"القصة مستوحاة من أحداث حقيقية" عبارة تجذب انتباه متابعي الأفلام بشكل عام، لكنها لها وقع مميز لدى محبي أفلام الرعب خصوصا نظرًا لأنها تزيد من حجم التأثر بالأحداث ومصداقيتها.
هذه العبارة تصدرت شارة البداية في فيلم الرعب Winchester، الذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائية بمختلف دول العالم، ووصلت إيراداته إلى 17 مليون و177 ألف دولار.
تدور الأحداث حول السيدة "سارة وينشستر"، التي تمتلك شركة كبيرة لصناعة الأسلحة، وتعتقد أنها مطاردة من قبل أرواح غاضبة لأشخاص تم قتلهم بواسطة أسلحة الشركة. تُقرر بناء منزل كبير متعدد الحجرات ليضم الأرواح كي تتخلص من اللعنة التي تسببت في موت زوجها وابنتها الرضيعة.
تتصدر الممثلة هيلين ميرين الملصق الدعائي للفيلم، وتجسد دور البطولة خلال الأحداث، ويشاركها الممثل جيسون كلارك والممثلة سارة سنوك.
ونرصد في التقرير التالي، بعض تفاصيل وصور القصة الحقيقية التي تناولها الفيلم:
من هي سارة وينشستر؟
ولدت سارة لوكوود باردي في ولاية كونيكتكت عام 1840، وقد كانت تتمتع بذكاء حاد وثقافة عالية إلى جانب جمال آخاذ، حتى إنها حصلت على لقب "حسناء نيو هيفن".
في عام 1862، تزوجت من ويليام ويرت وينشستر، الذي ورث عن عائلته شركة كبيرة لصناعة الأسلحة. وكان الناس يطلقون على الشركة اسم ""البندقية التي فازت بالغرب"، نظرًا لأن أسلحتها النارية استخدمت في إبادة الهنود الحمر، ومهدت الطريق للتوسع نحو الغرب.
بعد الزواج بأربع سنوات، أنجبت سارة ابنتها التي لم تعش سوى 6 أسابيع، ثم توفى زوجها عام 1881 بسبب مرض السل، ومن هنا تغير كل شيء في حياتها. فقد ورثت 20 مليون دولار، إلى جانب نصف أسهم شركة وينشستر، وأصبحت واحدة من أغنى سيدات العالم، بحسب ما ذكر موقع Refinery29.
قررت الانتقال إلى سان خوسيه، في ولاية كاليفورنيا، عام 1886، لتكون بجانب أقاربها ولأن المناخ الجاف مفيد لالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي كانت تعاني منه.
اللعنة وبناء المنزل
يوضح موقع Slash film، أن الصحف ذكرت آنذاك أنها انتقلت إلى منزل جديد بناءً على نصيحة عالم روحاني أخبرها أن هناك لعنة تطاردها هي وعائلتها بسبب أسلحة وينشستر التي قتلت الكثير من الأبرياء في مختلف أنحاء العالم، لذلك عليها بناء منزل، والاستمرار في إجراء تجديدات إلى الأبد، لأنها إذا توقفت عن البناء، فإن الأرواح سوف تحصل عليها. وقد اعتمد الفيلم على هذه النظرية في كتابة الأحداث ورسم الشخصيات.
يشار إلى أن المنزل كان مكون 8 حجرات، ثم أجرت سارة وينشستر تعديلات عليه حتى تجاوز عدد الحجرات 150 حجرة، وأصبح يشبه المتهة من الداخل.
لكن هناك تفسير آخر، قالته المؤرخة جيهان بوهم، التي درست المنزل الغامض لمدة 40 عامًا. فقد توصلت إلى أن سارة أمضت سنوات مع زوجها يجددان في منزلهما في ولاية كونتيكت، لذلك فمن الممكن أنها كانت تسعى لإعادة الشيء نفسه بمفردها.
موضحة في حوارها مع صحيفة Los Angeles Times، "اعتقد أن سارة كانت تحاول تكرار تلك التجربة عن طريق القيام بشيء يحبه كل منهما".
هناك تفسيرات كثيرة، لكن المؤكد حسبما ذكرت مجلة Smithsonian ، أن النجارين كانوا يعملون في المنزل باستمرار دون توقف، حتى وفاتها عام 1922. وقد كانت وينشستر ترسم التصميمات بنفسها، لذلك أنشأت منزلا محيرا لا يلتزم بقوانين العمارة، ويعتمد بشكل أساسي على وحي خيالها.
تقول الممثلة هيلين ميرين لموقع io9، "لا أحد يعرف لماذا قررت بناء هذا البيت؟! ولا أحد يعرف لماذا هناك مقولتان مقتبستان من أعمال شكسبير منتشرة على لوحات الزجاج الملون. تقرأ الاقتباسات ولا تعرف الشيء الذي تحاول قوله. كل شيء مليء بالغموض، هذا ما يجعل هذه القصة رائعة".
الزلزال والأرواح الشريرة
تركز قصة الفيلم على عام 1906، وتظهر خلال الأحداث روح شريرة تسعى إلى السيطرة على المنزل والانتقام من العائلة، وينتج عن استدعاء هذه الروح حدوث زلزال في المنزل يؤدي لانهيار بعد الحجرات.
لكن في الحقيقة، ضرب زلزال مدينة سان فرانسيسكو وساحل شمال كاليفورنيا، عام 1906، ويعتبر أحد أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة. وقد تسبب في تدمير ثلاثة طوابق من المنزل، واضطرت سارة وينشستر لإعادة البناء مرة ثانية.
تحويل المنزل إلى مزار
في فبراير عام 1923، تحول المنزل إلى مزار سياحي يمكن للعامة دخوله لرؤية حجراته المختلفة. وتبلغ قيمة الزيارة لمدة ساعة 20 دولار فقط.
ورغم أن سارة وينشستر لم تؤكد قط أن المنزل مسكونا بالأرواح، فإن بعض الزائرين يؤكدون أنهم رأوا أشباح داخل الحجرات.
تقول المؤرخة جيهان بوهم: "هناك طاقة إيجابية هنا، حتى لو كانت قصص الأشباح غير حقيقية، فإن سارة نفسها كانت شخصية رائعة".
اقرأ أيضًا:
الإيرادات الأمريكية- ثلاثية Fifty Shades تتجاوز مليار دولار.. الأرنب "بيتر" يتفوق على "جومانجي"
النقاد يكرهون مفاجأة Netflix- كل هذه عيوب فيلم The Cloverfield Paradox