في كتابه "تاريخ السينما"، أوضح المؤرخ رومان جوبرن أن صناعة السينما، بنيت في الأساس على الأسطورة. وذكر أن الأفلام كان هدفها الأول تحقيق النجاح التجاري من خلال الامتثال لبعض طرق السرد والحكي التي نشأت منذ بداية الإنسانية.
وقال الكاتب الإسباني، إن الأفلام اتبعت توليفة محددة وهي "عندما يلتقى صبي بفتاة..." التي تحقق نجاحا مضمونا مع الجمهور. ومن أهم خصائص هذه التوليفة: تقسيم الشخصيات ببساطة إلى خير وشر، والوصول إلى النهاية السعيدة المتوقعة.
الفشل لا مكان له في مثل هذه النوعية من الأفلام، فالبطل من الممكن أن يتعرض للانهيار مرة أو مرتين خلال رحلته، لكن في النهاية سيكون قادراً على التغلب على أي شيء يريده. هذا يخلق شخصية رئيسية خالدة نعرف بالطبع أنها لن تموت وستنجح بطريقة أو بأخرى مها كانت الصعوبات.
في المقابل، هناك صناع أفلام اختاروا صناعة أعمالهم السينمائية بطريقة عميقة تتناسب مع طبيعة النفس البشرية، وبذلوا مجهودا من أجل رسم شخصيات مركبة تعكس الواقع.
لكن هناك أيضًا من بالغوا أيضًا في تصوير الجانب المظلم من الحياة والبشر بشكل عام. وفي السطور التالية، نرصد مجموعة من هذه الأفلام التي ابتعدت عن المساحة الأمنة وغامر صناعها دون الخوف من ردة فعل المشاهد الذي قد يصاب بالاكتئاب، بحسب ما جاء على موقع Taste of Cinema.
1- Colossal Youth
صور المخرج البرتغالي بيدرو كوستا، فيلمه الصادر عام 2006، بموارد محدودة للغاية. ويعد هذا الفيلم الأخير لثلاثية عن حياة الناس في حي "لاس فونتانيس جيتو". استغنى كوستا عن الإضاءة الاصطناعية، واللقطات القريبة وحركة الكاميرا بشكل مستمر، وفضل التركيز على تأمل طبيعة الفقر، إلى جانب ظهور الشخصيات في نفس الأماكن مع تكرار نفس الأحداث.
تدور القصة حول رجل يبلغ من العمر 75 عامًا، هدمت الحكومة البرتغالية حيه وقررت نقله إلى مشروع إسكان في ضواحي لشبونة . يتجول بين بيتيه القديم والجديد ، ويحاول التواصل مع أناس من ماضيه.
2- Songs from the Second Floor
الفيلم الصادر في مطلع القرن الـ21، يعتبر واحدا من أكثر الأفلام تشاؤما. الفيلم من كتابة وإخراج السويدي روي أندرسون، ويعرض عدة شخصيات غير مرتبطة، تتعرض لظروف قاسية في حياتها اليومية.
وقد بدى الأبطال مثل الميتين، لا يعبئون بما يحدث لهم، وكأن الفيلم نوع من التأمل في الحياة الحديثة والنتائج المترتبة عليها، كما إنه يكشف عن الإرهاق العميق الذي تتعرض له الطبقة الوسطى، والذي يبدو أنه لا مخرج منه.
3- The Turin Horse
العمل الصادر عام 2011، الذي قال عنه المخرج المجري بيلا تار، إنه آخر أفلامه، يعتبر أكثر أعماله تشاؤما، لأنه يركز على فكرة الموت.
تركز أحداث الفيلم على حياة رجل كبير وابنته، يتعرض منزلهما باستمرار للرياح، وتصبح حياتهما أكثر صعوبة مع مرور كل يوم. نحن لا نرى الشخصيات تتصارع مع مشاكل صعبة أو شر عظيم، وإنما مع قسوة الحياة العادية. فالبطلان متعبان وغير راضيين عن حالهما الذي لا يتغير.
4- Paris Belongs to Us
العمل الروائي الطويل الأول للمخرج الفرنسي جاك ريفيت، الذي أنجزه في خضم الموجة الفرنسية الجديدة، ودعمه مخرجو الحركة الآخرون. يحكي الفيلم قصة العديد من المهاجرين في باريس، الذين يشعرون بأنهم غرباء داخل المدينة الفرنسية، ويسعون إلى إخراج عمل مسرحي.
الفيلم يعتمد على إخفاء الحقائق، حتى أن المؤامرة التي يسعى الأبطال إلى كشفها على مدار الأحداث، تصبح في بعض الأحيان محل شك. التشاؤم في هذا العمل يكمن في وجهة نظره حول معنى الأشياء وقيمتها، ويشير إلى أنه قد لا يكون هناك هدف أو سبب لأي شيء.
5- Winter Light
الفيلم الذي وصفه مخرجه انجمار بيرجمان، بأنه أفضل أعماله السينمائية من حيث التصميم والحرفة. يعتبر أحد أكثر الأفلام الشخصية التي صنعها على الإطلاق، لأنه يعرض وجهة النظر المتشائمة التي كان يرى بها الحياة وتفاصيلها.
يضع بيرجمان أبطال الفيلم في عدة أزمات ليتعرض لأفكار وجودية مثل الإيمان وقيمة الحياة. وتركز الأحداث بشكل عام حول قس يختبر قوة إيمانه وعلاقته مع الله.
اقرأ أيضًا:
كوينتن تارانتينو يشبه أحدث أفلامه بـPulp Fiction.. دي كابريو: متحمس للعمل مع براد بيت