قال المخرج علي بدرخان إن فيلمه "شفيقة ومتولي" كان من المفترض أن يخرجه الراحل يوسف شاهين، موضحا أن فكرة الفيلم تعود للمنتج سيد عيسى الذي كان لديه طموحا في إظهار الفيلم للنور ولكن نتيجة أزمة إنتاجية تعرض لها اضطر إلى إيقاف تصوير الفيلم، الأمر الذي دفع المخرج الراحل يوسف شاهين لشرائه، ثم بدأ إعادة صياغة للفكرة وكتابته بشكل شعبي مع المؤلف الراحل صلاح چاهين، قبل أن يتعرض إلى وعكة صحية خضع على إثرها لعملية قلب مفتوح، ليطلب من بدرخان استكمال الفيلم، الذي استغرق فترة تحضيره عشرة أيام مع الشاعر الراحل صلاح جاهين ثم بدءوا تصوير الفيلم.
وأضاف بدرخان خلال ندوة تكريمه التي أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بقاعة يوسف شاهين وأدارتها الناقدة علا الشافعي، أن تصوير الفيلم استغرق 6 أسابيع، أما بالنسبة لأزياء العمل فقد كانت متميزة، وكذلك الديكور نظرا لاستعانته بالفنان التشكيلي ناجي شاكر الذي كان زميله في منحته الدراسية بإيطاليا مؤكدا أنه ليس مثل أي مهندس ديكور حيث كان يُحيي كادر التصوير حتى في المشاهد الخارجية.
وأشار إلى أن أهم ما يميز الفيلم هو أن المشاهد شعر بأنه يعيش في هذا العصر "كنا ننقل الواقع بأمانة ونقدم للمشاهد فترة زمنية يشعر أنها تحدث الآن ويعيش معهم".
وأضاف أن علاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين بدأت منذ دراسته بالمعهد، ثم سافر إلى إيطاليا ،وعند عودته للقاهرة طلب من الراحل تدريبه على الإخراج ،وظل يلازمه حتى عمل معه كمساعد مخرج وكان يطلب منه ألا يتدخل في عمله كنوع من الاستقلالية برأيه حيث كان الراحل يرفض ذلك في بادئ الأمر حتى اقتنع برأيه ، وكان يطلق عليه اسم "دقدق".
ومن ناحية أخرى قال بدرخان إنه لا يستطيع أن يجزم بانعدام الأعمال الفنية الجيدة في الوقت الحالي، ولكنها قلت بشكل ملفت لاعتمادها على أسلوب الحياة والنواحي المادية والاستهلاكية التي لها تأثير فالفن ليس عنصر فردي فنحن لدينا حالة تراجع بشكل عام وبما أن السينما مرآة للواقع بالتالي تتأثر بذلك.
وعن رأيه في السينما المصرية الآن قال بدرخان إنها تطورت كثيرا والفيلم مجموعة عناصر أهمها السيناريو ولكن يوجد أيضا إخراج ومونتاج وتصوير وتمثيل وهي تطورت بشكل كبير فلا يمكن الحكم على جودة الأفلام من ناحية السيناريو فقط.
أما عن فن إدارة الممثلين الذين تعاون معهم، أشار بدرخان إلى أنه لا يستطيع تعليم الفنان التمثيل فهو أمر يستغرق وقتا طويلا، ولكنه يدير حركاته فقط، خاصة أن السينما لا يوجدفيها بروفات مثل المسرح والتليفزيون، وبالتالي يكون هو جمهور الفنان، كما أنه لابد أن يكون على معرفه شخصية ليستطيع توصيل كل رسائله بالطريقة التي يستوعبها، مؤكدا أن هناك بعض الممثلين يقترحون إضافة جمل في الأفلام فإذا وجدها مناسبة يضيفها في الحال مثلما حدث مع الفنان الراحل أحمد زكي الذي أضاف بعض الكلمات في أغنية "الراعي والنساء".
كما روى بدرخان بعض ذكريات أعماله السينمائية ومنها فيلم "الكرنك" حيث كان لديه بعض الأصدقاء اليساريين الذين سجنوا وكان يرغب في تقديم قصتهم، وفي إحدى المرات قرأ أن نجيب محفوظ لديه قصة تسير في ذات السياق تسمى "الكرنك"، فحدثه إلا أن محفوظ قال له وقتها إن الراحل ممدوح الليثي اشتراها فتحدث معه وقال له "عاوز أخرج الفيلم حتى لو ببلاش" وبالفعل أخرجه وتقاضى 1250 جنيه فقط لا غير مؤكدا إن الفيلم لا يتناول فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كما تردد.
وأشار بدرخان إلى أن هناك العديد من المخرجين الشباب الذي يتطلع لهم في مستقبل سينمائي مشرق حيث يملكوا مواهب عديدة ومنهم مروان حامد وأحمد نادر جلال وشادي الفخراني.
اقرأ أيضا
الليثي يكشف تفاصيل مكالمة سعاد حسني لعبد الحليم حافظ بعد "إشاعة حب"
نور الشريف في حوار من الذكريات.. يحكي عن الحظ مع حسين فهمي ويبرئ سعاد حسني وفاتن حمامة