بعد تأجيل طرح بعض الأفلام التي كان من المقرر مشاركتها في موسم عيد الفطر، انحسرت المنافسة بين 5 أعمال سينمائية متنوعة بين الكوميديا والدراما والحركة والإثارة.
من بين هذه الأفلام الـ5، الفيلم الكوميدي "ليلة هنا وسرور"، الذي يعود به الممثل محمد إمام إلى دور السينما بعد مرور عامين على فيلمه "جحيم في الهند" الذي تمكن من تحقيق إيرادات عالية في شباك التذاكر ونال ردود فعل إيجابية من قبل عدد من النقاد.
لا يمكن الحديث عن الفيلم الجديد دون مقارنته بـ"جحيم في الهند"، نظرا لوجود الكثير من العوامل المشتركة بين الفيلمين التي تستحق التقييم، إلى جانب أن الاختلافات بينهما تسببت في تباين مستوياتهما الفنية.
فريق العمل
محمد إمام البطل الرئيسي في الفيلمين، الذي اختار تجسيد دورين متناقضين تماما بنفس الأداء تقريبا دون تغيير، محافظا على تقديم قدر جيد من "الإيفهات" الكوميدية. في "جحيم في الهند" جسد دور ضابط ماهر قادر على إيجاد حل لكافة الأزمات، وفي "ليلة هنا وسرور" لعب دور نصاب ذكي يواجه العديد من المشاكل.
تعاون إمام مع المخرج معتز التوني في "جحيم في الهند"، بعد النجاح الذي حققاه معا في فيلم "كابتن مصر". وفي المجمل، يعد التوني من أبرز المخرجين الذين يقدمون أعمالا كوميدية في السينما والتليفزيون حاليا.
في المقابل، يعتبر "ليلة هنا وسرور" أول فيلم كوميدي يخرجه حسين المنباوي بعيدا عن أجواء الدراما والتشويق التي اعتاد على تقديمها في أعماله السابقة.
التغيير الذي طال مقعد المخرج في الفيلمين، لم يشمل فريق التمثيل بداية من البطلة ياسمين صبري التي حصلت على دور أكبر من دورها في "جحيم في الهند"، لكن يتشابه معه في بعض التفاصيل مثل القيام بعدد من الحركات القتالية من أجل الدفاع عن البطل. الفرق الحقيقي بين الدورين أن ياسمين عندما قدمت شخصية "دينا" في "جحيم في الهند" لم تحاول إضحاك الجمهور وبالتالي كانت مقبولة، لكن في "ليلة هنا وسرور" سعت إلى تقديم الكوميديا فوقعت في فخ المبالغة والافتعال كثيرا.
شارك في الفيلمين أيضا كل من بيومي فؤاد ومحمد سلام ومحمد عبد الرحمن ومحمد ثروث وطاهر أبو ليلة.
القصة:
تولى كتابة الفيلمين مصطفى صقر ومحمد عز الدين، ولكن شارك معهما في كتابة "ليلة هنا وسرور"، كريم يوسف، الذي يكتب لأول مرة للسينما بعد 3 مسلسلات كوميدية.
الحكاية في "ليلة هنا وسرور" متشابهة مع أفلام كثيرة ركزت على النصاب الذي يخدع بعض رجال العصابات، لكنه يتوب في النهاية ويضحى بكل شيء من أجل إنقاذ من يحبهم. الكوميديا في الفيلم تعتمد على مصدرين؛ الأول مرتبط بأن هذا النصاب يخفي حقيقته عن زوجته ويوهمها بأنه ضابط في المخابرات يلاحقه الموساد، ويتضمن هذا الخط الكوميدي سخرية من أفلام الجاسوسية على طريقة مواقع التواصل الاجتماعي. المصدر الثاني مرتبط بمشاهد القتال والمعارك التي يشتبك فيها البطل مع رجال العصابة والمافيا بطريقة تمزج بين الأكشن والكوميديا، وقد نجح هذا الجانب في صناعة مواقف مضحكة ومسلية أكثر من الأول.
الأمر مختلف مع "جحيم في الهند" صحيح أن التيمة قدمت من قبل أيضًا لكن القصة كانت أكثر تماسكا وقدرة على صناعة مواقف كوميدية ممتعة أثناء المشاهدة. هنا الفيلم يعتمد على فكرة مضمون تطويعها لتقديم مادة مضحكة وهي الضابط الذي يتولى مهمة خطيرة في الهند ويكتشف أن مساعديه هم مجموعة من عازفي الآلات الموسيقية وليسوا فرقة قوات خاصة. لم يكتف السيناريو بالتركيز على مغامرات البطل كما جرت الأحداث في الفيلم الجديد، بل خلق حدث أو مشكلة لكل شخصية كي يصنع في النهاية مجموعة من المواقف الكوميدية.
الأكشن والحركة
الكوميديا الممزوجة بالأكشن والحركة هي نوعية من الأفلام تنال إعجاب الكثير من المشاهدين لقدرتها على اقتناص الضحكات بسهولة. وقد تضمن الفيلمان مجموعة من هذه المشاهد، لكن المعدل زاد كثيرا في فيلم "ليلة هنا وسرور".
صحيح أنها وظفت بطريقة ساخرة وجيدة في النصف الأول من الفيلم، لكنها تكررت بنفس الشكل تقريبا في الجزء الأخير، تحديدا في مشهد القتال الذي جمع بين محمد إمام والمصارع كرم جابر. في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار أنها منفذة بدرجة عالية من الحرفية تؤكد أن المنباوي قادر على صناعة فيلم حركة جيد خلال الفترة المقبلة، كما أنها تفتح مجالا لإمام كي يقدم نوعية مختلفة عن الثلاثة أفلام التي قدمها حتى الآن.
على جانب آخر، إذا نظرنا إلى هذه المشاهد في "جحيم في الهند"، نجدها قُدمت بشكل كوميدي أفضل بعيد عن التكرار مثل مشهد إنقاذ العالم المصري في بداية الفيلم، ومشهد القتال الذي يحدث بين إمام وأحد رجال زعيم العصابة في الهند أثناء محاولة تحرير الرهائن.
ضيوف الشرف
يشارك في الفيلمين مجموعة من ضيوف الشرف، لكن توظيفهم في "جحيم في الهند" كان أكثر تأثيرا سواء على مستوى القصة أو الكوميديا، وذلك يرجع إلى أن الفيلم -كما ذكرنا- لم يركز على البطل فحسب، ولكن اهتم بكافة الشخصيات المحيطة به. وبالتالي، نجد مثلا محمد عبد الرحمن، ظهر بشكل مختلف في الفيلم الصادر عام 2016، عندما شارك كضيف شرف ليقدم شخصية عالم مخطوف تسعى دولة أجنبية إلى الحصول على بحثه، فيما لم يختلف دوره وطريقة كلامه في "ليلة هنا وسرور" عن أدواره المعتادة التي قدمها في أعمال سابقة.
الأمر تكرر مع محمد سلام، الذي قدم دورا مميزا في "جحيم في الهند" اقتنص الكثير من الضحكات، لكن في "ليلة هنا وسرور" جاء باهتا تشعر أنه ضيف شرف يقول مجموعة من الجمل الكوميدية المحفوظة باستثناء مشاهد تدخل الشرطة في نهاية أحداث الفيلم.
وفيما يخص ضيفا الشرف الأساسيين في "ليلة هنا وسرور"، فقد أضاف ظهور أحمد فهمي، في دور أحد الرجال الذين نصب عليهم البطل، إلى الفيلم ليكون مواجها لمحمد إمام الذي استحوذ على معظم المشاهد. لكن ظهور أحمد السعدني في دور "ابن العم" لم يكن مؤثرا في أحداث الفيلم بالقدر المتوقع، وكان أشبه بمجاملة لصديق دون النظر إلى طبيعة الشخصية وأهميتها.
الإيرادات
على مستوى شباك التذاكر، تفوق "جحيم في الهند" على الأفلام التي نافسها في موسم عيد الفطر لعام 2016، وحقق بعد مرور أسبوع على عرضه ما يقرب من 16 مليون جنيه.
في الوقت نفسه، يعد فيلم "ليلة هنا وسرور" من أعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات هذا الموسم، وقد حصد 14 مليونا و700 ألف جنيه في أسبوعه الأول. لكنه يأتي في المركز الثاني بعد فيلم "حرب كرموز" الذي حصل على 23 مليونا و800 ألف جنيها.
في المجمل، الفيلم الجديد لم يخفق في تنفيذ الاتفاق المبرم ضمنيا بينه وبين الجمهور وهو اقتناص الضحكات، لكن من دخل صالة العرض متوقعا عمل كوميدي ذكي مثل "جحيم في الهند" لن يشعر بالرضا التام تجاه ما شاهده.
اقرأ أيضًا:
محمد عادل إمام يوجه رسالة لأحمد فهمي بعد مشاركته في"ليلة هنا وسرور"