المقال يحتوى على حرق لبعض أحداث الفيلم
عادة ما يكون أبطال الأفلام الكوميدية أشخاص طيبون، والعكس هو الاستثناء وغالبا ما يكون هناك تطهير لهذه الشخصيات بالعقاب الإلهي أو بالقانون، مثل "لصوص ولكن ظرفاء" أو "أخطر رجل في العالم" "شخصية إكس"، أو أشخاص أنانية/ سيئة مثل فيلم "ألف مبروك" ومسلسل "مكتوب عليا" لكن العمل ينتهي بتغير الأبطال ودفع الثمن، ونادرا ما يكون هناك شخصيات شريرة في ثوب كوميدي دون إدانة، بل أن خفة دم الشخصية تجعلك تتغاضى عن جرائمه مثل شخصية جابر الشرقاوي في فول الصين العظيم.
كسر تابوهات
لذا فإن الفيلم "تسليم أهالي" قد كسر بعض تابوهات الكوميديا بأن قدم شخصيتين رئيسيتين في ثوب الأشرار ويمكن وصفهما بـ«الندالة»، والأمر الآخر أن العمل انتهى دون أي إدانة لهما في سياق الأحداث أو حتى إلحاق أي عقاب بهما، بل استطاع أن يجعلك تقع في حبهما بغير أي شعور بالذنب جراء هذا الحب.
تقديم جيد
تدور أحداث فيلم "تسليم أهالي" عن فتاة كل ما يشغلها في الحياة هو الزواج، وشاب غير عابئ إلا بنفسه والسفر إلى كندا، بينما تجمع قصة حب بين والدة الأولى ووالد الثاني، وتدور الأحداث في قالب كوميدي رومانسي أكشن بين كل من الثنائيين.
وقدم الفيلم في بدايته الشخصيات الأربعة الرئيسية بشكل جيد، وإن كان خادعا للجمهور بالنسبة لاثنين منهما.
الثنائيات
رغم أن الفيلم من بطولة دنيا سمير غانم وهشام ماجد، فإن الثنائي الأبرز الذي استحوذ على الجمهور هو دلال عبد العزيز وبيومي فؤاد، وهذا ليس فقط بسبب حالة الشجن التي قد تنتاب البعض عند رؤية الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز على الشاشة، ولكن لكون هذا الثنائي جيدا للغاية خلال الأحداث، والكوميديا الخاصة بهم جيدة كذلك.
هذا لا يعني أن الثنائي هشام ماجد ودنيا سمير غانم كانوا في حالة سيئة، بل على العكس، واستطاعت دنيا سمير غانم تقديم دورها بخفتها المعتادة، كما أوضحت قدرتها على الانتقال من شخصية لأخرى لسبب ما في أحداث الفيلم، في حين أن هشام ماجد يثبت قدرته على الإضحاك بطريقة مختلفة دون أي انفعال أو افتعال.
أكشن كوميدي
والفيلم رغم تصنيفه كفيلم كوميدي رومانسي، فإنه لم يخل من مشاهد الأكشن، والتي هي محاكاة ساخرة لأفلام أخرى، نجح خلالها المخرج خالد الحلفاوي في خلق الضحك من مشاهد أكشن وقتل ومطاردات.
ضيوف شرف
وضم الفيلم العديد من ضيوف الشرف وكان لظهور البعض حضور طاغ وعلى رأسهم نبيل الحلفاوي، الذي كان مشاركته مفاجأة، وكذلك كان حضور جيد للغاية.
تحول وتطويل
بالعودة إلى أحداث الفيلم، فإنه ضم تحولا غير مسار الأحداث، عكس التي توقعها البعض مع بداية الفيلم خلال تقديمه للشخصيات، ولم يتأخر هذا التحول طويلا بل على العكس يحسب للفيلم أنه دخل في قصته سريعا، وهو تحول نادرا ما يكون في الأفلام الكوميدية.
لكن هذا التحول جعل الفيلم ينتقل من قصة لأخرى أو بمعنى أدق ينتقل بأبطاله من مغامرة لأخرى، وتباينت قوة هذه المغامرات فلم تكن على القدر نفسه سواء على مستوى الأحداث أو الكوميديا.
شريف نجيب
ورغم هذا التفاوت بين المغامرات، فإن الكوميديا بالفيلم جيدة وطازجة للغاية، وهو أمر أصبح صعبا للغاية في زمن السوشيال ميديا، كما قال الفنان هشام ماجد في حواره مع جريدة المصري اليوم، لكنه ليس جديد على السيناريست شريف نجيب، الذي يقدم كوميديا جيدة بقصص مختلفة منذ ظهوره الأول في فيلم لا تراجع ولا استسلام مرورا بسيما علي بابا، وكلب بلدي، وأعز الولد وغيرها، وكذلك مشاركته في برنامج SNL بالعربي.
وما قد يؤخذ عليه في هذا السياق هو عدم الحفاظ على الإيقاع بين المغامرات التي وضعها فيها أبطاله، فقد جاءت المغامرة الأخرى طويلة زادت من وقت العمل، واعتمد فيها على كوميديا مكررة "المعنى المزدوج".
خالد الحلفاوي
ومسألة الإيقاع أمر يؤخذ أيضا على مخرج العمل خالد الحلفاوي، لكن هذا لا ينفي قدرته كمخرج كوميدي مهم منذ عمله الأول "زنقة ستات" مرورا بكدبة كل يوم وعشان خارجين ونادي الرجال السري وغيرها.
كذلك كان حاضرا بقوة في "تسليم أهالي"، وكما ذُكر من قبل فلم يكتف بكوميديا العمل النابعة من مواقفه، لكن قدم أكشن كوميدي مميز للغاية.
نهاية وشخصيات مبتورة
"تسليم أهالي" فيلم جيد على مستوى الكوميديا وكذلك فكرته وقصته مختلفة على عكس ما يبدو من البرومو الدعائي، لكن الجزء الأخير والتحول في شخصية البطل الرئيسي صُنعت على عجل بشكل غريب، ولم تكن مقنعة.
كما أن هناك بعض الخطوط والشخصيات انتهت بشكل مفاجئ دون معرفة مصائرها، وإذا كان من الممكن التغاضي عن بعضها، فإن ما لا يمكن التغاضي عنه هو شخصية الجد عبد الله مشرف التي اختفت اختفاءً عجيبا من الأحداث.
كذلك كل أحداث العمل منذ التحول الدرامي ليست منطقية، لكنها تُقبل في إطار أن الفيلم كوميدي قائم على المبالغات، لكن نهاية العمل جاءت كتحول شخصية البطل غريبة ومصنوعة على عجل، كإبلاغ الشرطة دون أي مبرر، أو براءة هشام ودنيا بهذه السلاسة.
ولعل رغبة صناع العمل في تقديم أبطال كوميديا أشرار وأندال يضحون بأبنائهم بينما هم يلهون ولا يعبئون حتى بالبحث عن أموالهم، جعلهم أيضا يرغبون في إنهاء الفيلم دون محاسبتهم، وليست هذه الأزمة، لكن المشكلة في منطقية خروجهم بهذه السهولة، رغم علم الشرطة بكل شيء.
اقرأ أيضا للكاتب:
"كيرة والجن".. فيلم عصابات بنكهة وطنية
"مساعدة الطيار".. خطاب ما قبل 11 سبتمبر بيوم واحد
"العنكبوت" .. فرصة ضائعة نحو صناعة فيلم للتاريخ
"واحد تاني".. هل عاد أحمد حلمي لجمهوره؟
لا يفوتك: في تحليل النغمات مع عمك البات ... أغنية أصالة الجديدة "غلبان" اللي خلتها تريند على كل السوشيال ميديا
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5