في عام 1992 تعلق الطفل صاحب الثلاثة أعوام آنذاك بكلمات أغنية "ما بلاش نتكلم في الماضي ده كان كله جراح وما دمت في حبك أنا راضي هندور ليه على شيء راح".
اعتقد الطفل الصغير آنذاك أن ذلك المطرب يردد اسمه في تلك الأغنية فهو كان يسمعها كالتالي " وما دمت في حبك أنا رامي".
وبدأت القصة منذ ذلك الحين:
1) في عام 1995 كان هناك فيديو مصور لأغنية "راجعين" وكان بطريقة جديدة واستخدم فيه الخدع البصرية بطريقة رائعة وكانت هناك سيارة حمراء تطير خلال الأغنية ليهبط هو منها كي يدخل إلى الحفل ويقوم بالغناء.
وكانت تلك أول مرة يحب فيها الطفل أغنية مصورة ويجلس أمام التلفاز يشاهدها كلما تم إذاعتها.
2) التعلق الشديد بذلك المطرب بدأ بالتحديد في عام 1998 وبالتحديد في الإسكندرية حينما كان يستقل السيارة رفقة عائلته ويقوم أحد أقاربه بتشغيل شريط "عودوني".
بداية من الفيديو المُبهج لـ "عودوني" مرورا بأغنية "كل الكلام" و"الملاك البريء" وكل أغاني ذلك الشريط كانت –قبل وجود الأسطوانات المدمجة- تجعله يتعلق أكثر بذلك المطرب وأن يستمع لكل جديد له، بالتحديد في الإسكندرية أمام البحر.
وبعد ذلك ازداد التعلق أكثر فأكثر والسبب كان فيديو أغنية قمرين.
3) التحول في مسيرة مطربه المفضل بدأ بالفعل في عام 2000 مع أحد أقوى ألبوماته عبر التاريخ وهو "تملي معاك".
منذ فترة كبيرة لم يقم مطربه بتصوير أغنيتين من ألبوم واحد فقط بداية من المُبهجة "العالم الله" ثم "تملي معاك" و"البلوفر" الشهير الذي ارتداه أغلب شباب مصر في تلك الفترة.
ومرة أخرى ارتبطت أغاني ذلك الألبوم بمدينة الإسكندرية وصوته يتردد في كل مكان سواء من السيارات أو المتاجر.
4) "هو عمرو دياب بيعمل إيه في الكليب؟ الأغنية دي حلوة جدا ومختلفة" كلمات رددها ذلك الفتى حينما كان يشاهد فيديو أغنية "ولا على باله".
بداية من ملصق دعائي مختلف وشكل جديد لعمرو ثم ألبوم تاريخي آخر يرج شوارع الإسكندرية والكل يتحدث عنه.
تضمن ذلك الألبوم أغاني عاشت كثيرا حتى يومنا هذا مثل "أديني رجعتلك" و"بعد الليالي" ولكن أكثرهم والتي كان يتم الاستعانة بها في كل الأفراح في مصر هي "صدقني خلاص".
5) في عام 2003 كانت الصدمة الحقيقية عمرو دياب يقوم بإصدار ألبوم يدعى "علم قلبي" ويباع بـ30 جنيها ومعه ملصق هدية، ولكن على الرغم من ذلك كان أمرا صعبا على ذلك الشاب آنذاك أن يقتنيه.
ولكنه عوضا عن ذلك كان يستمع له رفقة أحد أقاربه في السيارة وحفظ كلمات الألبوم كلها من خلال تلك الرحلات القصيرة دائما.
لم يفهم أحد خلال تلك الفترة ما قدمه عمرو حقا في "علم قلبي" وكيف أن ذلك الألبوم يصنف كأحد أقوى ألبوماته عبر مسيرته الفنية الطويلة.
ولكن كل ذلك لم يلبث أن ينهار سريعا وتتعلق قلوب الجميع بذلك الألبوم، قبل أن يكون هناك إعلان عن وجود قناة جديدة تدعى "مزيكا" والصورة الافتتاحية لها والمصحوبة بكلمة قريبا كانت لعمرو دياب.
ثم جاء فيديو أغنية "أنا عايش" وكم كان يرغب في أن يقلد شكل عمرو دياب في تلك الأغنية، ولم يكن يرغب في النوم من أجل الذهاب للمدرسة في اليوم التالي إلا قبل مشاهدتها، فقد كانت تذاع كثيرا.
6) رحل عمرو عن شركة "عالم الفن" وانضم لأخرى تدعى "روتانا" وظن الجميع أن مسيرة دياب قاربت على الاختفاء ولكن جاءت الصدمة.
الاستعراض بالعضلات ثم الظهور في فيديو الجديد وهو يلعب "الضغط" إنه ألبوم "ليلي نهاري".
في شوارع مدينة الإسكندرية مجددا لم يكن هناك حديث إلا عن "سقفة ليلي نهاري" ورومانسية "وحشتيني".
حسنا مسيرة عمرو لم تنته بعد بل أوشكت على البدء من جديد.. لا يوجد ما هو أروع من ذلك.
7) في شهر ديسمبر من عام 2005 كان الشاب في الصف الثالث الثانوي ولديه دروس يجب أن يستذكرها فهو لديه اختبارين في مادتي التاريخ والفلسفة مساء ذلك اليوم.
ولكنه استيقظ في العاشرة صباحا وظل يبحث عن أي متجر يبيع ألبوم "كمل كلامك" ودعاياه المختلفة في التليفزيون، ولكنه للأسف لم يستطع اقتنائه.
عاد بعد عدة ساعات وعاد لمنزله سريعا لتجذبه أغنية "وماله" ثم "أيام وبنعيشها"، ونجح في نهاية ذلك اليوم في الاختبارين اللذين كان سيخضع لهما.
8) الإسكندرية مجددا في صيف عام 2007 يلعب الشاب كرة القدم عند منطقة "بير مسعود" مع أحد أقاربه ليسمع وسط المباراة صوت عمرو دياب ينبعث من إحدى السيارات ليقرر أثناء اللقاء ترك مكانه بحجة إنه لا يستطيع اللعب.
يركض سريعا باتجاه إحدى المتاجر كي يقتني ألبوم "الليلا دي" ويهرول إلى منزله ليسمعه.
9) في الجامعة يعرف عنه كل أصدقائه أن مطربه المفضل هو عمرو دياب وهو ينتظر ألبومه الجديد ولكن تم تسريب أربعة أغاني منه قبل إصداره.
قرر دياب إعادة تسجيل بعض الأغنيات مجددا وقالوا عنه في ذلك العام إنه انتهى، ولكنه مرة أخرى رد أولا عن طريق ملصق ألبوم "وياه" بالاستعراض بالعضلات، وكان ذلك إيذانا بالتحول الجديد في مسيرته الغنائية بألوان موسيقية جديدة.
ثم قام بافتتاح موقعه الرسمي كي يجمتع محبيه في مكان واحد ويكون ذلك المكان هو مصدر أخباره الأول وقام هو بالاشتراك به لمتابعته من حين لآخر.
وبعد ذلك بعام طرح ميني ألبوم "أصلها بتفرق" لتكون تجربة هي الأولى في مسيرته، ولكن على الرغم من ذلك فقد حققت الأغنية نجاحا كبيرا.
وبعد عام آخر طرح ألبوم "بناديك تعالى" والذي كان مميزا في بعض أغانيه مثل "أغلى من عمري" و"هي حياتي" و"مقدرش أنا" و"ألومك ليه".
10) صورة فقط وكُتب على الرمال "الليلة.. قريبا" وأصبح عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ليس لهم حديثا إلا عن ألبوم عمرو دياب الجديد.
وعند سماعه لأول مرة كان بصحبة صديقه الذي يحب دياب مثله تماما وظلا يجوبا شوارع القاهرة وهما يستمعان للألبوم لأول مرة.
11) أثناء تواجده في الساحل الشمالي يفاجئه صديقه –الذي سبق ذكره- بصورة كُتب عليها "شفت الأيام" ليسأله ما هذا والآخر لا يجيب.. قبل أن يعلم في النهاية أن ذلك هو اسم الألبوم الجديد لمطربه المفضل.
قرر ألا يستمع لأي "سامبل" لأي أغنية –وهي عادته التي حافظ عليها منذ ذلك الحين- وذلك حتى لا يشعر بالملل منها لحين موعد صدور الألبوم.
وبالفعل جاء الألبوم رائعا ومرة أخرى كان لا بد للتوجه إلى الإسكندرية رفقة صديقه من أجل الاستمتاع بأغنياته وبصوت دياب أمام البحر.
12) بعدما وصل إلى عمله فوجئ بصورة أخرى ولكن تلك المرة كان يظهر دياب بنفسه فيها على غير عادته في ألبوماته الأخيرة وكُتب عليها "أحلى وأحلى".
"هو عمرو هينزل ألبوم في شهر أبريل فعلا؟ دي عمرها ما حصلت" كان هذا هو أول سؤال يجول بخاطره.
ومرة أخرى قالوا عنه انتهى وأنه أصبح لا يقدم الجديد خاصة بعدما تعرضت أغنيته "القاهرة" لانتقادات كثيرا وتركه لشركة "روتانا" واعتماده على شركته الخاصة "ناي" لإصدار ألبومه الجديد.
ولكن كما هو يؤكد دائما أنه "يراهن على جمهوره" فهو لم يخيب ظنهم فيه وجاء "أحلى وأحلى" أحلى مما توقع البعض.
وعاد فيه عمرو دياب لسيرته القديمة في "أمنتك" وفي "على حبك" التي لطالما حبها ذلك الشاب منذ أن غناها في إحدى حفلاته قبل إصدار الألبوم بعام كامل، وفاجأ الجميع بـ "أنا وأنت" و"راجع".
وأيضا "معاك قلبي" والتي أصبحت مثل "صدقني خلاص" تسيطر على كل الأفراح مؤخرا.
وكالعادة ذهب لسماعه رفقة صديقه ليستمتعا به سويا.
13) "بس أنت تغني وإحنا معاك" عمرو دياب هو أكثر من مجرد مطرب هو يتشارك معي أفراحي وأحزاني ودائما صوته يبعث السعادة علي فهو بالنسبة لي "صوت السعادة".
ولا يوجد أفضل من تلك الجملة التي نشرتها صحفة "أولتراس ديابيان" لوصف تلك أغلب الذكريات المشتركة بين من يحبون عمرو دياب "لا يعرف المستحيل ولا تعنيه الأرقام إلا الرقم واحد.. أصبح دون أن يقصد جزءً من تكوين شخصية جيل بأكمله".