في بداية كل عام، تعمل الصحف والمواقع الفنية على إعداد قوائم تتضمن أهم الأفلام المميزة المرتقب صدورها. وفي يناير 2017، لم تخل أي قائمة من اسم فيلم الخيال العلمي Blade Runner 2049، الذي يعود بعد مرور 35 عامًا على الجزء الأول.
صدر الفيلم في السادس من الشهر الجاري، ووفقًا للإحصاءات المنشورة على موقع Box Office Mojo، كانت الافتتاحية متواضعة، ولم ترقى إلى المستوى المتوقع، خصوصًا إذا وضعنا في الاعتبار الآراء الإيجابية من قبل النقاد.
تدور الأحداث حول بليد رانر الجديد وهو ضابط لوس أنجلوس، يدعى "المحقق كي"، يسعى للكشف عن أسرار مدفونة منذ فترة طويلة، لكن ينتهي به الأمر إلى العثور على ريك ديكارد، البليد رانر السابق والمفقود منذ 30 عاما. يظهر هاريسون فورد، بطل الجزء الأول، في الثلث الأخير من الفيلم، فيما يعد البطل الرئيسي هو ريان جوسلينج، بجانب جاريد ليتو، وروبن رايت، وآنا دي أرماس، و ديف باتيستا.
وفي السطور التالية، نرصد أسباب إخفاق الفيلم في تحقيق إيرادات عالية رغم ميزانيته الضخمة:
-الميزانية:
اعتبرت مجلة Forbes الاقتصادية، أن سبب إخفاق الفيلم يرجع إلى ميزانيته التي تقدر بـ150 مليون دولار، والتي تطلبت أن يحقق إيرادات عالية للغاية تتناسب مع حجم ما أنفق عليه. وافترضت أنه إذا لم يتكلف الفيلم كل هذه المبالغ الطائلة، أو إذا كان شباك التذاكر الأمريكي منتعشا بالقدر الكافي، كان سيتعامل الجميع مع إيراداته الحالية على اعتبارها طبيعية ومناسبة.
الجدير بالذكر أن الفيلم حقق في أسبوع عرضه الثاني 15 مليون و100 ألف دولار، ويعد هذا تراجع بنسبة 55% عن الأسبوع الأول. وفي المجمل تقدر إيراداته على مستوى أمريكا بـ60 مليون و970 ألف دولار، فيما حصل على 95 مليون و580 ألف دولار على مستوى العالم، وبالتالي فإنه إجماليا حصل على 156 مليون و551 ألف دولار حتى الآن.
-نوعية الجمهور المستهدف
في يونيو عام 1982، تمكن فيلم Blade Runner من تحقيق 6 ملايين دولار في أسبوع عرضه الأول، وبمراعاة معدل التضخم فقد يعادل هذا 15 مليون دولار في وقتنا الحالي. وبالتالي، فإن الفيلم الجديد استطاع تحصيل ما يزيد عن ضعف هذا الرقم، وفقا لمجلة adweek.
يشير تقرير المجلة الأمريكية الأسبوعية إلى أنه على الرغم من الجزء الأول حظى باحتفاء شديد على مدار السنوات الماضية، وأثير حوله العديد من النقاشات الفلسفية، إلا أنه لا يعد صالحا لجميع أنواع الجمهور، ولم يكن يوما من الأفلام الشائعة التي يشاهدها الجميع.
لهذا لم ينجح الفيلم الجديد في استقطاب فئات مختلفة من الجمهور، وبحسب الاستبيانات، فإن رواد السينما كانوا 71 % من الرجال، و86% من هم أكبر من 25 عامًا.
فيما ذكرت Forbes إن الجمهور لم يكن بحاجة إلى نسخة جديدة من عالم Blade Runner، وبالتالي فإن عدم الإقبال على الفيلم يعد أمرًا مفهومًا.
-الحملة الدعائية
قررت شركة Warner Bros ألا تخفي ظهور هاريسون فورد منذ البداية، بل على العكس استخدمت هذا على اعتبار أنه من أهم الأسباب التي ستشجع الجمهور على مشاهدة الفيلم. وحرصت على أن يشكل هو وجوسلينج فريقا واحدًا في اللقاءات الصحفية، والإعلامية المختلفة. ولكن كان من الأفضل أن يكون هو مفاجأة الأحداث.
لكن لم تطرق الدعاية إلى موضوع الفيلم الجديد أو توضح الفكرة المحددة التي تدور الأحداث حولها، مفهوم بالطبع أن الشركة لا ترعب في حرق القصة، إلا أن هذا تسبب في تقاعس الجمهور لأنه لا يوجد ما يشغل بالهم حيال الفيلم.
الكلاسيكية وطول مدة الفيلم
ذكر موقع CinemaBlend إن هناك عدد من الأسباب المرتبطة ببعضها تسببت في إحجام الجمهور عن مشاهدة الفيلم، منها أن وصف الجزء الأول بالكلاسيكي، لن يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجمهور العادي، بل على العكس قد يرى البعض أن قوة الجزء الأول تكمن في فكرته ومؤثراته البصرية التي كانت مبتكرة بالنسبة للعصر، إنما النسخة الجديدة لن تكون على نفس القدر من الإبهار.
كما أن الفيلم يعد طويلا من حيث المدة بالنسبة للمشاهدين، إذ تصل فترة عرضه إلى ما يقرب ثلاث ساعات، وهي مدة لا يمكن أن يتحملها المشاهد العادي، بل سيفضل مشاهدته في المنزل.
اقرأ أيضا
جاريد ليتو يفقد بصره من أجل Blade Runner 2049.. اختلاف عن تجاربه السابقه
تعرف على آراء النقاد في فيلم الخيال العلمي Blade Runner 2049.. يعرض في هذا التوقيت