في عام 1993 كان المخرج آرييل فرومين جزء من وحدة الإنقاذ التابعة للقوات الإسرائيلية التي أرسلت إلى لبنان لإجلاء الجنود اليهود والعرب الذين أصيبوا خلال الحرب وفقد فرومين اثنين من أصدقائه أمام عينيه.
عانى فرومين من اضطراب ما بعد الصدمة، ولكنه وجد التعازي في أنه هو وزملاؤه من وحدة الإنقاذ كانوا يولون رعاية للجنود اللبنانيين والسوريين بقدر رعايتهم للإسرائيليين كما صرح في لقاء سابق.
معاناة فرومين خلال خدمته العسكرية هي أحد الأسباب التي دفعته إلى إخراج فيلم The Angel أو "الملاك" الذي بثته شبكة Netflix في الـ 14 من سبتمبر الجاري.
الفيلم يسلط الضوء على أشرف مروان الذي أثيرت حوله شائعات بأنه عميل مزدوج لمصر وإسرائيل في حرب أكتوبر عام 1973، على الرغم من أنه كان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومستشار مقرب من الرئيس الراحل أنور السادات، وقيل أنه حذر الموساد الإسرائيلي من الهجوم المصري المفاجئ مرتين عام 1973، مما منع أكبر خسائر ممكنة للجانب الإسرائيلي.
يبدأ الفيلم من كابينة تليفون استخدمها أشرف مروان للتواصل مع السفارة الإسرائيلية في لندن من أجل عرض خدماته كجاسوس لصالح إسرائيل، على الفور جنده الموساد وبالفعل نقل أشرف مروان معلومات قيمة لإسرائيل مما عرض حياته للخطر وكان هذا مطلع ستينيات القرن الماضي.
وفقا لما ذكرته صحيفة The Times of Israel، فإنه في عام 2007 وبعد مرور عدة سنوات على كشف هويته، توفي أشرف مروان بعدما سقط من شرفة شقته بالعاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 63 عاما.
وصرح المخرج فرومين للصحيفة نفسها بأن حادث أشرف مروان لا يمكن أن نصنفه انتحارا بل جريمة قتل نظرا لأن كثير من الدبلوماسيين المصريين والمعارضين وتجار السلاح على مر السنوات ماتوا بنفس الطريقة.
يستند الفيلم إلى كتاب للمؤلف الإسرائيلي أوري بار جوزيف بعنوان "الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة حرب الغفران" الصادر عام 2010 وترجم الكتاب إلى الإنجليزية بعنوان "الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، ويتولى كتابة سيناريو الفيلم الكاتب ديفيد أراتا بالتعاون مع آرييل فرومين الذي يتولى مهمة الإخراج أيضا.
ويشار إلى أن اسم "الملاك" هو الاسم الحركي الذي كان يطلق على أشرف مروان في جهاز الموساد الإسرائيلي.
وفور عرض الفيلم في الـ14 من سبتمبر نال الفيلم هجوما واسعا من قبل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن وجدوا أن الفيلم يحمل الكثير من الأخطاء، بداية من اختيار الشخصيات الذي لم يكن في محله، فكيف يتم الاعتماد على ممثلين إسرائيليين لتجسيد دور شخصيات مصرية معروفة في الشرق الأوسط؟ وبخاصة شخصية الرئيس الراحل أنور السادات التي جسدها الممثل الإسرائيلي ساسون جاباي.
مرورا بأن إسرائيل من خلال فيلم "الملاك" تتعمد ترويج فكرة أن أشرف مروان كان عميلا لها.
وقد رفض العديد من المصريين الفيلم باعتباره دعاية إسرائيلية لتحسين صورتها في فترة الحرب بينها وبين مصر.
وردا على تلك الانتقادات، صرح مخرج الفيلم لصحيفة The Times of Israel بأنه في البداية عرض على ممثلين مصريين المشاركة في العمل ولكنهم رفضوا.
وعلق قائلا: يسير الاعتقاد بأنني إسرائيلي لذا أن متحيز لكنني أصر على أنني حاولت إظهار القصة من الجانب المصري والإسرائيلي في الفيلم على حد سواء".
مشيرا إلى أنه عندما قرأ السيناريو للمرة الأولى وجد أنها قصة متماسكة للغاية ولكنها تروى من خلال وجهة نظر إسرائيلية لذا بدأ في استغلال علاقاته في العالم العربي للوصول إلى الجانب المصري من القصة.
وقد توصل في النهاية إلى واحد من أقرب أصدقاء أشرف مروان الذي كان بمثابة مصدر قيم للمعلومات.
اقرأ أيضا
شركة Netflix تشتري حقوق بث فيلم اسرائيلي يتناول قصة حياة أشرف مروان
ممثل تونسي يجسد شخصية أشرف مروان في فيلم إسرائيلي