بالتأكيد تساعدك مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير لتحديد وجهتك وتسهل الاختيار عليك بين الكثير من الأعمال الرمضانية التي تتنافس على وقتك، بل تعطيك أيضا فكرة عن الأعمال التي لا تنوي حتى مشاهدتها، لكنها في الوقت نفسه حرمتك من الكثير من الأشياء التي اعتدنا عليها عند مشاهدة المسلسلات.
فيما يلي يقدم لك FilFan.com قائمة بالأشياء التي قد تفتقدها أثناء مشاهدة المسلسلات في عصر مواقع التواصل الاجتماعي.
1) قتل الأبطال = الأكثر رواجا
على ما يبدو أن حالة السخط والنواح فور وفاة كل شخصية من أبطال Game Of Thrones لم تمر مرور الكرام على المؤلفين، فلما لا يستخدمون هذه الحيلة التي تضمن دعاية مجانية لمسلسل يزاحم غيره من المسلسلات في موسم مكتظ بالأعمال الدرامية.
فلا شيء يحجز لك مكانك في قائمة الأكثر رواجا على موقع Twitter أكثر من قتل جميع أبطال المسلسل واحدا تلو الآخر، فمن الصعب في أيامنا هذه أن تجد بطلا معافى يعيش حياة هادئة، على الأقل تلقى أكثر من رصاصة في جسده وكل أفراد عائلته قتلوا أمام عينيه.
في حقيقة الأمر لا يمكن أن تلوم المؤلفين فقط على هذه الظاهرة، فلولا شكواك وسخطك عبر الشبكة العنكبوتية مع وفاة كل شخصية تحبها، ما كانوا ليستخدموا هذه الحيلة، يمكنك القول بكل أريحية أن يدك ملطخة معهم بدماء كل بطل يموت، لما لا وأنت المحرض الرئيسي لتلك الجريمة. ( صدمة جمهور مسلسل"طايع" بعد مقتل "مهجة".. حزن وبكاء وغضب).
2) أرقام المشاهدات على YouTube
بدون أرقام المشاهدات على موقع YouTube ما كنت ستجد محمد رمضان يتشدق بأنه رقم واحد ويصف المنافسين أو الكارهين بالأغبياء، ولن تجد أمير طعيمة وأحمد السعدني وإدوارد يهاجمونه أو أحمد حسام ميدو يلتمس له الأعذار. في الماضي كان شغلك الشاغل العمل الفني فقط إذا كنت تستمتع بمشاهدته أم لا، دون الدخول في معارك أنت في غنى عنها، بدون هذه الأرقام كانت لديك فرصة أن تستمتع بمشاهدة "نسر الصعيد" دون الشعور بالذنب أنك منحت سلطة لشخص ربما أمامه بعض الوقت ليحسن استخدامها، كنت لتوفر على نفسك مهاترات هل يجب مقاطعته بسبب استفزازه لكارهيه أم أن عليك الاهتمام فقط بجودة العمل الفني.
المنافسة على هذه الأرقام أيضا ربما يحرمنا في القريب العاجل من مسلسل مثل "هذا المساء" الذي لم يكترث صناعه أو متابعيه بعدد مشاهداته، مكتفيين فقط بأن كلاهما خلق للآخر، فلا عجب أن السباق الرمضاني هذا العام يتضمن كما هائلا من التفجيرات والمطاردات ومشاهد الحركة لحصد النصيب الأكبر من الأرقام، فالمسلسلات غير الملحمية التي كل آمال بطلها أن يحل مشكلة في العمل أو تواجهه ورطة أخلاقية ربما لن نجدها في المستقبل لأنها محرومة من لقب رقم 1، وهو الرقم الذي يضمن لصناعها التواجد في السنوات المقبلة.
3) حرق الأحداث والإطلالات
الأمر تعدى مساهمة الأهل والأصدقاء في حرق الأحداث، بل أصبح صناع العمل أنفسهم متورطون في سباق للحصول على اهتمام المتابعين، فلا تندهش لو وجدت أمير كرارة، بعد لحظات من إطلاق النار عليه في "كلبش 2"، ينشر صورته وهو ملقى على الأرض وملطخ بالدماء، دون الانتظار ولو قليلا حتى تصبح الحلقة متاحة على YouTube لهواة المشاهدة عبر الانترنت.
ينفع اضرب بالنار فى عهدك يا سيادة العميد @albezzawy#كلبش#امير_كرارة#كلبش_على_الحياه#كلبش٢ pic.twitter.com/jV27CovfCw
— Amir Karara (@AmirKarara) 23 May 2018
الحرق لا يقتصر فقط على الأحداث، فأنت بالتأكيد كنت تعلم قبل بدء مسلسل "رحيم" بعدة أيام قصة الشعر واللحية التي يظهر بها ياسر جلال، بل وتعرف أيضا أن أحمد السقا يظهر كضيف شرف معه ويخوضان معا أحد المعارك بعد مقطع الفيديو الذي نشروه قبل شهر رمضان ويظهر فيه السقا.
فتكتم الممثل وحرصه الشديد على عدم الظهور بإطلالته علنيا أصبح من الماضي، بل إن تغيير قصة الشعر أو كتلة الجسم أصبح الهدف الرئيسي منه الدعاية للمسلسل أكثر من كونه أمرا ضروريا لتصديق الشخصية.
4) الاستخفاف بمآسي الشخصيات
اعتدنا دائما في الماضي أن نسمع أحد الممثلين يحكي عن أنه لم يستطع الخروج من الشخصية وظل متقمصا لها بعد انتهاء التصوير لعدة أسابيع وأصيب بالاكتئاب بسببها، كل ذلك عصف به السعي وراء الاعجابات وإعادة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
الآن أصبح أمرا طبيعيا أن ترى أمير كرارة يلوم محمود البزاوي على إطلاق النار عليه والأخير يستنجد بأحمد السقا لكي ينقذ "سليم الأنصاري" مثلما أنقذ رحيم، ويرد عليه السقا بدوره. أو أن ترى البزاوي يسخر من عدم تمكنه من العثور على الخيط لحل القضية حتى الآن، أو أن يهدد منتج أيوب الفنانة أيتن عامر بعدم صرف بقية مستحقاتها بسبب تصرفاتها في المسلسل.
الحمدلله اخيراً وصلت للخيط 😎 pic.twitter.com/2x5fFx6qV0
— محمود البزاوي (@albezzawy) 26 May 2018
بالطبع كل هذه التغريدات تضيف جوا من المرح وخفة الظل على أبطال العمل، وهم بالتأكيد محترفون يستطيعون الفصل بين شخصياتهم في المسلسل والحقيقة، لكنك كمشاهد متعصب ربما ستعاني من بعض الصعوبات في الفصل بين الواقع والعمل الفني، والسخرية من أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي قد تصعب عليك مهمة التعاطف والتوحد معهم، فأنت في النهاية لا يمكنك أن تكون ملكا أكثر من الملك.
5) تصيد الأخطاء
ربما صادفت في الماضي اكتشافك أحد الأخطاء في أي عمل فني وكتمت الأمر في سرك دون أن يؤثر ذلك على اندماجك مع القصة أو الشخصيات، بينما الآن أصبح بين المشاهدين من هم يتابعون المسلسل لقطة بلقطة على أمل العثور على غلطة تجعلهم التلميذ النابغ وسط زملائهم في الفصل.
هل حقا تستطيع في لقطة لا تتعدى ثانية أن تقرأ كل الأخبار في صحيفة تظهر في مشهد ما وتلاحظ تكرار متنها؟ هل حقا التفت بشكل تلقائي إلى الرسائل الموجودة بهاتف "زين" في "نسر الصعيد" ومنعتك من التوحد مع شخصيته؟ هل بالفعل تدلي المصابيح الموفرة من السقف في جلسة الصلح أو ظهور كرة قدم كأس الأمم الإفريقية التي لم تتواجد قبل عام 2008 أثار استياءك من المسلسل نفسه؟
6) الأقوال المأثورة
في الماضي كان المؤلف يخص شخصياته الرئيسية ببعض الجمل الرنانة بشكل عفوي بما يتماشى مع حكمتهم وخبراتهم ومستواهم التعليمي والثقافي والجو العام للعمل الفني، أما الآن مع احتياج صفحات المسلسلات وشركات الإنتاج والفنانين لمنشورات تزيد التفاعل عليها وتساعد على الترويج للعمل، أصبح المؤلف مجبرا على إقحام أكبر عدد من الجمل الرنانة الصالحة لوضعها فوق أي صورة من أجل حشد أكبر عدد من الإعجابات وإعادة النشر.
محاولة افتعال هذه الأقوال المأثورة ينتهي بها المطاف إلى أحد هذين الأمرين، إما أن تجد شخصية هامشية غير مؤثرة كل ما فعلته في الحياة أنها مرت فقط أمام الشاشة، تفاجئك بأقوال مأثورة يقف أمامها غاندي ونيلسون مانديلا احتراما، أو ينتهي الأمر بقول مأثور سطحي في مستوى "محدش بيتجرح قوى غير اللى بيحب قوى"، صحيح أنه لا يضيف أي جديد لكنه يحقق الانتشار المطلوب بين المولودين حديثا الذين يستكشفون معنا العالم لأول مرة.