قد تكون لمحته قبل سنوات يدخل إلى مكتبه بأحد البنوك الكبرى مرتديا بذلة أنيقة ويطلب على الفور النسكافيه الصباحي حتى يمارس عمله، ولكنه، هشام إسماعيل، قرر أن يترك هذا النسكافيه، ليطل علينا في أول أعماله التي عرفها الجمهور "قهوة سادة" في 2007.
وبعد رحلة دامت لنحو أربع سنوات في عالم الفن، جاء هشام إسماعيل ليصل لذروة أعماله التي دخلت في عقول الجمهور "فزاع" بمسلسل الكبير في رمضان 2010 و2011.
بنبرة يملأها الثقة، يقول إسماعيل "الفن بالنسبالي مشروعي الخاص، وبأتعامل معاه بشكل محترم وكحلم، ولو كنت سبت العمل في البنك ما كنتش لقيت فلوس أصرف على الفن"
وأوضح أنه أكمل العمل في البنك بالتوازي مع الفن، وترك البنك عندما تأكد أنه سيكمل حياته الفنية وسيمكنه اتخاذ خطوة.
يؤكد دوما إسماعيل تعامله منذ لمعانه في قهوة سادة بالانتقاء، قائلا: "كل ما يجيلي فرصة بجيب جون".
رحلة أربع سنوات
سألته "ما الذي تغير في هشام إسماعيل ما بين قهوة سادة 2007 والكبير 2011؟"
أجابني "اللي اتغير أن خالد جلال، مخرج قهوة سادة، حطنا على أول الطريق، وتحولت من هاو إلى محترف".
وأكد أنه في الكبير تمكن من صنع شعبية بشغل أكبر بين ملايين وليس فقط آلاف.
وأوضح دوما أن اختياره العمل الجيد من حيث النجم والدور، والورق المكتوب.. ولكن هل نجح إسماعيل في اختياره بالظهور في شخصية عباس كامل ضمن مسلسل الشحرورة الذي لم يلق النجاح الكافي؟
النجم الصاعد يقول إن دوره لم يكن متميزا أو ضعيفا، ولكنه كان جيد من وجهة نظره، خصوصا أنه لم يستغرق وقتا وجهدا كبيرا (!) وإن كان يرى كذلك أن السير الذاتية في مصر لا تلق النجاح المطلوب، مرجعا ذلك إلى "إحنا بنهتم بالشكل أكثر من روح الشخصية".
وشدد على ضرورة أن تؤدي إلى مضمون وقيمة معينة في النهاية، وليس مجرد سرد لأحداث وسيرة شخصية معينة.
أحسن مسرحية في التاريخ!
ودوما يعود إسماعيل في حديثه إلى قهوة سادة، التي كانت فاتحة كتاب الخير عليه، معتبرها "أحسن مسرحية مصرية في التاريخ"، في ظل مشاهدتها وإعجاب كل المعارضين والمسئولين السابقين بها، موضحا "كنا بنهزئهم بشكل راق وكان في 13 وزير غير سوزان مبارك جم واتفرجوا وخرجوا مبسوطين من السلبيات اللي هم متسببين فيها".
وأوضح أن قهوة سادة جعلت كل شخص من المشاركين بها له سعر وقيمة عندما أكمل مشواره الفني بعد ذلك.
مطلوب رئيس
وعن مطلوب رئيس الذي أذيع في رمضان هذا العام، يؤكد إسماعيل أنه لم يلق النجاح الكبير، مرجعا ذلك إلى أنه "نزل بدري عن معاده، ولما نشوف برامج المرشحين الانتخابية هنضحك أكتر على البرنامج".
وأكد على تعامله مع الأمور بشكل جدي جدا، "لأن إحنا عندنا 80 مليون مصري ينفع يبقى رئيس، ودي كانت الفكرة".
بالوقت نفسه، نفى أن تكون قناة ON TV أو الشركة المنتجة قاموا بأدوار رقابية على العمل، قائلا لأن الفن ليس عليه رقابة سوى رقابتك الذاتية، قبل أن يعود ليوضح "ولكن في المونتاج بقيت بأظبط حاجات عشان ما فيش حاجة تتفهم "
وشدد على أن نمط البرنامج من نوعية الكوميديا الجادة، "اللي لسة مالهاش سوق في مصر أوي"- على حسب تعبير الفنان الصاعد، ولكن في الوقت نفسه يؤكد أن المشاهد يحب الكوميدية المباشرة، وهو ما يلجأ له أحيانا، مؤكدا "قيمة مطلوب رئيس هتعلى مع الوقت".
الباب في الباب
يوضح هشام إسماعيل أن ست كوم "الباب في الباب"، مأخوذ نصا من نظيره الأمريكيeverybody loves Raymond ، لذلك هو يعتبر شبه عالمي لأنه نفس الشركة العالمية بنفس الإنتاج والفكرة، فيعد مثل "تمصير للعمل"، حتى الممثلين متشابهين لنظرائهم في الولايات المتحدة.
وأكد أن الفكرة مختلفة عن أي ست كوم تم تقديمه قبل ذلك، قائلا "وهينجح كل ما يتكرر عرضه، ولكن في رمضان الحاجات مش بتتشاف بالشكل المرضي".
وأرجع ذلك إلى "أن الناس في رمضان باختصار تحب نوعية مسلسلات مثل "كيد النسا وسمارة والحاجات دي، واصفا إياه بأن هؤلاء الناس من الممكن أن يرتقوا بفكر الناس ولكنهم لا يريدون"، على حد تعبيره.
اللي جاي أحلى
وأوضح أنه يجهز حاليا لفيلمه الجديد مع أحمد مكي، والذي كان Filfan.com انفرد بتفاصيله وهو بإسم "حزلئوم في الفضاء" -مبدئيا- على أن يعرض في عيد الأضحى المقبل.
وعن المسرح، شدد على أنه لا يفكر في أشياء أقل من قهوة سادة، موضحا "دائما هناك بارقة أمل في عمل مسرح جيد في مصر".