أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مهرجان دبي السينمائي الرابع عشر، أكبر مهرجان سينمائي في المنطقة والذي يضم برنامجه هذا العام 141 فيلماً في الأقسام المختلفة. تنقسم لأحدث الإنتاجات العربية المرتقبة، وأفضل الأفلام العالمية التي تم إنتاجها خلال العام. وفي هذا المقال سنعرض 10 أفلام عربية منتظرة تمتلك كل أسباب دفع كل من يحضر المهرجان للاهتمام بمشاهدتها.
غزية (المغرب)
المخرج المغربي الشهير نبيل عيوش هو أحد أهم صناع السينما في المغرب العربي. عيوش أثار جدلاً واسعاً بفيلمه السابق "الزين اللي فيك" وصل لساحات المحاكم والتهديد بالقتل، بموضوعه الشائك الذي تعرض لصناعة الدعارة في مدينة مراكش. عيوش صاحب "علي زاوا" و"يا خيل الله" يعود لمهرجان دبي بفيلمه الجديد "رازية" الذي استضاف مهرجان تورنتو السينمائي عرضه العالمي الأول قبل أن يختاره المغرب ليكون المشرح الرسمي للأوسكار. خمس حكايات على مدار عدة عقود تتقاطع في شوارع الدار البيضاء تشكل دراما فيلم لمخرج يعرف جيداً كيف يدير الأفلام الضخمة والممثلين المتعددين.
واجب (فلسطين)
مرشح آخر لسباق الأوسكار هو "واجب" فيلم المخرجة آن ماري جاسر الذي عُرض للمرة الأولى في مسابقة مهرجان لوكارنو الرسمية وفاز فيها بإحدى الجوائز غير الرسمية. جاسر التي كانت أول مخرجة فلسطينية تصنع فيلماً روائياً طويلاً عندما قدمت "ملح هذا البحر" ثم "لمّا شفتك"، تجمع في فيلمها الجديد بين الممثلين الأشهر في السينما الفلسطينية: محمد بكري وابنه صالح بكري، لأول مرة معاً فيلم فيلم طويل، ليجسدا دوري أب من فلسطينيي الداخل وابنه العائد من معيشته في أوروبا لأداء واجب التجهيز لعرس الأخت، ليقضي الرجلان يوماً طويلاً تتصادم خلاله أفكارهما وما يمثله كلاً منهما للآخر.
بلاش تبوسني (مصر)
بعدما عرفناه مؤلفاً لفيلماً شديد الفرادة هو "علي معزة وابراهيم"، يقدم أحمد عامر نفسه للمرة الأولى مخرجاً في "بلاش تبوسني" المعروض ضمن برنامج ليالٍ عربية. فيلم تسجيلي زائف أو موكيومنتري mockumentary، يرصد معاناة مخرج شاب قررت بطلة فيلمه الأول أن ترتدي الحجاب وتعتزل التمثيل قبل أن تنهي تصوير أهم مشاهد الفيلم الذي يحتوي على قبلة يفترض أن تؤديها. معاناة المخرج الشاب تحمل في داخلها وجهة نظر واسعة حول المجتمع المصري، لكنها مقدمة في صورة خفيفة الظل يدعمها ظهور فريد للمخرجين الكبيرين محمد خان وخيري بشارة بشخصيتهما الحقيقية ضمن أبطال الحكاية.
همس الرمال (تونس)
شاعر السينما الصوفية العربية الناصر الخمير يعود للسينما بعد 12 عاماً من التوقف، حدث يترقبه العديد من محبي أفلامه ذات الطبيعة بالغة الخصوصية. الخمير الذي يحمل تراث الأساطير العربية معه أينما حلت سينماه، والذي قدم للمكتبة العربية ثلاث قصائد سينمائية هي "الهائمون" و"طوق الحمامة المفقود" و"بابا عزيز"، يتنافس في مسابقة المهر الطويل بفيلمه الجديد "همس الرمال"، والذي تنطلقه حكايته العريضة من قصة امرأة كندية تتوغل في الصحراء العربية بصحبة دليل يروي لها حكايات شعبية، لكن بإمكاننا أن نتوقع بسهولة أن هذا سيكون مجرد خط عام للمشاهد الشعرية التي يجيد الخمير توليدها من رحم المكان والزمان.
طعم الأسمنت (سوريا)
رغم إنه العرض الأول له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أن فيلم المخرج زياد كلثوم الوثائقي طاف بالفعل عدد كبير من المهرجانات ونال عدة جوائز خلال أشهر العام الحالي. كلثوم الذي عرفناه قبل أعوام بفيلم "الرقيب الخالد" يبتعد قليلاً عن السياسة وإن ظلت كامنة تحت سطح دراما فيلمه. الذي يرصد بدأب وصمت يليق بالمأساة الروتين اليومي لمجموعة من العمال السوريين الذين يعيشون في لبنان ويعملون في تشييد ناطحات سحاب تحت ظروف عمل أقل ما يقال عنها إنها جائرة. ورغم الموضوع الذي قد يغري بالبكائية، ينجز كلثوم فيلماً بصرياً منضبطاً على الصعيد العاطفي. والصمت دائماً يزيد من وقع المأساة.
الرجل خلف المايكروفون (تونس)
الاختيار المثالي لمحبي الموسيقى والأفلام الوثائقية حولها، كذلك للمهتمين بتاريخ الفن في البلاد العربية وعلاقته بالمجتمع. في فيلمها الأول كمخرجة تتابع التونسية البريطانية رحلة حياة المغني التونسي الأشهر الهادي الجويني، أو فرانك سيناترا العرب كما يُطلق عليه. لتكشف دراما حياة الجويني الكثير من الخفايا والأحداث الغنية والدالة، ومنها القصة المذهلة حول الأسباب التي دعته إلى إخفاء شهرته عن عائلته؛ ليفتح الفيلم باب التفكير في أن الاقتراب من عالم صاحب "لاموني اللي غاروا مني" و"تحت الياسمينة" و"مفتون بغزرة عينيها" هو في واقع الأمر اقتراب من عالمنا وتاريخنا.
طلق صناعي (مصر)
عرفت السينما المصرية خالد دياب مؤلفاً لأفلام من إخراج الغير منها أعمال ناجحة مثل "عسل أسود"، والذي يمكن ببعض التساهل اعتباره الجزء الأول من "طلق صناعي" الذي يواصل استخدام الفارق بين الجنسيتين المصرية والأمريكية نقطة انطلاق للكوميديا والدراما. ماجد الكدواني وحورية فرغلي يلعبان دوري زوجين يذهبان إلى السفارة الأمريكية للتقدم بأوراق التأشيرة، لكنهما يخططان لاستغلال وجودهما على أراضٍ أمريكية بحكم القانون كي تضع الزوجة طفلاً ينال الجنسية ويمنحها لهما. الخطة التي سرعان ما تتطور لما هو أكبر وأخطر، فاتحة الباب لاحتمالات لا نهائية للضحك والتفكير أحياناً.
الرحلة (العراق)
المخرج العراقي الأكثر نشاطاً ونجاحاً محمد الدراجي يعود لدبي بفيلمه الجديد "الرحلة" بعدما عرضه للمرة الأولى عالمياً في مهرجان تورنتو السينمائي قبل أسابيع. صاحب "ابن بابل" و"حب، حرب، رب وجنون" يختار محطة قطار بغداد التي أعيد افتتاحها موقعاً لحكايته، والتي يتقاطع خلالها مسار امرأة ورجل. هي جائت إلى المحطة بحزام ناسف تستعد لتفجر نفسها به كي تحيل الاحتفال بإعادة الافتتاح إلى كارثة، وهو رجل عراقي تقليدي، يجد مصيره فجأة صار مرتبطاً بهذه المرأة. دراما كثيفة في موقع يتفاداه صناع الأفلام العرب كثيراً رغم ثرائه بكل فرص الدراما.
بورن آوت (المغرب)
أستاذ آخر من أساتذة السينما المغربية المعاصرة يتنافس بجديده في دبي السينمائي، هو نور الدين لخماري الذي يحدث دوياً كلما صنع فيلماً جديداً والذي عرفه الجميع مع أفلامه الثلاثة خاصة فيلميه الأخيرين المصطبغين بألوان شوارع الدار البيضاء "كازانيجرا" و"زيرو". لخماري يخلص في جديده "بورن آوت" للسينما المنتمية للشوارع ذاتها، والتي يدور فيها هذه المرة ثلاث حكايات لطفل ورجل وامرأة، كل منهم يعاني الوحدة في مدينة هائلة الحجم والزحام، ولكل منهم هدف عليه أن يواجه العالم بأكمله لتحقيقه. كل فيلم جديد لنور الدين لخماري هو حدث يستحق الترقب والانتظار.
بنزين (تونس)
على النقيض من عشرات الأفلام التي تناولت قضايا ومشكلات المهاجرين غير الشرعيين من دول المغرب العربي إلى الشمال (الحرّاقة حسب التعبير العامي)، تقرر المخرجة سارة عبيدي في فيلمها الطويل الأول تناول الأمر من الزاوية العكسية: زاوية العائلات التي تبقى في بلادها تعيش على أمل معرفة ولو خبر الوفاة عن الأبناء الذين يلقون أنفسهم في البحر من أجل حياة أفضل. في الريف التونسي يجسد المخضرمان علي يحياوي وسندس بلحسان بمهارة مدهشة مأساة أب وأم هاجر ابنهما وانقطعت أخباره، لنعيش معهما تداعيات المحنة بإيقاع يزيد من أثر الحدث وعبث الانتظار.
اقرأ أيضا
#مهرجان_القاهرة_39- حضر النجوم فهل حضرت السينما؟
مسلسلات شهر ديسمبر.. عودة مواسم منتظرة لأشهر الأعمال التي ارتبط بها الجمهور