تمر السنوات، وتظلّ أغنية "ما تزوّقيني يا ماما" لا تخلو من أي حفل خطوبة، بسبب تعبيرها عن فرحة العروس بقرب دخولها القفص الذهبي، ولكنها الفرحة التي لم تشهدها صاحبتها مها صبري في حياتها الحقيقية، بسبب تجاربها الفاشلة في الحب والزواج، حتى توفيت في 16 ديسمبر 1989.
ووُلدت زكية فوزي محمود الشهيرة بمها صبري في 22 مايو 1932، وحققت نجاحا كبيرا منذ ظهورها الفني الأول في فيلم "حسن وماريكا" من إنتاج 1959 مع إسماعيل ياسين، والذي أهلّها للبطولات السينمائية، ولكنها كانت تريد الانتشار الأوسع عبر التليفزيون، الذي كان بدأ في العمل لتوّه في 1960، فاصطحبها الفنان محمد فوزي إلى أحد كبار مخرجي الإذاعة محمد سالم، وقدّمها في برنامجه الشهير آنذاك "البيانو الأبيض"، وغنّت للمرة الأولى أغنيتها الشهيرة "ما تذوّقيني يا ماما".
اسمع مها صبري تغني "ما تزوّقيني يا ماما"
نجاح أغنية "ما تزوّقيني يا ماما" زاد من شعبية الفنانة الطموحة، ليتم ترشيحها بعدها لبطولة فيلم "منتهى الفرح" مع الممثل حسن يوسف في 1963، وكانت وقتها متزوجة من السيد مصطفى العريف، وهو شاب عُرف في الأوساط الفنية بصداقته لـ "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ، ولأن السينما والتليفزيون لم تكن تدر عليها المال الوفير، فاضطرت إلى الاستمرار في الملاهي الليلية.
وفي هذه الأثناء، تفجّر الخلاف بينها وبين زوجها وانتهى بالانفصال بعد أن أثمر عن ابنها الأول مصطفى، وعاشت في أزمة نفسية عنيفة، ولم يكن يخفف عنها إلا صداقتها للموسيقار الراحل فريد الأطرش وكذلك الراقصة نجوى فؤاد، زميلتها في ملهى "الأندلس"، بعدها تزوجت من زوجها الثاني، وهو تاجر ميسور الحال أنجبت منه ابنتيها نجوى وفاتن، ولكن وقع الطلاق بينهما.
بعدها تزوجت مها صبري من شخص يُدعى "مصطفى العريف"، إلا أن طموحها الفني كان يغلبها، ولهذا قررت ألا يعوقها شيء حتى ولو كان الزواج، لهذا تم الطلاق للمرة الثالثة، وتتزوج للمرة الرابعة والأخيرة من العقيد السابق علي شفيق، مدير مكتب المشير الراحل عبدالحكيم عامر في الستينيات من القرن الماضي.
وفي 16 ديسمبر عام 1989، ترحل مها صبري عن عالمنا، بعد تناول لزئبق أحمر من إحدى الدجالات، مخلّفة رصيد فني يبلغ أكثر من 25 فيلما، من أبرزها "إسماعيل يس في السجن"، و"أنا العدالة"، و"حب وعذاب"، و"بين القصرين"، وأغاني شعبية خفيفة، مثل "قد إيه حبيتك أنت"، و"امسكوا الخشب يا حبايب"، و"ما تزوّقيني يا ماما"، ومسلسل "ناعسة" في التليفزيون.
واحتفالا بذكرى ميلادها الـ 85، اليوم الإثنين 22 مايو الجاري، فإن FilFan.com يتذكر مها صبري بإعادته لنشر ذلك اللقاء معها، والذي أجرته لصالح مجلة "الكواكب والإثنين" (عدد 16 مايو 1961)، والذي ردّت فيه على شائعة علاقتها بفريد الأطرش، وأكثر سمة تعجبها في الرجل:
* عمرك؟
- 25 سنة
* هل أنت فنانة ناشئة؟
- لا أظن.. المفروض أنني حصلت على الاسم والشهرة.
* أنت تعملين في السينما والتلفزيون.. أيهما يعجبك؟
- التليفزيون.. فهو من الناحية الفنية أقرب إلى الطبيعة والحياة أكثر من السينما، ورغم أنني آخذ قروشا من التليفزيون بالنسبة للسينما فإنني أحبه.
* وآخر أخبار الخافق المعذّب.. أقصد قلبك؟
قلبي حاليا في حالة هدنة.. إنه يستجم.
* إذا ما حقيقة ما يتردد حولك من إشاعات عن الحب؟
- الفنان لا يسلم من الإشاعات.
* ولكنك سمعنا أنك تحبين فريد الأطرش؟
- هذا صحيح.. إنني أحبه كأخ وفنان وأستريح له ومعه.. ففريد إنسان بكل معنى كلمة "إنسان".
* ومالك زعلت كده؟
- أبدا.. كل ما هنالك أن الحب الحقيقي من شأنه ألا ينحني أمام الشائعات ولا يهرب منها، الحب الحقيقي يمكن أن أعلنه على الملأ إذا مكنت أحب فعلا
* طيب ما تزعليش.. امنحي درجة من عشرة لكل من وجهك وجسمك وصوتك؟
- لا أستطيع.. إنني أبحث عن عيوبي فقط لأصلحها.
* ما أبرز عيوبك؟
- حاليا النسيان.
* وما هواياتك؟
- القراءة.. ورغم أنني قطعت دراستي من المرحلة الثانوية، فإنني أجيد اللغة الفرنسية وأقرأ بها جيدا، ومن هواياتي أيضا اختيار ألوان الأقمشة.
* وكيف توفقين بين عملك في السينما والتليفزيون؟
- الآن عندي راحة من السينما، رغم أني مشتركة في أربعة أفلام لابد أن أنتهي منها قبل نهاية هذا العام.
* أيهما ترين أنه أكثر تحقيقا لشهرتك، الغناء أم التمثيل؟
- لقد دخلت السينما كمطربة ونجحت أيضا كممثلة، ولكني أرى أن الغناء أطول عمرا من التمثيل، فالإنسان يمكن أن يغني حتى سن الستين ولا يمكن ذلك بالنسبة للتمثيل.
* ماذا يعجبك في الرجل؟
- أحب الرجل الرزين الذي لا يتكلم كثيرا، وخصوصا عن نفسه.
* ومن يعجبك من المطربين والمطربات؟
- بعد أم كلثوم.. فايزة أحمد وفريد وعبد الحليم.
* ومن المخرجين؟
- يوسف معلوف الذي أخرج "أحلام البنات" أول أفلامي، وأتمنى أن يخرج لي عز الدين ذو الفقار وصلاح أبو سيف.
* ما الدور الذي تجيدين تمثيله؟
- دور الفتاة "الشقية"
* سؤال أخير: هل في نيتك أن تعيدي تجربة الزواج؟ ومتى؟
- في نيتي طبعا.. أما متى فلابد أن ألتقي بالشخص الذي يبادلني شعوري إحساسي، ويفهمني جيدا.