لفتت مي عز الدين الأنظار إليها في الموسم الدرامي الرمضاني من خلال شخصية "العايقة" التي قدمتها في مسلسل "جزيرة غمام " ، والذي نال بشكل عام إشادات الجمهور والنقاد ، خاصة وأن أداء أغلب أبطاله تميز بشدة .
ولكن مي عز الدين تحديدًا مثلت حالة خاصة في هذا العمل لأنها لم تكن معتادة على تقديم هذه الأدوار ، أو حتى المشاركة في هذه النوعية من الأعمال الدرامية التي تمزج بين أجواء الصعيد ، والفانتازيا ، وأيضًا عالم الغجر .
نرشح لك : كلاسيكو "جزيرة غمام" .. كيف استقبل الجمهور مناظرة عرفات ضد محارب ويسري؟
1-العودة للبطولة الجماعية
لسنوات طويلة قدمت مي عز الدين نفسها كبطلة مطلقة ، صحيح أنها حققت النجاح في تجارب حملت الصبغة الشعبية مثل "دلع بنات" و "البرنسيسة بيسة" إلا أن هذه النجاحات لم تكن كفيلة باستمرارها كبطلة مطلقة في ظل تقلبات صناعة الدراما وحسابات الانتاج التي تضع من حين لآخر شروطا جديدة في تقديم نجوم الشباك .
ابتعدت مي عن الساحة في العام الماضي خاصة وأن مسلسل "خيط حرير" الذي قدمته في رمضان 2020 لم يلق نفس النجاحات المتوقعة ، وبالتالي كان من الذكاء أن تعود مي بدور مختلف ضمن بطولة جماعية في عمل له خصوصية فنية شديدة انعكست على تفاصيل أدواره الرئيسية وحتى أداء أبطاله .
2-الشخصية والتحدي
تمثل شخصية "العايقة" تحدي حقيقي أمام قدرات أي ممثلة ، الطريف أن روبي كانت مرشحة لهذا الدور من البداية واعتذرت لرغبتها في تصدر لعبة البطولة المطلقة في مسلسل "رانيا وسكينة"، هذه الصدفة أهدت للمشاهدين واحدًا من أفضل الأدوار التي قدمتها مي عز الدين طوال مسيرتها الفنية ، امرأة غجرية لعوب تمارس الإغواء على أهالي جزيرة غمام بكل مايحمله الدور من اسقاطات دينية وفلسفية ، وكأنها أداة في يد الشيطان "خلدون" الذي سخر ضعاف النفوس ليتحولو إلى خدم وعبيد لرحلته في إغواء البشر .
3-تفاصيل وملامح مميزة
منذ المشهد الأول لها في المسلسل ظهر بوضوح اهتمام مي عز الدين برسم تفاصيل وملامح "العايقة" ، الوشوم التي تعبر عن الموروث الثقافي لنساء الغجر ، الملابس والأزياء التي تمزج بين الثقافة الأمازيغية والمغاربية ، وإجادة ضرب الودع، وقراءة الطالع والكف، وفتح المندل، وقبل كل ذلك التمكن الواضح من اللهجة الصعيدية.
ربما كانت الملامح الشكلية لمي عز الدين بعيدة إلى حد ما عن نساء الغجر خمريات البشرة ، ولكنها تجاوزت ذلك بالتركيز على إظهار تفاصيلهن في ترسيحة الشعر "الغجري" والزي ، وأيضًا لغة الجسد .
4-قصة عرفات والعايقة
من أكثر الأشياء التي جعلت الجمهور يرتبط بالمسلسل قصة الحب العجيبة بين عرفات والعايقة ، حاولت الأخيرة أن تغوى الشاب الصوفي وتوقعه في حيها ليتحول من زاهد إلى خاطيء في عيون أهالي الجزيرة ، تخطيط خلدون لهذه المؤامرة فشل عندما استسلمت العايقة أمام محبة عرفات الطاهرة ، وهو ما اتضح في ردود أفعالها تجاه كلمات الغزل العفيف التي صاغها الكاتب عبد الرحيم كمال في حواراتهما المتكررة.
بدت قصة عرفات والعايقة أقرب الى قصص الحب الأسطورية ، مثل يوحنا المعمدان وسالومي تحديدًا بما تحمله شخصيتي عرفات والعايقة من اسقاطات واقتباسات واضحة من ملامح تلك القصة الاسطورية .
5-الابتعاد عن الأضواء
منذ عامين تقريبا قررت مي عز الدين الابتعاد عن الظهور الاعلامي تماما ، لم تعد ضيفة على البرامج الحوارية ، حتى مواقع التواصل الاجتماعي عزفت عن التفاعل معها بكثافة واقتصر الظهور على صور قليلة من أعمالها الفنية أو حياتها اليومية على فترات متباعدة جدا ، وهذا في حد ذاته ذكاء في حالتها ، فالظهور الاعلامي سيفتح الباب أمام اسئلة واجابات حول الحياة الخاصة والمعارك الفنية وغيرها من الأمور التي قد تضع مي في دائرة الضوء ولكن بشكل سلبي .
اقرأ أيضًا :
طارق لطفي يكشف معاني وشوم "خلدون" في جزيرة غمام
منها نفي الخديوي عباس حلمي الثاني .. نبوءات أحمد أمين تتحقق في "جزيرة غمام"