استطاعت الممثلة التونسية سارة الحناشي أن تنجح في التحدي الذي واجهها من خلال بطولة فيلم "جسد غريب"، وذلك بشهادة عدد كبير من النقاد والمشاهدين في تونس وأكثر من مهرجان عالمي شارك به الفيلم، مما جعلها تحصل على جائزة المهر الطويل كأفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي.
موقع FilFan.com أجرى حواراً مع سارة الحناشي لتتحدث عن كواليس الفيلم والصعاب التي واجهتها:
كيف جاء ترشيحك لبطولة "جسد غريب"؟
قابلت المخرجة رجاء عماري عام 2015 وكانت تجري اختبارات أداء لاختيار البطلة، وصورتني فيديو ولم اشعر بتحمسها لي حينها، وعدت إلى منزلي وبعد مرور 4 أشهر كنت في الجزائر اصور فيلما ووجدت المنتجة درة بوشوشة تقل لي أن علي أن أعود إلى تونس لأن المخرجة تريد رؤيتي مجدداً فعدت بعد أن انتهيت من التصوير، وأجرت اختبار أداء جديد لي وشعرت أيضاً بأنها ليست متحمسة، وكانت المنافسة قوية لأن رجاء أجرت اختبارات أداء في فرنسا وتونس، وبعدها بثلاث أيام تحدثت مع درة وقولت لها يكفي اللعب بأعصابي.
وما الذي أعجبك في الدور؟
الدور كبير ومركب ويوجد به بحث كثير، والشخصية التي اقدمها مهمة لأنها تتحدث عن أشخاص متواجدين في الحياة بيننا، فهو يتحدث عن البنات اللاتي تردن الهرب ومغادرة بلادهن لأنهن يشعرنَ بالملل وهربا من الأوضاع الموجودة في بلادهن، ويبحثن عن النقود والحرية و حياة أفضل، نظرا لأنهن غير مرتاحات في الوضع القائم، و"سامية" التي أجسد دورها في "جسد غريب" هي نموذج للكثير من الفتيات من العالم كله وليس تونس فقط، فنجد سامية في الفيلم لديها شهادة دراسية ولا تعمل، وأخوها جهادي وهذه دوافع جعلتها تهرب لتجد مكانا تشعر فيه بالراحة وأشخاص يحبونها، وهذا ما جعلني أحرص على أن أكون صادقه قدر المستطاع.
هل تُشبهك "سامية" في الحقيقة؟
كل شخصية تُقدم يكون بها جانب يُشبه مقدمها، وأنا أجد أن سامية تشبهني وأنا أشبهها في حلم وجود مكان نرتاح به، كما أننا جميعاً نبحث عن الحب ونشعر به، سامية ليست تُشبهني أنا فقط بل هي نقطة مشتركة بين الكثير من الأشخاص، وكل ما فعلته أنني حاولت الدخول في تفاصيل الشخصية بنسبة 100% كي تكون صادقة لأنني لم اعش ظروفها في الحقيقة.
حدثينا عن أصعب مشهد واجهك في التصوير..
مشهد الغرق وهي تحاول أن تخرج من المياة، وفي نفس الوقت نحن نصور على عمق 8 متر ومن المفترض أن تجذبني المياة للأسفل، وهذا ما جعلني ارتدي 10 كيلو حديد، وكان هذا المشهد في أول يوم تصوير لي.
ما هو التعليق الذي سمعتيه على الفيلم ولم تنسيه؟
دون أن اشكر في نفسي، ولكن أغلب الصحفيين كانوا معجبين بالفيلم وبأدائي، وسألوني كيف استطعت أن أقدم الشخصية بهذه الطريقة الصادقة، كما أن مجلة Variety كتبت مقالا جميلا جداً، عندما عُرض الفيلم في مهرجان تورونتو، وفي أحدى المرات كان يُعرض الفيلم بمسابقة وأخبرتني واحدة من لجنة التحكيم أنني سأصنع بصمة لنفسي.
وما رأيك فيمن يقولون أن الفيلم له اتجاه سياسي؟
بالطبع له اتجاه سياسي، فنحن لا نستطيع أن نقدم شخصية ليس لها اتجاه سياسي، فنحن نتحدث عن حالة اجتماعية، ولم تحدث أي مواجهة أو اعتراض من الدولة.
وما هي مشاريعك السينمائية المقبلة؟
صورت فيلما مع المخرج محمود بن محمود، و اسمه "فتوه"، ومعي في هذا الفيلم غاليه بن علي، والفيلم تونسي بلجيكي، وأقدم شخصية جيدة ومعقدة، والمفاجأة أنني أقدم دور جزارة وجهادية، والفيلم في مرحلة المونتاج حالياً، ومن الممكن أن يُشارك في مهرجانات عالمية مثل مهرجان كان.
اقرأ أيضاً
#القاهرة_السينمائي_39- فيلم Redu.. المخرج يعتذر عن خطأ شريط الصوت وهكذا تغيرت الهند
#القاهرة_السينمائي_39- مخرجة "نجوم القرية": الفيلم استغرق 4 سنوات تصوير