بعد النجاح الكبير الذي حققه مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، يسعى إلى ثبيت قدميه بين مهرجانات منطقة الشرق الأوسط ببرنامج مميز وحافل بالأفلام المهمة في مختلف المسابقات خلال دورته الثانية المقرر انعقادها من يوم 20 إلى 28 سبتمبر الجاري.
وقد سار على نفس نهج العام الماضي، من حيث اختيار العديد من الأفلام التي حصدت الجوائز ونالت تقييمات نقدية مرتفعة في مهرجانات دولية مهمة مثل كان وبرلين وفينيسيا ولوكارنو، إلى جانب ضم أفلام عربية سواء عمل أول لمخرجيها أو لسينمائيين مخضرمين ذاع صيتهم خلال السنوات الأخيرة.
ويرشح لكم FilFan.com أبرز الأفلام الروائية الطويلة، التي ينبغي مشاهدتها في هذه الدورة الجديدة:
A Land Imagined
استطاع فيلم المخرج ايوا سيوا هوا أن يحقق فوزا تاريخيا لسنغافورة بعد اقتناصه 3 جوائز في مهرجان لوكارنو السينمائي أهمها جائزة الفهد الذهبي.
يعتبر هذا ثاني أفلامه الروائية الطويلة، ويمزج خلاله بين أساليب سينمائية مختلفة في السرد وطريقة التصوير، لكن بشكل عام يميل العمل إلى الفيلم نوار. تدور الأحداث حول عامل بناء صيني يختفي في موقع لاستصلاح الأراضي السنغافورية، ويبدأ محقق شرطة في اقتفاء أثره، محاولا التفكير بطريقة المهاجرين الذين يشعرون بالغربة والوحدة ليحل اللغز.
يوم أضعت ظلي
العمل الروائي الأول للمخرجة السورية سؤدد كعدان، المتوج بجائزة أسد المستقبل من مهرجان فينسيا السينمائي. يصفه موقعCineuropa، بأنه فيلم عن القرارات التي نتخذها، وتلك التي تفرض علينا.
الأحداث تدور في سوريا عام 2012، حول أم شابة تخرج باحثة عن أسطوانة غاز في محيط مدينة دمشق لتحضير وجبة طعام لابنها. خلال الطريق يتركها سائق سيارة الأجرة التي تستقلها، وتلتقي بمجموعة من الأشخاص تجد نفسها معهم في مواجهة آثار ما تركته الحرب المريعة.
Cold War
فيلم البولندي بافيل بافليكوفيسكي، الفائز بجائزة أفضل إخراج من قبل مهرجان كان السينمائي. في مدة لا تتجاوز 85 دقيقة، يتمكن المخرج من إمتاع المشاهد بلوحات فنية مصورة بالأبيض والأسود وموسيقى تصويرية تعلق في الأذهان، وحالة كلاسيكية عذبة.
الفيلم الذي تجمع قصته بين الحب والأحداث السياسية في أوروبا منتصف القرن الماضي، يركز على حبيبين من خلفيات ثقافية مختلفة يلتقيان خلال تجارب اختبارات أداء، وتستمر علاقتهما في أجواء قمعية ممتدة بين حدود بولندا وألمانيا ويوغسلافيا وفرنسا.
ريح رباني
منذ فيلمه الأول "عمر قتلته الرجولة"، نجح المخرج الجزائري مرزاق علواش في اكتساب شهرة عالمية، وقد توالت الجوائز والنجاحات مع أعماله اللاحقة، التي عُرضت في أكبر المهرجانات الدولية.
في فيلمه الروائي الجديد "ريح رباني" المصور بالأبيض والأسود يواصل علواش البحث والتفتيش وراء ظاهرة التطرف الديني التي بدأها مع عمله التسجيلي السابق "تحقيق في الجنة".
قصة الفيلم تركز على شاب وشابة يتم تكليفهما بتنفيذ عملية مسلحة ضد معمل تكرير للبترول في صحراء شمال أفريقيا.
ولدي
لفت المخرج التونسي محمد بن عطية الأنظار إليه منذ فيلمه الروائي الطويل الأول "نحبك هادي" الذي توج بعدد من الجوائز الدولية. يعود بن عطية من جديد ليقدم قصة أخرى مرتبطة بشريحة الطبقة المتوسطة في تونس مستعرضا تأثير التغيرات السياسية في المنطقة على حياة أفرادها.
الفيلم الذي عرض في قسم "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان السينمائي، يدور حول والدين ينشغلان بمستقبل ابنهما الوحيد الذي يستعد لأداء اختبارات المدرسة الثانوية. تسبب هجمات الصداع النصفي التي يتعرض لها الشاب في قلق والديه، وعندما يتعافى منها يختفي فجأة لينضم لجماعة جهادية.
يوم الدين
العمل الروائي الطويل الأول للمخرج المصري أبو بكر شوقي، الفائز بجائزة فرانسوا شاليه، من مهرجان كان السينمائي.
يقتحم شوقي عالم يعرفه جيدا منذ إخراجه الفيلم التسجيلي "المستعمرة" قبل ما يقرب من 10 سنوات، عندما التقى بمرضى الجذام المنعزلين داخل مستعمرة بعيدا عن أسرهم وتأثر بحكاياتهم وتفاصيل حياتهم الصعبة.
فضل أن يكون بطل فيلمه الروائي، شخص غير محترف التمثيل متعافي من المرض لكن الأثر لا يزال محفورا على وجهه. راضي جمال الذي يجسد دور "بيشاي"، رجل أسمر، قصير القامة، تضررت ملامحه وتلفت أطرافه بفعل المرض. وبعدما أخذت منه الحياة زوجته، قرر خوض رحلة للبحث عن عائلته في محافظة قنا حتى يجد من يتذكره بعد أن يموت. يشاركه في الرحلة، طفل يتيم يدعى "أوباما".
The Heiresses
في شهر فبراير الماضي، حاز العمل الروائي الأول للمخرج مارسيلو مارتينيسي على إعجاب النقاد بعد عرضه في مهرجان برلين السينمائي، وقد توج في نهاية الدورة بـ3 جوائز هي جائزة الفريد باور (الدب الفضي)، وجائزة أفضل ممثلة، وجائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسي).
الفيلم القادم من براجواي حافل بالمشاعر الإنسانية الرقيقة، ويدور حول سيدتين في مرحلة عمرية متقدمة، تنحدران من عائلتين ثريتين، وتعيشان معاً منذ أكثر 30 عامًا. يسوء وضعهما المادي، وتشرعان في بيع ممتلكات إرثهما. تدخل واحدة منهما السجن بسبب الديون، وتضطر الأخرى إلى مواجهة الواقع بمفردها وتأسيس حياة جديدة لها بمساعدة فتاة شابة تعيد إليها الحيوية والأمل.
The Man Who Surprised Everyone
بعد تعاونهما سويا في فيلم Intimate Parts الصادر عام 2013، أعاد الزوجان ألكسي شوبوف وناتاليا ميركولوفا، تجربة الإخراج سويا في فيلمهما الجديد الذي شارك في مهرجان فينسيا السينمائي داخل مسابقة "آفاق"، ونالت بطلته ناتاليا كودرياشوفا جائزة أفضل ممثلة.
تدور الأحداث حول حارس غابات شجاع ورب أسرة محترم يدعى "إيجور"، ينتظر وزوجته ولادة طفلهما الثاني، ثم يكتشف أنه مصاب بالسرطان في مرحلة متأخرة. يختار أن يغير هويته إلى امرأة كوسيلة لمواجهة الموت المحتوم.
Dogman
كعادة أفلام المخرج الإيطالي ماتيو جارون، تمكن فيلمه الجديد من نيل إعجاب الكثيرين في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي. وقد فاز بطل الفيلم، مارشيلو فونتى بجائزة أفضل ممثل، وحصل الكلب المشارك في العمل على سعفة الكلب التي تم تأسيسها منذ عام 2001.
أحداث الفيلم مبنية على واقعة حقيقية، وتركز على ضاحية إيطالية يسيطر عليها أجواء الجريمة والعنف بطريقة تدفع البشر إلى فقدان إنسانيتهم. بطل الفيلم "مارشيلو" رجل هزيل منفصل عن زوجته ولديه ابنة صغيرة، ويمتلك صالونا للاعتناء بالكلاب وتنظيفهم، لا يخشى من أحجامهم الضخمة بل ينجح في ترويضهم ويجيد التصرف معهم، لكنه يخاف من "سيمون" فتوة الحي الذي يهابه الجميع ويحصل على ما يريد بقوة ذراعه.
Peterloo
أن يحمل فيلم سينمائي بصمة المخرج البريطاني الشهير مايك لي، هذا يعني أنه عمل يستحق المشاهدة بناءً على مسيرته الحافلة بالجوائز المرموقة من مختلف مهرجانات العالم.
بعد غياب 4 سنوات، عاد المخرج صاحب الـ75 عامًا بفيلم مأخوذ عن مذبحة " بيترلو" التي وقعت في 1819. وقد توج بجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان من مهرجان فينيسيا السينمائي.
يرصد الفيلم الأحداث الدموية التي شهدتها مدينة مانشستر، عندما قضت الحكومة على حشد سلمي ضخم تجمع لإصلاح الحياة النيابية وإرساء قواعد الديمقراطية.
Real Love
نالت الفرنسية كلير بيرجيه جائزة الإخراج عن فليمها الروائي الأول خلال مشاركتها في قسم "أيام فينيسيا" بالمهرجان الإيطالي الشهير.
"قصة جذابة للغاية تتناول الظروف الصعبة التي تجبرنا الحياة على مواجهتها؛ سواء تمثل ذلك في نهاية لزواج طويل الأمد، أو المرور بتجربة حب فاشلة لأول مرة"، هكذا وصفت اللجنة، المكونة من 28 عضوا، مضمون الفيلم الذي منحته جائزتها.
تدور الأحداث حول رجل يدعى "ماريو" لا يطمح في الحصول على أشياء كثيرة من الحياة سوى الحب. تهجره زوجته، ويصبح عليه رعاية ابنتيه المراهقتين، في الوقت الذي يمر فيه بأزمة منتصف العمر.
The Guilty
يعد هذا الفيلم من بين الأعمال الأولى التي تمكن صناعها من حصد الجوائز في المهرجانات المختلفة. فقد توج بجائزة الجمهور من قبل مهرجاني روتردام وصاندانس، إلى جانب مشاركته في مهرجان ميونخ، ومهرجان سياتل.
تدور الأحداث في إطار إثارة وتشويق حول ضابط شرطة يتلقى مكالمة هاتفية من سيدة مخطوفة، ينقطع اتصالها فجأة ويجد نفسه في سباق مع الزمن كي ينقذها. يدرك مع الوقت، أنه أمام جريمة خطيرة أكبر بكثير مما يعتقد.
Shoplifters
خلال تواجده للمرة السابعة في مهرجان كان السينمائي، نجح المخرج الياباني هاروكازو كويردا، في اقتناص السعفة الذهبية عن فيلمه العائلي الجديد.
تدور الأحداث حول عائلة تعيش على سرقة المتاجر، لكنها ليست عائلة بالمعنى المعروف بل مجموعة من الأشخاص يعيشون معا في أجواء دافئة وحميمية.
يطرح الفيلم مجموعة من التساؤلات حول معنى العائلة الحقيقية، وأهمية رابطة الدم التي تجمع الآباء والأبناء، ومفهوم العدالة الاجتماعية في ظل أشخاص يعيشون على فتات الآخرين.
Happy as Lazzaro
فيلم المخرجة الإيطالية أليشيا روروتشر الذي نال جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلمThree Faces للإيراني جعفر بناهي في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي.
الفيلم تدور أحداثه في إطار درامي غير مألوف نوعا ما نظرا لأنه ينقسم إلى نصفين بطلهما شاب ساذج طيب القلب يدعى "لازارو"، يستغل من قبل المحيطين به لكن لا يأبه بالمعاناة بطريقة تضفي عليه هالة من القدسية.
النصف الأول يدور في منطقة ريفية حول مجموعة من الأشخاص يتعرضون للاستغلال على يد سيدة لديها مزرعة للتبغ؛ بطريقة أشبه للعبودية. بعد فضح السيدة وتحرير الأشخاص جميعهم عدا البطل الذي تعرض لحادث ودخل في غيبوبة، ننتقل إلى النصف الثاني من الفيلم الذي يوجد فارق زمني طويل بينه وبين النصف الأول لم يتم تحديده بشكل دقيق. إذ نرى الأطفال الذين عاشوا في المزرعة أصبحوا رجالا وسيدات، ورغم تحررهم وأسرهم لم يتمكنوا من عيش حياة كريمة، بل ظلوا على هامش المجتمع.
يعود "لازارو" من الغيبوبة دون تغير في شكله كأن الزمن توقف عنده، وكأنه قديسا عاد من الموت ليحيا من جديد بين أناس يحاولون التأقلم مع تطور العالم الحديث ومتطلباته التي تقتل الإنسانية وكأنها عبودية حديثة.
Mug
رغم أن هناك تقييمات سلبية لعدد من أفلام الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، فإن فيلم المخرجة البولندية مالجورزاتا شوموفسكا لم يخالف التوقعات العالية التي عززتها مسيرتها الفنية الناجحة.
استطاع الفيلم أن يقتنص جائزة لجنة التحكيم الكبري (الدب الفضي)، وذلك عن طريقة قصة تتعرض إلى طبيعة المجتمع البولندي بمزيج من الواقعية والتهكم.
تدور الأحداث حول رجل يعمل في موقع بناء تمثال للسيد المسيح، يتعرض إلى حادث خطير يتسبب في تشويه وجهه بالكامل. فيخضع إلى عملية زراعة وجه تجري لأول مرة في البلد، ويمر بالعديد من الأزمات المتعلقة بالهوية.
اقرأ أيضًا:
خاص- الممثل الأمريكي أوين ويلسون نجم الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي