مع حلول يوم 14 ديسمبر الجاري سيكون العالم كله على موعد مع حدث درامي غير مسبوق، وهو عرض أول مسلسل تركي من إنتاج شبكة Netflix، الشبكة الأكبر والأنشط في عالم الإنتاج الدرامي، والتي بدأت خطة طموح لإنتاج أعمال أصلية تنتمي لكافة الجنسيات والثقافات، كان من بينها إنتاج مسلسل "ألعاب محرّمة Sacred Games"، أول مسلسل هندي، وها هو الدور يصل إلى تركيا التي تتمتع بواحدة من أكبر صناعات الدراما التلفزيونية في العالم، والتي جاء الوقت لأن تدخل عالم Netflix الثري بالاحتمالات والطموحات الإبداعية.
المسلسل الجديد يحمل عنوان "The Protector" أو "المُحافظ"، وتدور أحداثه في إطار من التشويق والخيال العلمي، حول شاب عادي يعمل في أحد المتاجر بالعاصمة اسطنبول، يكتشف أن لديه قوى خارقة لا بد من توظيفها في مهمة تاريخية هي حماية المدينة ذات الـ15 مليون نسمة من خطر مصدره أشخاص يدعون "الخالدين" يعيشون بصورة طبيعية بين السكان وينتقلون من عصر للآخر.
يلعب بطولة المسلسل مجموعة من نجوم الدراما التركية، يتصدرهم شاجاتاي أولوسوي في دور البطل "هاكان"، ومعه عايشة آيسين توران وميمت كوتولوس وأوكان يالابيك، الذين جمعتنا بهم مقابلات صحفية تليفونية، كشفوا لـ "في الفن" فيها عن انطباعاتهم حول العمل في أول إنتاج لشبكة نتفليكس في تركيا.
ميمت كوتولوس: لا يوجد أشرار في عالم التمثيل
ميمت كوتولوس، الذي يلعب دور قائد الحرس الخاص برجل أعمال شهير، والذي يعرفه الجمهور العربي بلعب دور الصدر الأعظم في مسلسل "السلطانة كوسيم"، قال أن أفضل ما في مسلسل "المُحافظ" هو التوجه العالمي لقصته، فهي صالحة للتواصل مع المشاهدين في كل مكان بالعالم، وتضم مزيجًا من الخيال العلمي والدراما والكوميديا سيجعل الجمهور في كل مكان يجد ما يجذبه في الحلقات.
وعن الشخصية التي يلعبها قال: "في عالم التمثيل لا يمكن أن نصف شخصية بالشر فحسب، بل يجب على الممثل أن يبحث عمّا وراء هذا الشر. شخصية مظهر التي ألعبها تبدو من الخارج بالغة القسوة والصرامة، لكنه في الوقت نفسه عميق، يمتلك أفكاره وفلسفته الخاصة، وهو ما حاولت أن أظهره خلال أدائي الدور الذي لم يكن من الممكن أن أفعل ذلك به ما لم يتمتع السيناريو بهذا الزخم والقدرة على رسم شخصيات مثيرة ومؤثرة".
أما أبرز الفروق بين أسلوب العمل مع "نتفليكس" والعمل في الدراما التركية السائدة، فهو وفقًا لكوتولوس الوقت والجهد المبذول مقابل زمن العمل، فبينما يتم الانتهاء من المسلسلات العادية بسرعة قدر الإمكان، تستعين نتفليكس بعدد أكبر من المواهب وتسعى لبلوغ الإتقان الفني حتى لو احتاج هذا المزيد من الوقت.
عايشة آيسين توران: أمثل جسرًا بين عالمين
ليلى سكرتيرة رجل الأعمال العملية تتغير حياتها عندما تتعرف على البطل الآت من منطقة البازار الشعبية، شخصية تؤديها عايشة آيسن توران، التي وصفت الدور بأنه جسر يربط بين عالمين: عالم السادة رجال الأعمال الأنيق والعملي والجاف، وعالم المناطق الشعبية الذي سنعرف من خلال الأحداث علاقتها به، حيث أن الحب قد أعاد ليلى إلى ماضيها.
عايشة تحدثت أيضًا عن الفروق في تفاصيل العمل اليومي لحساب "نتفليكس" قائلة: "العمل في المسلسلات الاعتيادية يرتبط أغلب الوقت بحيز زمني ضيق يجب إنهاء العمل خلاله، وبالتالي نضطر أحيانًا للعمل ساعات مطولة تصل للتصوير لأكثر من 18 ساعة يوميًا، الأمر الذي يؤثر بطبيعة الحال على درجة التركيز وجودة الناتج. أما في هذا المسلسل فكان هناك التزام طوال الوقت بساعات العمل اليومية وبحصول الجميع على فترات راحة كافية، مما يضمن أن يكون الجميع في وقت العمل في أفضل حالة جسدية وذهنية".
تأمل الممثلة الشابة في استمرار المسلسل لمواسم أخرى، وهو ما سيتحدد وفقًا لإقبال الجمهور على مشاهدته بعد طرحه دوليًا، لكن "نتفليكس" أعلنت بالفعل عن إنتاج موسم ثاني من المسلسل، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم لتقديم المسلسل وأبطاله للجمهور.
أوكان يالابيك: اسطنبول هي محور الدراما
الممثل المخضرم أوكان يالابيك، أحد أبطال المسلسل الشهير "القرن العظيم" الذي يعرفه الجمهور العربي باسم "حريم السلطان"، يُجسد في "المُحافظ" شخصية رجل الأعمال بالغ الثراء "فيصل" الذي يدير مشروعًا لتطوير مسجد آيا صوفيا، والذي نكتشف مع تطور الأحداث علاقته بالمهمة التاريخية التي يحملها البطل للدفاع عن مدينته.
يوضح يالابيك رأيه في العمل قائلًا: "اسطنبول هي محور المسلسل، كل ما فيه من انتقال بين أنواع درامية مختلفة هو انعكاس لطبيعة الموقع الذي تدور فيه الأحداث، والذي يتم استخدام معماره التاريخي في الكثير من التفاصيل الدرامية للحكاية".
الجمهور العالمي هو الهدف الرئيسي لمسلسل "المُحافظ" وفقًا للممثل الكبير: "عندما تعلم أن عملك سيكون متاحًا للمشاهدة في نفس اللحظة لأكثر من 130 مليون مشاهد حول العالم فلا بد وأن تضع هذا في اعتبارك. جميع العاملين في المسلسل كانوا يفكرون بهذه الطريقة، أن هذا عمل لا يستهدف الجمهور المحلي أو حتى الجمهور الأقليمي الذي يتابع المسلسلات التركية، هذا عمل عالمي يجب أن يكون جذابًا للمشاهدين في آسيا وأمريكا اللاتينية قدر جاذبيته للجمهور التركي".
أيام قليلة تفصلنا عن بدء عرض "المُحافظ" لمشتركي Netflix حول العالم ومعرفة قدر إقبالهم على مشاهدته، لكن المؤكد هو أن دخول الشبكة الأكبر في العالم في أي منطقة حدث لا تكون صناعة الدراما بعده أبدًا كما كانت عليه قبل دخول هذا المنافس العالمي.
اقرأ أيضا:
هل يغادر مسلسل Friends شبكة Netflix في يناير المقبل؟
مسلسلات ديسمبر عبر Netflix.. الذئب التركي في مواجهة كلاب برلين