المنافسة مع النفس، هي دوما أصعب أنواع المنافسات، لأنها تتطلب التعلم من أخطاء الماضي، والتطور باستمرار، وتقديم أفضل ما لديك في كل مرة. هذا كان الاختبار الذي يواجه صناع فيلم الجزء الثاني من Deadpool، وتحديدا البطل ريان رينولدز، نظرًا لأن الفيلم الأول حقق نجاحا كبيرا على جميع مستوى النقاد وشباك التذاكر محطما مجموعة من الأرقام القياسية في عام 2016.
السعي وراء تخطي نجاحات الجزء الأول تسبب في وجود خلافات كثيرة بين رينولدز والمخرج تيم ميلر، نتج عنها انسحاب الأخير وإيكال المهمة إلى ديفيد ليتش.
هذه المرة، أصبح رينولدز متحكما في تفاصيل كثيرة، الأمر لم يعد قاصرا على كونه بطلا ومنتجا، وإنما تم إدراج اسمه مع كاتبي السيناريو بول ويرنيك وريت ريز. وسط ترقب وقلق من النتيجة النهائية التي من الممكن أن تفسد الحالة الخاصة التي صنعها البطل الخارق الهزلي في الجزء الأول.
انطلق Deadpool 2 في دور السينما العالمية محققا إيرادات تقترب من الجزء الأول، صحيح أن الفرق بينهما الآن حوالي 65 مليون دولار، لكن لا يزال الفيلم في صالات العرض ينافس بقوة على شباك التذاكر.
وعلى صعيد التقييمات، نال الجزء الأول تقييم 83% على موقع Rotten Tomatoes، فيما حصل الثاني على 82%، أي أنهما في نفس المستوى الفني.
وفي السطور التالية، نستعرض عدد من الآراء النقدية التي قيمت الجزء الثاني من Deadpool.
The Hollywood Reporter
يقارن الناقد جون ديفور، بين الجزأين، مؤكد أنه إذا كان الجزء الثاني أقل مفاجأة من الأول، فإنه مضحك وإذا كان أقل إثارة، فهو لا يخلو من التلميحات الجنسية . وصحيح أن هناك مشاهد حركة وأكشن كثيرة، إلا أن الفيلم لم ينخرط في هذا الأمر مثل حال الكثير من أفلام القصص المصورة. فقد أثر أسلوب رينولدز الساخر الجذاب على إيقاع الفيلم، وساعد على تحويل المشاهد الدموية الفوضوية إلى كوميدية مثيرة تستعيد حالة الهدوء.
وذكر أن صناع الفيلم حاولوا الموازنة بين الحفاظ على سخرية "ديدبول" من كل شيء في العالم، وجعل "ويد ويلسون" إنسانا لديه مشاعر.
The Washington Post
يبدأ الناقد مايكل أوسوليفان، مقاله بالربط بين شخصية "ديدبول" ومجسدها الممثل الكندي ريان رينولدز، ويستشهد بحوار للأخير، قال خلاله مازحا: "لا أعتقد أن ديدبول يمكنه أن يتحمل ريان رينولدز". وقد ثبت صحة هذه المقولة خلال الجزء الثاني، عندما ظهر البطل الخارق في لقطة بعد مشهد النهاية يقتل خلالها رينولدز، قائلا: "على الرحب والسعة، يا كندا".
في المقابل، ماذا عن رأي "ديدبول" في الفيلم؟ يؤكد أوسوليفان أنه على الرغم من كون السؤال بلاغيا، فإنه يوجز التحدي الكامن في مراجعة Deadpool 2. فهو مثل النسخة الصادرة عام 2016، متمسك بالحالة الإبداعية والروح الساخرة اللاذعة التي تميز شخصية "ديدبول" ومرجعتيها الذاتية.
يشير أوسوليفان إلى أنه لا يوجد أمرا مقدسا في هذا الفيلم، عدا الكوميديا. وفي الوقت الذي يسخر فيه "ديدبول" من كل شيء بدءًا من الأبطال الخارقين حتى اختبارات الأداء الممنتجة، فإنه يحصن نفسه ضد أي نوع من أنواع النقد لأنه فيلم حقيقي ومضحك للغاية.
CineVue
رغم أن الناقد كريستوفر ماشال يشدد على أن ريان رينولدز بارع في تجسيد دور "ديدبول"، ومن الصعب تخيل ممثل آخر يؤديه، فإن لديه تحفظ على سيناريو الفيلم.
ففي الوقت الذي يتباهى فيه الفيلم وصناعه بالقدرة على تفهم النوع الذي يقدمونه وحالة السخرية التي يحافظون عليها في كل شيء، فإنهم فقد وقعوا في فخ الكلاشيهية وتوقع الأحداث.
Variety
يختلف الناقد أندرو باركر، معتبرا أن الجزء الجديد أفضل كثيرا من الأول؛ لأنه أكثر حدة وإثارة وقدرة على اقتناص الضحكات، إلى جانب أنه متماسك من حيث السرد. فهو فيلم يلقي في وجهك كل شيء نكات وجمل من أفلام وأغان ودم حتى القليل من القيء، لكنه غير منشغل بمدى نجاح كل ذلك. وسيعتمد استمتاعك بالفيلم على مدى قدرتك واستعدادك لتجاهل الفوضى التي يخلقها.
اقرأ أيضًا:
هل لاحظت ظهور كل هؤلاء الممثلين في 2 Deadpool؟ براد بيت وريان رينولدز يجسد شخصيتين
ريان يرنولدز يكشف عن المزحة التي أجُبر على حذفها من Deadpool 2