حالة من الجدل أثارها فيلم "واحد تاني" للفنان أحمد حلمي الذي عاد به إلى السينما بعد غياب عامين، الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الإيرادات بتصدره شباك التذاكر في موسم أفلام عيد الفطر، لكن ردود الأفعال تجاه الفيلم تباينت على مواقع التواصل الاجتماعي، البعض من جمهور أحمد حلمي عبر عن غضبه من الفيلم بسبب احتوائه على بعض الإيحاءات الجنسية، وهو ما لم يعتد عليه جمهور حلمي الذي اشتهر بتقديمه أفلام تخطاب كافة شرائح الأسرة تحت المسمى الدراج "السينما النظيفة".
في حين أشاد البعض الآخر بالفيلم الذي أعاد حلمي للتربع على عرش شباك التذاكر، مقارنة بأفلامه الماضية والتي لم تحقق النجاح التجاري أو حتى النقدي المعتاد .
بين حالة الاحتفاء وحالة النقد اللاذع كان من الملفت للإنتباه تلك الآراء التي ربطت بين هجومها على فيلم "واحد تاني" وبطله أحمد حلمي ، وبين موقفهم من فيلم "أصحاب ولا أعز" لمنى زكي، والذي عانت من هجوم ممنهج وعنيف بسبب أحد مشاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أشهر.
هذا الرأي الذي قرر الربط بين حلمي ومنى ، دفعنا لنطرح السؤال : هل هناك تيار جماهيري ليس بقليل يسعى لإجبار أحمد حلمي على دفع فاتورة رفضهم لفيلم منى زكي؟ والأهم كيف تفكر هذه الفئة ولماذا تلح على هذا الربط؟
الترويج لـ"السينما النظيفة"
"لا يمكننا أن ننكر أن أحمد حلمي ومنى زكي كانا جزءا من تشكيل ذوق الجمهور كونهما طوال الوقت كانا يتحدثان عن السينما النظيفة وتقديم أفلام للأسرة لا يوجد بها أي شيء خادش، هذا كون رأيا عاما مختلفا لا يتقبل أي شيء خارج عن الإطار الذي وضعاه".
نرشح لك: محمد ممدوح يتحدث لـ"في الفن": عن فوزه بجائزة أفضل ممثل في "مالمو" وخطة إنقاذ "صوته"
هكذا فسر الناقد الفني رامي المتولي حالة الهجوم العنيف التي طالت منى زكي على مدار الأشهر الماضية عبر مواقع التواصل، وتستمر الآن مع زوجها أحمد حلمي ، موضحًا أن الجمهور الذي تربى على مصطلح السينما النظيفة الذي روج له حلمي ومنى وآخرون ، هو بلا شك أحد الأسباب الرئيسية لرفض تقديمهما لأي عمل خارج هذا الإطار ولو بشكل محافظ وغير جريء .
وتابع المتولى: "أنا ضد الهجوم عليهما، فكل فنان حر، لكن هذا جزء من الجمهور الذي قاما بتشكيل وعيه وهذا هو تأثير الانحياز فقط للسينما النظيفة ورفض ما دونها، نحن نحتاج لإعادة ترتيب المصطلحات، على الجمهور أن يفهم فكرة أن الفنان عندما يقدم شخصية مهما كانت لا يعني أنه مؤيد لأفكار هذه الشخصية أو ينتهجها أو يروج لها هو يقدم شخصية منفصلة عن الواقع، هذا هو الفن يتناول الشخصيات من وجهة نظر خيالية لرؤية المبدعين.
تناقض جمهور السوشيال
ويرفض رامي المتولى الهجوم على فيلم "واحد تاني" بعيدًا عن الإطار الفني ، سواء بتقديم بلاغات ضد الفيلم، أو بالهجوم على بطله لأسباب لا علاقة لها بتقييم الفيلم فنيًا حيث يقول : "لابد أن يكون هناك ضوابط لتقديم هذه النوعية من البلاغات، هو حق لأي شخص لكن يساء استخدامه من طالبي الشهرة والدليل أن هذه القضايا بنسبة 99% يتم حفظها، ومن رأيي كما يكفل القانون الحق لأي شخص بالتقدم بهذه البلاغات، لابد أن يكون هناك تعويضا للمتضرر ووسيلة تضمن جدية هذه البلاغات، لتحد من كثرتها خاصة أنها تشغل السلك القضائي ويتم استهلاكها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأبدى المتولى دهشته من حالة التناقص التي يعيشها جمهور مواقع التواصل الاجتماعي في تعامله مع الفن والفنانين حيث قال: " هناك علاقة غريبة ومتناقضة، جزء من الجمهور يزايد أخلاقيا، يحتقر الفنان والفن لكن في نفس الوقت يركض مسرعا ليلتقط صورة مع الفنان، وهو الجمهور الذي يكون قاسيا في تعامله مع الفنانين في مواقع التواصل الاجتماعي يكتب تعليقا يهاجم فيه فنان ونجد بعد ذلك عشرات من التعليقات التي تنتج شجارا، وإذا توجه الفنان ببلاغ ضد واحد منهم يتراجعون ويطلبون السماح، في النهاية هي تعليقات موجودة على السوشيال ميديا لكن على أرض الواقع غير موجودة وتختفي بمجرد أي تحرك قضائي من الفنان.
اقرأ أيضًا :
4 نصائح لـ ياسمين صبري قبل تقديم دور بائعة السمك في مسلسل "الشادر".. اتبعي "دليل" نبيلة عبيد