يهتم المنتجون والنقاد والمشاهدون أيضا بالعنصر الأساسي أو الأبرز في أي فيلم سينمائي، وهو بالطبع الممثل الأساسي الذي يحمل العمل اسمه، فهو صاحب البطولة المطلقة وإليه ينسب نجاح العمل أو فشله، إلا قليلا.
نتحدث هنا عن القاعدة العامة، وهي أن الممثل البطل هو صاحب الفيلم، لكن بالطبع هناك استثناءات ينسب الفضل فيها إلى المخرج تارة أو المؤلف تارة أخرى، لكن يبقى عنصر هام يعتمد عليه الفيلم وهو الممثل صاحب الدور الثاني والذي يعد أحد أبرز العوامل المؤثرة في مدى نجاح الفيلم من عدمه.
نجوم الصف الثاني يعطون أي عمل فني مذاقا مختلفا، ليجعلوا منه شكلا مختلفا متضمنا تعليقاتهم الساخرة وتعليقاتهم التي يرتبط بها الجمهور مثل البطل تماما، الأمر الذي يدفع صناع هذه الأعمال الفنية لإيمانهم الشديد بأن العمل الفني بدونهم سيصبح أشبه بالطعام الشهي بدون ملح.
منذ بداية السينما نجد ذلك الفنان الذي يضيف إلى الفيلم مذاقا مختلفا للأحداث ويصبح بطل ثانيا إلى جانب البطل الأساسي، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان الفنان إسماعيل يس يتولى هذا الدور في أعمال يلعب بطولتها كمال الشناوي أو صلاح ذو الفقار وغيرهم حتى أصبح بطلا ونجما ساطعا وحملت أفلام اسمه، وبالانتقال إلى فترة بداية الألفيات نجد أن هذا الدور كان من نصيب عدد من الفنانين منهم أحمد حلمي وعلاء ولي الدين ومحمد هنيدي وأحمد آدم، ومحمد سعد، وغيرهم، حتى أصبحوا نجوما بعد ذلك وصعدوا إلى مصاف البطولة المطلقة.
يعطي ذلك مؤشر كبيرا إلى أن هناك العديد من الفنانين حاليا في طريقهم إلى البطولة المطلقة، وما الأمر إلى مسألة وقت، كل على حسب قيراد الحظ مع فدان الشطارة.
النجوم الثلاثة
نتحدث هنا بالتحديد عن 3 ممثلين نجحوا في الاستحواذ على الدور الثاني بجدارة وكونوا قاعدة جماهيرية واسعة باتت حريصة على دخول أي فيلم لمجرد وجود هؤلاء الفنانين على أفيش العمل، ليصبح وجودهم ضروريا مثل الملح في الطعام، وهم الفنانين أحمد فتحي ومحمد ثروت ومحمد سلام.
أحمد فتحي صرح لـ FilFan.com بأنه مؤمن تماما بمبدأ أن فريق عمل أي فيلم أو مسلسل هو في الأساس فريق كرة، ولكل شخص في هذا الفريق دور محدد يلعبه ليحقق النجاح لهذا العمل، وبالتالي فإن اعتباره شخص له دور كبير كان أو صغير في نجاح هذا الفريق فهو توفيق من عند الله ليس أكثر.
وأضاف أنه لا يشغله فكرة تقديم دور ثان في عمل أو حتى دور رئيسي بقدر ما يشغله جودة العمل والدور الذي سيقدمه للمشاهد، مشيرا إلى أنه قدم عدد من الأعمال التي ظهر فيها دور ثان أو صديق البطل وحققت هذه الأدوار ردود أفعال قوية وصنعت جزء كبير من نجاحه.
وتابع أنه يستعد في الوقت ذاته لتقديم عمل بطولة أو دور رئيسي في فيلم يحمل اسم مؤقت "ساعة صفا"، لكنه حتى الآن لا يعلم ما إذا كان سيتنقل فيما بعد ما بين الدور الرئيسي والدور الثاني أم سيظل بعد ذلك بطلا فقط.
فيما يرى الفنان محمد ثروت أنه لابد وأن يكون مقتنعا بأي فيلم يوافق عليه حتى يستطيع تجسيده بطريقة مميزة، كما ينظر أيضا إلى فريق العمل الذي يشعر براحة في التعاون معه، ولذلك فأن كل هذه العناصر المتكاملة تساهم في خروج عمل فني جيد.
وأضاف أنه ليس لديه أزمة في الظهور في أكثر من عمل طالما كان مختلفا، وبالتالي إفأن نجاح هذه الأعمال هو توفيق من عند الله، بعدما يبذل قصارى جهده ويترك الباقي على الله الذي لا يخيب ظنه خاصة وأنه يرهق نفسه كثيرا أثناء التصوير.
وأشار إلى أن وجوده الدائم في معظم الأعمال السينمائية يرجع إلى اقتناع المخرجين والمنتجين به الأمر الذي يجعلهم يطلبونه للتعاون معهم، مؤكدا أنه لا يفكر في المساحات التي يُقدمها بقدر اهتمامه بأهميتها، فدور صغير مؤثر أفضل من كبير ليس له قيمة.
وأضاف أن البطولة الجماعية قادرة على نجاح أي عمل لذا فأنه يراها الأنسب والأهم من المطلقة، لكن هذا لا يمنع من أن يقدم البطولة المطلقة إذا وجدها واقتنع بها فلن يتردد خاصة بعدما اثبت قدرته في البطولة الجماعية مؤكدا إن التوليفة من الشباب هي التي تعطي طعم للعمل.
ويؤكد الفنان محمد سلام أن أي عمل فني لابد أن يتضمن عناصر تساعد على نجاحه، ولذلك فإن صناعه يلجئون إلى من يستطيع فعل ذلك، مشيرا إلى أن جودة اختياره للأدوار هي ما جعلته ينجح في تأديتها، كما أن البطولة الجماعية كانت أكبر سببا لنجاح أي عمل سواء سينمائي أو تلفزيوني.
وأضاف أنه عند موافقته على أي عمل لا ينظر إلى مساحة الدور بل لأهميته وهذه النظرة هي التي جعلت كل ما يقدمه مميز، خاصة أنه لا يوجد عمل يتوقف نجاحه على شخص واحد بل على كل فريق العمل.
وأشار سلام إلى أن الفنان إذا دقق في اختيار أعماله سيستطيع أن يقدمه بطريقته المختلفة التي تميزه عن أي فنان آخر بالإضافة إلى أن هناك توليفة معينة يستعين بها المخرجين لاكتمال المسلسل أو الفيلم وكل دور فيهما يكون مرسوما لفنان بعينه.
اقرأ أيضا
بالفيديو - "3 دقات".. ومازال البحث جاريا عن أسرار تلك الأغنية التي تدندنها دون قصد وتفاصيل النجاح
Altered Carbon .. مثال حي على صنع عمل مليء بالإخفاقات وهكذا يتشابه مع Game of Thrones