إذا كنت قد ذهبت مؤخراً إلى أي حفل غنائي كبير أحياه النجوم تامر حسني أو محمد منير أو محمد حماقي ، فحتماً ستجد أنك انبهرت بالمؤثرات خاصة أو الـ Special Effects التي صاحبت إيقاع الأغاني بشكل مذهل ، وقد قررنا في موقع FilFan.com تعريفك على "أستاذ" هذا الفن في مصر .. أحمد عصام.
لم يكن الحوار سؤال وجواب ، قدر ما كان عبارة عن "دردشة" استمرت إلى قرابة الساعة ، تذكر فيها عصام بدايته منذ تسع سنوات مع محمد منير ، وما شعر به عند سماعه موسيقى محمد حماقي ، وسعادته بتعرفه على تامر حسني و"جدعنته" .. تحدث معنا عن أحلامه بأن يتمكن كل من يحضر حفل غنائي له أن "يشوف المزيكا مش يسمعها بس" ، وطموحاته بوصول "فنه" المصري إلى العالمية ، لسماع التسجيل الصوتي لحوار أحمد عصام بالكامل مع الموقع ، إضغط هنا.
* الفيديوهات المرفقة بالحوار تُوضح عمل عصام "الفعلي" بالمؤثرات الخاصة في الحفلات الغنائية.
-في البداية عرف جمهور موقع FilFan.com عليك
أنا اسمي أحمد عصام عبد الوهاب ، مواليد 10 نوفمبر 1980 ، خريج كلية تجارة جامعة القاهرة لعام 2001.
-كيف دخلت عالم المؤثرات الخاصة وأصبحت مهنتك الأساسية؟
من البداية وأنا أحب الموسيقى وأشعر أن لها تأثير شديد على كياني كله ، وعندما كنت صغيراً كنت أمكث لدى خالي الذي كان يعمل كمخرج في التليفزيون ، ووجدت لديه شريطين كاسيت كانا محمد منير "شيكولاته" ومدحت صالح" كوكب تاني" ، وكنت سعيد جداً وأنا أسمع أغانيهما رغم أني لم تكن لدي القدرة على استيعاب الكلمات ولكني كنت سعيد بالموسيقى نفسها.
ومع الوقت وجدت أني استمع لكل أنواع الموسيقى وكل المطربين ، لكن محمد منير كان حالة خاصة جداً ومستقل بذاته في تأثيره علي ، وكنت أذهب إلى حفلاته كثيراً فوجدت أن الحفل مكونة من إضاءة وصوت والمسرح والفرقة والمطرب فقط ، رغم أن الحفلات بالخارج التي رأيتها لفرق مثل "بينك فلويد" وجدت أن هناك مؤثرات خاصة تتم على المسرح مع دخول المطرب أو لحظة خروجه أو حتى في إيقاع الأغاني نفسه ، والمتفرج بذلك يجعل المتفرج يسمع المطرب ويشاهده في الوقت نفسه ، فيساعده على أن ينفصل تماماً عن الكون من حوله طوال وقت الحفل ويكون في "مزاج" حلو.
وقتها كنت أعمل على المؤثرات الخاصة والخدع في المسرحيات ، مثل أن تجد فرقعة أو مكان تخرج منه نار على المسرح ، ومع رغبتي في تطوير شكل الحفلات في مصر ومع سماعي لأغاني منير باستمرار ، وجدت أني أفكر لماذا لا تسقط على المسرح أوراق شجر خضراء مع أغنيته "شجر الليمون" ، لماذا لا تظهر دايرة على المسرح تدور حول نفسها مع أغنية "وسط الدايرة" ، ثم وجدت أن فرصتني قد حانت مع حفل للـ"الملك" في مارينا عام 1998 ، وذهبت إلى مدير أعماله لأشرح له رغبتي في المشاركة بالحفل مع وجود أربع معدات فقط بين يدي لكن حينيها لم يفهمني أحد ، إلى أن قررت المحاولة مرة أخرى معهم بعدها بفترة لأجد أنهم كانوا يبحثون عني ، وكانت أول حفلة لي في حياتي مع منير في "مهرجان الأغنية" بالحديقة الصينية عام 1999 ، وشعرت أنني قد حققت حلمي عندما وجدت أن الجمهور كان سعيداً وأن منير نفسه قد فهم ما كنت أريد تقديمه.
-هل لك استعدادات خاصة تقوم بها قبل حفلاتك؟
لابد أن أحضر بروفات الحفلات ، وأن أعرف موقع كل موسيقي من الفرقة على المسرح ، شكل المسرح والألوان المحيطة به قبل الحفل وما إذا كان مكان مغلق أو مفتوح ، لابد أن أعرف لون ما سيرتديه المطرب ، والحمد لله ذلك ساعدني على أن أقدم مع منير حفلات قوية جداً أثرت في كل من حضرها.
-هل حينيها بدأت تعمل مع آخرين غير منير؟
وقتها استوعب الجميع أهمية المؤثرات الخاصة وقوة تأثيرها على المسرح ، وبالفعل طُلبت لكثير من العمل ، لكني كنت أنتقي ما أوافق عليه ، مثل مهرجانات السياحة والتسوق وأمور مختلفة بسيطة بعيدة عن الفن ، لأني وجدت أن المعدات التي أعمل بها غالية الثمن وتحتاج إلى تكاليف لذلك كان لابد لي من أن أوافق على بعض مما يُعرض علي.
-بالنسبة للمعدات ، بدأت مشوارك في منير بأربع وحدات فقط ، لكن بعد مرور تسع سنوات تقريباً عليك وأنت في هذه المهنة ، ما هو عدد معداتك وحجمها وتفاصيلها في الوقت الحالي ، لأنها بالتأكيد لا تمت بـ"الألعاب النارية" – كما يقال عليها - بأية صلة؟
أولاً أحب أو أوضح أنني أكره تماماً كلمة "ألعاب نارية" لأن ما أقوم به ليس بمثل هذه السهولة ، و"الألعاب النارية" هى وحدة من الوحدات التي أعمل بها ، وهناك فقاقيع الصابون والورق الملون والدخان الموجهه والثلج.
-كيف تحصل على تلك المعدات؟
الأمر أنا اسميه "عصفور قمر الدين" ، فهو لا يتم بوجود منتج جديد بالخارج أسمع عنه وأرسل لهم لأشتريه ، الموضوع يبدأ مع سماعي لأغنية ما وتخيلي لشكلها الذي ستظهر به ، مثلاً مع أغنية "أحمر شفايف" لمنير ، قلت لماذا لا أخترع دخان لونه أحمر يظهر مع بداية الأغنية ، فوجدت أن هذه الفكرة ناجحة جداً وأن الجمهور بدأ يعيي مع ظهور الدخان الأحمر أن هذه الأغنية هى التي سيغنيها منير.
وهناك "عدّة" الثلج ، أحب أن أعمل بها عندما يغني منير أغنية "شتاء" ، وفي حالة عدم غناءه لها أنا لا استخدمها ، لأن الصورة لابد وأن تكون لها علاقة ببعضها ، وأحب أن أقول لكِ أنه قد يطرح منير ألبوم جديد غداً أجد في أغانيه حالة جديدة أحب أن أنفذها وأن أخترع ما ستظهر به ، وقد وصل الأمر معي من قبل إلى استخدام عبوة مياة غازية لتنفيذ فكرة طُلبت مني في برنامج "ستار ميكر" مع المخرج ميلاد أبي رعد.
-من الواضح أنك لديك قدرة على الإبداع واختراع ما هو جديد في مهنتك
أنا أحب ما أقوم به جدا وأشعر وكأنه جزء مني ، وأن الله أعطاني موهبة لأتمكن من تخيل الأمر بهذه الطريقة.
-من الفنانين الذين تعاملت معهم خلال الفترة الماضية إلى جانب محمد منير؟
أولاً لابد أن أوضح أن العمل مع كل فنان لابد وأن يكون مختلف عن الآخر ، لأن ذلك إذا لم يحدث فإنه لن يضر المطرب بل سيضرني أنا كأحمد عصام ، وإذا لم أشعر أنني سأقدم شئ مختلف مع أي منهم لن أتعامل معه.
وأنا تعاملت مع عمرو دياب وهو "فنان بجد" لديه القدرة على التغيير والتجدد باستمرار على مر السنين مثل منير ، ومصطفى قمر تعاملت معه لفترة بسيطة ، وفي عام 2002 أخبرني صديق لي أن هناك مطرب جديد اسمه محمد حماقي طرح ألبومه الأول منذ أيام – حينيها – وأنه يريد مني أن أشارك في حفلته في الساحل الشمالي رغم أني لم أسمع الألبوم ، ولم أذهب بنفسي يومها لأنني كنت مشغول بأمر ما ، ولكن أنهيت هذا الأمر مبكراً لأذهب وأشاهد الحفل فوجدت أن هناك ازدحام رهيب من السيارات المصفوفة خارج القرية ، ورغم أن الألبوم كان قد طرح قبل الحفل بأسبوع إلا أني وجدت الجمهور كله يحفظ أغانيه ، ووجدت أن الموسيقى التي يقدمها مختلفة وجديدة فعلاً وقلت له "إنت جامد جداً".
ولأن حماقي مطلّع على موسيقى الغرب وعلى دراية كبيرة بأهمية المؤثرات الخاصة ، فقد كان يهتم كثيرا بوجودي معه في حفلاته كلها ، ويبذل مجهود ويفكر لابتكار شكل جديد يظهر من خلاله ، وبعد ألبومه الثاني وجدت أن أغانيه استفزتني بشكل مختلف ، وقدمنا حفل في مارينا كان قوي جداً وحقق نجاحا رهيبا ، وكانت انطلاقة لكل من شارك فيه سواءً أنا أو فرقة حماقي أو وليد الحريري أو عاصم السيد.
ثم قابلت الفنان تامر حسني الذي أشعر أنه "ابن بلد أوي وجدع أوي" ، وتشعر ناحيته احساس غريب بأنه أخوك أو من أهلك وأنك تريد أن تبذل مجهود من أجله ، ووجدت أنني سأقدم معه شكل مختلف لأنه مختلف عن حماقي ومنير ، وأصبحت أصاحبه في جميع حفلاته الآن.
كما أتعامل مع محمد عدوية الذي قدم مزيكا فيها شئ جديد ومختلف و"مستفزة" أيضاً.
-ما هى أكثر حفلة أنت تحبها؟
أول حفلة قدمتها مع منير في الحديقة الصينية ، وحفلة حماقي في مارينا ، وحفلة تامر حسني في عيد الحب بالحديقة الصينية لأنني قدمت فيها فِكر جديد فيها وكانت بدايتي مع تامر ، وحفل المطربة العالمية شاكيرا التي أُعجبت بالعرض الذي قدمته في بداية الحفل وطلبت عودتي مرة أخرى لألعب بالمؤثرات الخاصة في نهايته ، والحفلات التي تمثل النقلة في حياتي هى تعد أهمها.
-ما هى أكثر المواقف الصعبة أو المضحكة التي مرت عليك في الحفلة؟
أكثر المواقف صعوبة و"سخافة" هو عدم استيعاب الجمهور بمعنى المؤثرات الخاصة ، وتصنيفهم لها على أنها ألعاب نارية ، من المواقف المضحكة "مقلب" حدث معي في أول حفل لي مع منير ، حيث وجدت لواء يسألني عما أفعله فعندما شرحت له وجدته يقول لي "إنت اللي قتلت وداد حمدي .. هى ماتت لما اتفرقعت في وشها أنبوبة بوتاجاز" ، أنا ضحكت مما قال ووجدت أن كل من حولي يضحك لأكتشف أن منير وفرقته وأصدقاءه اتفقوا مع اللواء ليفعل بي ذلك.
-ألا تعتقد أن أمر استخدام المؤثرات الخاصة في الحفلات سيكون "موضة"؟
هذا الأمر بدأ يتخذ شكل الموضة فعلاً ، الجميع وجد أن المؤثرات الخاصة وأحمد عصام نجحا مع منير وحماقي وتامر ولابد من استخدامهما في حفلاتهم ، لكني أؤكد أنني لست "موضة" ولن أكون كذلك ، ورفضت عروض كثيرة قد يعتقد معها الجميع أنني مغرور ولكني لست كذلك ، لابد من أن أكون مقتنعا بقدرتي بأني "لايق" مع المطرب لكي أستطيع العمل معه وأقدم فن جديد.
-من هم فريق عملك الذي يساعدك؟
أنا أقوم بعملية التنفيذ في الحفل ، لكن هناك عدد كبير من الناس حولي يساعدوني ، فهناك من يقوم بعملية صيانة للمعدات وهناك من يقوم بفَرد الكابلات بطريقة صحيحة ، وهناك من ينقلها وهناك من يقوم بتركيبها.
والمساعدة قد تأتي من أماكن أخرى ، فحواري مع FilFan.com أو أن يتحدث عني مذيعو نجوم FM على الهواء هذا أمر يساعدني كثيراً ، وأن يقوم نجوم مثل تامر حسني وحماقي ورجل له تاريخ مثل منير بتوجيه تحية وشكر خاص لي على المسرح هذه تعد مساعدة كبيرة لي وتُحملني مسئولية كبيرة جداً على عاتقي.
-هل تستخدم المؤثرات الخاصة في أعمال أخرى غير الحفلات؟
المؤثرات الخاصة يمكن استخدمها في أي شئ ، فمثلاً لدي عدة اسمها "ماكينة الفوم" أو الرغوة ، يمكن في حالة رغبة شركة صابون مثل "لوكس" أو "كاميه" في تنفيذ حملة دعائية عن إطلاق منتج جديد لها ، يمكنني استخدام ماكينة "الرغوة" وأملأ بها صندوق زجاجي كبير ، ونبتكر لعبة أو مسابقة من خلالها وهى أن يدخل أشخاص بداخل الصندوق للبحث عن شئ ليحصلوا على هدية من الشركة ، وهى رغوة آمنة 100 % ، لا تضر العين ويمكن التنفس من خلالها ولا تؤثر على الملابس.
إلى جانب أنني يمكنني تنفيذ عرض من المؤثرات الخاصة فقط بدون وجود أي مطرب على أنغام قطعة موسيقية أقوم باختيارها ، مثل ما قمت به في احتفال خاص بنادي الشرطة حضره قيادات البلد ، وتمكنت طوال خمس دقائق كاملين من اللعب بالمؤثرات الخاصة فقط ، وقد لاقى العرض إعجاب الجميع لدرجة أنهم لم يصدقوا أنهم في مصر.
كما قدمت عرض خاص بالمؤثرات في احتفال شركة "جود نيوز" بتوزيع أفلام فرنسية في مصر ، وتم ذلك عند سفح الأهرامات وقد ابتكرت أنا العرض بكامله وطلبت من الشركة المنظمة تنفيذه ، ونال العرض الحمد لله إعجاب الجميع.
-بما أنك تشارك في العديد من الحفلات ، ما رأيك في مستوى الحفلات بمصر حالياً؟
أنا أرى أن مستوى الحفلات الآن أصبح أفضل من عام مضى ، لأن الأمر حالياً أصبح أكثر تنظيماً ومُخطط له بشكل عالي جداً ، فالحفل لابد من وجود شخص منظم له ومسئول عنه ، والأفضل أن يكون شاب في مثل سنك ، وأنا لا أقصد أن الكبار لا يستطيعون تنفيذ الحفل ، لكني أقصد أنه كلما كان الشخص شابا كلما كانت لديه القدرة على استيعاب ما سيؤثر في الشريحة التي تحضر الحفلات وهم الشباب.
ومؤخراً وجدت أن هناك عدد من المنظمين ظهروا على الساحة ، لكن الحق يقال أنني أرى أن أفضل منظم على الساحة حالياً هو وليد منصور ، فهو "حد جامد جدا" ، فلقد ابتكر موضة "البرومات" أو حفلات التخرج ، قبله لم يكن أحد على دراية بمفهوم تلك الكلمة.
كما أنه يتعامل مع أفضل من في الساحة حاليا بداية من المطربين مثل تامر حسني ومحمد حماقي ومحمود العسيلي ، والمسئول عن الإضاءة وليد الحريري الذي يملك "معدات إضاءة" مبتكرة وقوية إلى جانب عمله كـ"DJ" ، كما يتعامل مع تامر فوزي وهو شخص "شاطر" جدا لبناء مسرح آمن للمطرب وللجمهور ، إلى جانب أنه مُلم بكل تفاصيل حفلاته وهذا مهم جداً لكي ينجح أي شخص في مهنته.
وهناك بعض الأشخاص مميزين في الوسط من مهندسي الإضاءة مثل حامد عرفة مهندس إضاءة بيذاكر مزيكا ، وماهر جورج متميز ، ويوجد عاصم السيد "المُبدع" الذي لا يبخل على معداته لكي يحصل على الأفضل ، وعلاء الغول.
-بما أنك تحب المزيكا ، ما هو رأيك في "سوق" الغناء حالياً في مصر؟
هناك الكثيرون أصبحوا يغنوا ، لكن الجمهور المصري "سمّيع" جداً ولديه حس فني غريب ، فكل من يريد النجاح يأتي دائماً إلى مصر ، والجميع يعتبرنا بوابة الوصول إلى العالمية وأطلقوا علينا "هوليوود الشرق" ، لذلك "مش مهم إن كل الناس تغني .. المهم مين بيعرف يغني وعنده الموهبة" ، فلدينا حماقي فاهم جداً في الآلات ، تامر فاهم جداً في المزيكا ، منير يحمل بداخله تاريخ ومورووث ، عدوية يريد ابتكار شكل جديد للمزيكا ، وفي النهاية الناس هى الحكم لأي فنان.
-ما هو طموحك على المستوى العام والشخصي؟
طموحى بشكل عام أن يُحب كل شخص عمله ويهتم به ، وألا ينظر إلى من بجانبه بل يركز على ما يديه فقط ، لأن ذلك سيساعد على أن ننجح كلنا.
والشخصي أن أوصل للعالمية ، وأن "ألعب" خارج مصر ، لأن حلمي أن أوصّل فكر شخص مصري إلى الخارج ، وقتها لا يقال ده أحمد عصام بل يقال ده مصري ، وأن تصل حالة وعي الناس بمهنتي إلى الدرجة التي تجعلهم يخرجون من منزلهم لكي يبتاعوا تذكرة ليشاهدوا عرض كله مبني على المؤثرات الخاصة.