي عمل سواء فيلم أو عملا تليفزيونيا، حيث استعان جيل من المنتجين بصناع جدد لأنهم يبحثون عما يعرفونهم دون التأكد من موهبتهم، وهذا جزء مؤسف في الفن بشكل عام، وحتى الآن هناك جيل من الممثلين مثل سعيد عبد الغني يجلسون في منازلهم، وغيره من المخرجين مثل يسري الجندي، وأبو العلا السلاموني، ومحمد فاضل، ومحمد جلال عبد القوي فبالرغم من استمرار عرض أعمالهم حتى الآن إلا أنها أصبحت على الشاشة فقط.
اقرأ أيضا
حقيقة وصية سعيد عبد الغني الأخيرة قبل وفاته بالتبرع بـ17 مليون جنيه.. مصدر يكشف
بالصور- أحمد سعيد عبد الغني يلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمان والده.. كل هذا يجعله ينهار في البكاء