تونس (تونس) – رويترز : استقبل فيلم "عمارة يعقوبيان" بحفاوة بالغة من الجماهير والعديد من النقاد التونسيين لدى عرضه لأول مرة في تونس في إطار الدورة الثانية والأربعين من مهرجان قرطاج الدولي.
وحيث احتشد أكثر من عشرة الآف مشاهد على مدرجات مسرح قرطاج لمشاهدة الفيلم الذي أثار جدلاً واسعاً بين النقاد بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي.
ويعد فيلم "عمارة يعقوبيان" للمخرج مروان حامد والذي ضم حشداً كبيراً من نجوم السينما المصرية في واحد من أضخم الانتاجات إذ تجاوزت ميزانيته 22 مليون جنيه مصري.
وقالت الناقدة والصحفية آمال موسى : "الفيلم متقدم عموماً في جرأته ويكسب احترام مشاهديه من جديته في وقت أصبحنا نحتاج فيه إلى من يتعاطى مع الآمنا بجدية لا باستخفاف يسيطر على كافة نواحي حياتنا اليومية."
أما الناقدة آمال مختار فعبرت عن إعجابها بالفيلم ووصفته بأنه "فيلم جيد وجرئ."
وأضافت "هو فيلم جريء يعالج قضايا كبرى في المجتمع المصري والعربي .. وهو يشد جميع شرائح المجتمع من الشذوذ الجنسي والتطرف الديني والفقر وصراع الطبقات والإرتشاء وغيرها."
والفيلم الذي يشارك في بطولته حشد من النجوم يتقدمهم عادل إمام ونور الشريف ويسرا وهند صبري وسمية الخشاب مقتبس عن رواية للكاتب علاء الأسواني التي انتشرت ونالت شهرة واسعة وبيعت منها نحو 100 ألف نسخة قبل أن تترجم إلى عدة لغات.
ويستعرض الفيلم نماذج عديدة من الجتمع المصري من المسلم والمسيحي والشريف والفاسد والكادح في مقدمتها "زكي بك الدسوقي" الذي تخطاه الزمن سناً ومركزاً ففضل الإنعزال لينأى بنفسه عن المشاركة في هذا الحاضر.
غير أن زكي الذي جسد دوره باقتدار النجم الكبير عادل إمام ليس خالياً من الفساد كمجمل شخصيات الرواية ، فهو عاشق للنساء والخمور ويستهلك أيامه في اللهو وكأنه استسلم مكتفياً بالفرجة على الهرم الإجتماعي المقلوب ، غير مبال بالأسباب والنتائج.
وبجرأة واضحة ركز المخرج على عديد من المظاهر التي تهد بنية المجتمع ، برزت في مشاهد المظاهرات الطلابية أو مشاهد الضرب ، أو انتقام ابن البواب الذي تحول إلى متطرف ديني من الضابط الذي إغتصبه في السجن.
ويركز المخرج في فيلمه خصوصاً على التحول في المجتمع المصري من إنهيار البرجوازية وعصر الباشوات إلى استفحال ظاهرة الفساد التي أفرزت طبقة الأثرياء الجدد الذين كانوا في الأصل فقراء ومهمشين ، أمثال "الحاج عزام" الذي جسد دوره النجم نور الشريف الذي تدرج من ماسح أحذية إلى عضو في مجلس الشعب من خلال تجارة المخدرات.
وأعرب النجم السينمائي التونسي رؤوف بن عمر مدير مهرجان قرطاج عن اعجابه بالفيلم واشاد بالمخرج مروان حامد وقال : "إنه جريء بتناوله مواضيع إجتماعية وسياسية بحرفية كبرى."
غير أن موجة الإعجاب والتأييد لم تمنع البعض من إنتقاد ما اعتبروه ضعفاً تقنياً على حساب المضمون.
وقالت آمال موسى : "يمكننا الإقرار بأن الفيلم جريء جداً في مضمونه وآداء ممثليه ، لكن مستواه الفني متواضع حيث طغى المضمون على البعد الفني الجمالي."
ومن جهتها قالت سامية اللطيفي التي حضرت لمشاهدة الفيلم : "الفيلم متخم بالمواضيع ولم نعرف على أي موضوع أراد المخرج التركيز لذلك تهنا في الفيلم."
وينتظر أن يشاهد الجمهور التونسي أيضا خلال المهرجان فيلم "حليم" الذي ينتظر أن يستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين.