مع مرور 50 عامًا على عرضه الأول، احتفل مهرجان كان بفيلم 2001: A Space Odyssey للمخرج ستانلي كوبريك. ووقع الاختيار على المخرج كريستوفر نولان ليقدم نسخة 70 ملم من الفيلم، وسط حضور عائلة المخرج الراحل.
حضر نولان لأول مرة إلى المهرجان الفرنسي ليتحدث عن عشقه لأعمال كوبريك، لكن اللقاء لم يقتصر على هذا الأمر فحسب. فقد تطرق إلى كواليس صناعة أفلامه والفرق بين التقنيات الحديثة والقديمة في الإخراج، لافتا إلى تغير شكل السوق السينمائي في الوقت الحالي.
وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما قاله المخرج صاحب الـ5 ترشيحات لجائزة الأوسكار خلال اللقاء الذي أجراه الناقد والمؤرخ الفرنسي فيليب روير، داخل قاعة بونويل.
تأثير ستانلي كوبريك
بدأ نولان حديثه بأن والده اصطحبه في عمر الـ7 سنوات لمشاهدة فيلم ستانلي كوبريك، مؤكدا أن التجربة كانت أشبه بالرحلة التي نقلته إلى عالم آخر.
وأشار إلى أن المخرج الذي رحل قبل قرابة 20 عامًا أثر على تكوينه كمخرج، موضحا: "شعرت أن الفيلم يمكن أن يكون أي شيء، وباستطاعتنا فعل أي شيء نريده. ما فعله كوبريك في عام 1968 هو باختصار رفض الالتزام بأي قواعد للسرد".
وكشف أنه تمكن من رؤية أشرطة مصورة لفيلم 2001: A Space Odyssey خلال عمله مع شركة Warner Bros. المنتجة. وأوضح أن الشركة كانت تسع إلى عرض نسخ نيجاتيف جديدة.
وذكر أن هناك عدد من الأفلام القديمة تم تحويلها إلى نسخ رقمية، لكن بالطبع أكد أن هذا التحويل يفقدها تفاصيلها البصرية الأصلية.
الحل الوسط بين الرقمي والتناظري
يبدو أن المخرج صاحب الـ47 عامًا، لم يرغب في الانحياز إلى صف بعينه في الصراع المستمر بيت التصوير الرقمي والتناظري. فقد قال نولان: "الأفلام التي صنعت بالطريقة التناظرية يجب أن تعرض في الأماكن المخصصة لها بقدر الإمكان... فالأمر الأن ليس انقصام بين الرقمي والتناظري، وإنما أصبح هناك تقبل لفكرة اختلاف الوسائط وتعددها".
وتابع: "صناع الأفلام الذين يرغبون في تصوير أفلامهم رقميا، يجب أن يتمكنوا من هذا، وصناع الأفلام الذين يريدون تصوير أعمالهم على شرائط يجب أن يضمنوا الحق في ذلك... نحن بحاجة إلى توفر النوعين، خاصة وأن الرقمي لديها إمكانية إعادة الأفلام القديمة والكلاسيكية".
تجربة Imax
قال نولان إنه خاض تجربة الـImax في المتاحف لأول مرة، ثم جربها مع الأفلام الوثائقية، وشعر حينها إن مستقبل صناعة الأفلام مرتبط بهذه النوعية من السينما، نظرًا لحجمها ودقة تفاصيلها ووضوح صورتها.
وشدد على إنه كان يرغب في استخدامها في تصوير أفلامه منذ مدة طويلة قبل Dunkirk، لافتا إلى أنه بالفعل استخدمها عندما أخرج فيلم The dark Knight في مشهد ظهور شخصية الجوكر لأول مرة.
عالمه السينمائي الخاص
"كل فيلم ينتمي إلى نوعية مختلفة، بالنسبة لي"، هكذا تحدث نولان عن عالمه السينمائي، لافتا إلى أن ثلاثية The Dark Knight يمكن توصيفها بأنها تعرف بالشخصية الشريرة فيها. ونوه إلى أنه قدم عالم القصص المصورة من منظور مختلف، قائلا: "نعم، إنه بطل خارق، لكنه مبني على فكرة الشعور بالذنب والخوف، هذه هي الدوافع القوية التي يمتلكها البطل... (بروس واين) ليس لديه أي قوة خارقة غير الثروة غير العادية. ولكن في الحقيقة، هو إنسان تقع على عاتقه عدة مسؤوليات، أعتقد أن هذا هو السبب في انجذابي تجاهه".
وفيما يخص فيلمه Memento، قال إنه دائما يوصف بأنه غير خطي، ولكن على العكس تماما هو فيلم يقوم السرد فيه على الخطية ولكن من النهاية إلى البداية. مضيفا: "لا يمكنك حذف مشهد منه، أو تغير ترتيبه، لقد حرصت على ذلك خلال مرحلة كتابته".
ولفت إلى أنه لا يحب أن يقوم مخرج آخر بمساعدته في إنجاز المشاهد، فإذا كان هو المخرج عليه أن يشرف على تصوير كل لقطة في فيلمه.
نصيحة لصناع الأفلام الشباب
أكد نولان إنه لم يتمكن من دراسة السينما بسبب والده، لكن هذا الأمر خدمه عندما اقتحم مجال صناعة الأفلام، لأنه اضطر في البداية لعمل كل شيء بنفسه، ومن هنا تمكن من معرفة دور كل شخص متواجد في موقع التصوير.
ونصح المخرجين الشباب بضرورة تجربة كل شيء في صناعة السينما، سواء المهام الفنية أو التقنية، ثم أضاف مازحا: "عدا التمثيل، ليس عليك تجربة هذا".
اقرأ أيضًا:
سباق السعفة الذهبية (1): عمل رائع لأستاذ السينما البولندية يقاسم الفيلم المصري الصدارة
رسالة كان- الفيلم المصري "يوم الدين".. رحلة في عالم المهمشين وعيب المباشرة