يبدو أن شجاعة الممثل أنتوني راب، دفعت عددا كبيرا من الممثلين وصناع السينما الرجال في هوليوود إلى الخروج عن صمتهم من أجل الكشف عن الجانب الآخر من حياة الممثل كيفين سبيسي.
وصرح بطل مسلسل Star Trek: Discovery actor، بأن الممثل البالغ من العمر 58 عامًا، تحرش به في منزله عام 1986، عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا. وتسبب التصريح في توالي الاتهامات التي تشير إلى تورط سبيسي في وقائع اعتداء جنسي في فترات مختلفة.
وبحسب ما ذكر موقع CNN، فإن كيفين سبيسي لم يفصل بين عمله وحياته الشخصية، فهو يواجه حاليا اتهامات جديدة تشير إلى أنه حول موقع تصوير مسلسل House Of Cards إلى مكان مخصص للتحرش والانتهاكات الجنسية، وذلك بناءً على شكاوي مقدمة من قبل 8 أشخاص من فريق العمل.
قال أحد العاملين في المسلسل إن البطل والمنتج التنفيذي لـHouse Of Cards كان يتبع سلوكا غير لائق مع المتواجدين في موقع التصوير، يتضمن ذلك محاولة لمس الرجال، واستخدام ألفاظ وعبارات قاسية، إلى جانب تفضيل الموظفين الشباب الذكور دون غيرهم.
وذكر مساعد منتج –رفض ذكر اسمه- أن سبيسي اعتدى عليه جنسيًا عندما كان يستقله بالسيارة إلى موقع التصوير، موضحًا: "كنا على بعد دقائق من الوصول، وكانت السيارة تتحرك، وفجأة وضع يده على فخذي... كنت في حالة صدمة، فهو رجل يتمتع بشهرة ونفوذ، وأنا مجرد عامل في فريق عمل كبير".
وأكد أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد حاول سبيسي التحرش به مرة ثانية أثناء تواجدهما في غرفة تغيير الملابس، لكنه رفض بشدة، مما جعل الممثل الشهير يغضب ويغادر موقع التصوير.
فيما روى عامل آخر شارك في جميع مواسم المسلسل المنتج من قبل شركة Netflix، أن سبيسي كان يتحرش به بشكل مستمر عندما يجد الفرصة سانحة أمامه. مضيفًا: "كان يضع يده على جسدي بطرق غريبة، أحيانا يحاول تدليك كتفي من الخلف، وأحيان أخرى يحاوطني بيده ويبدأ في تحسس بطني، لم يكن هذا طبيعيا".
وأشار إلى أنه لم يتمكن من منعه أو رفض الأمر بسبب الخوف، لكن الآن يرغب في تغيير الأوضاع والحديث بشجاعة عما تعرض له على يد سبيسي.
وردًا على هذه الادعاءات، أصدرت MRC -الشركة الثانية المسؤولة عن إنتاج المسلسل بالتعاون مع Netflix- بيانا يؤكد صحة الادعاءات، ويشير إلى أن وقائع التحرش الجنسي التي ارتكبها الممثل الأمريكي تعود إلى عام 2012.
واعتذرت الشركة خلال البيان عن عدم معرفتها بكل هذه الاتهامات إلا عن طريق الصحافة، خاصة وأنها تعتبر سلامة المنتجين وطاقم العمل من أهم أولوياتها.
وذكر البيان: "لقد أكدنا باستمرار على ضرورة الإبلاغ عن أي حادثة تقع في موقع التصوير دون خوف من العواقب، ولقد حققنا واتخذنا الاجراءات المناسبة عقب تلقينا شكاوي من هذا النوع، فعلى سبيل المثال، خلال العام الأول من إنتاجنا للمسلسل في عام 2012، قدم أحد العاملين شكوى بخصوص التلميحات والإيماءات التي يستخدمها الممثل كيفين سبيسي، وقد اتخذنا إجراء فوري بعد دراسة الحالة، وكنا على ثقة أن المشكلة تم حلها على وجه السرعة بما يرضي جميع الأطراف المعنية، وبالفعل خضع سبيسي إلى تدريب عن طيب خاطر، ومنذ ذلك الوقت لم نتلقى أي بلاغات مشابهة".
وأكدت الشركة أنها ستواصل التحقيق في الوقائع، معلنة عن تخصيص خط ساخن لتلقي الشكاوي والبلاغات، إلى جانب الاستعانة بمستشارين قانونيين، وخبراء في مواجهة التحرش الجنسي من أجل مساعدة فريق عمل المسلسل في تخطي هذه الأزمة.
وفي سياق متصل، أصدرت شركة Netflix بيانا تؤكد فيه أنها لم تكن على علم بالانتهاكات التي تحدث في موقع التصوير، وأن الواقعة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها كانت منذ 5 سنوات. كما شددت على أنها ستتعاون مع شركة MRC من أجل حماية جميع العاملين، وتوفير بيئة سليمة صالحة للإنتاج.
وكان الممثل الحاصل على جائزتي أوسكار، قد أصدر بيانا بعد تصريحات الممثل أنتوني راب، بهدف الاعتذار أولًا عما بدر منه، وثانيًا للاعتراف بأنه مثلي الجنس.
ولفت إلى أنه فضل طوال السنوات الماضية أن يحافظ على خصوصية حياته الشخصية، لكن حان وقت الإعلان عن علاقاته الرومانسية مع الرجال.
وبعد توالي الاتهامات، أصدر بيانا ثانيا أمس الخميس، لتهدئة الرأي العام، يؤكد خلاله أنه سيحصل على الوقت اللازم من أجل تقويم سلوكه وعلاجه.