مع انتهاء الحلقة الأولى من مسلسل "رانيا وسكينة" سألت نفسي ، متى يكف محمد صلاح العزب عن كتابة هذه المسلسلات التي تبدو أقرب إلى العبارات المكتوبة على ظهر التكاتك .
قدم العزب نفسه منذ سنوات كأديب شاب ينافس على جوائز المؤسسات الثقافية ، وظل حديثا للصحافة من خلال سيناريو "أوضتين وصالة" الفائز بجائزة مؤسسة ساويرس الثقافية ولم ير النور حتى الآن ، إلى أن تحول فجأة لمؤلف مسلسلات متخصص في أعمال فئة الـ C.
نرشح لك : أظافر دينا الشربيني في "المشوار" تورطها في أزمة
قصص مشبعة بشبحنة الحواري العشوائية ، شخصيات كارتونية لاتمت للواقع ولا حتى للفانتازيا بصلة ، حكايات ساذجة تُفصل على مقاس نجمات الشاشة من مى عز الدين إلى زينة وصولا إلى مي عمر وروبي .
"رانيا وسكينة" اسم مسلسل أقرب إلى القلش ، وهي مدرسة ساذجة ظهرت على سطح الدراما خلال السنوات العشر الأخيرة بتسمية المسلسلات عبر "القلش" على أسماء أعمال سابقة ، فتجد نفسك متورطا في ابتسامة صفراء تتبعها عبارة "إيه اللذاذة دي" وانت تسمع اسم العمل .
لا أريد أن أقسوا على المؤلف تحديدًا فهو ترس في ماكينة كبيرة دأبت على انتاج الدراما السخيفة تحت مسمى كوميديا منذ سنوات استنادا إلى شريحة كبيرة لا تملك درجة كافية من التذوق الفني أو الوعي تُدفع دفعا لمشاهدة هذه الأعمال ، ناهيك عن ضغط اللجان الاليكترونية التي حولت من هب ودب إلى تريند.
تيمة ساذجة ومكررة يقدمها مسلسل رانيا وسكينة ، تلعب على التناقض بين الفتاة الثرية والفتاة الفقيرة ، يجمع بينهما القدر طبعا بفعل حدث غير منطقي لنبدأ سلسله من المقارنات والأحداث المفتعلة التي بالطبع ستنجح في نهايتها الفتاة الفقيرة لتنقذ الفتاة الثرية من ورطتها ، مع فاصل طويل من الاكليشيهات التي تدور في فلك الفقراء الجدعان ، الأكثر شهامة من الأثرياء ، الناس الغنية بأخلاقها .
طالع أيضًا : "فطرتي 100 مليون مصري".. انتقادات لإعلان ميريام فارس لرمضان 2022
هناك فارق كبير بين الكوميديا والسذاجة ، الثانية واضحة في بناء الشخصيات ، فمي عمر تلعب دور رانيا الفتاة الغنية التي يتوفى والدها وتصاب باكتئاب ، لاتخرج منه الا بسبب عيد ميلاد كلبها !
وفجأة تكتشف الشرطة أن والدها المتوفي منذ ثلاثة أشهر مات مسموما بدواء كانت هي تعطيه له ؟! سبحان الله فجأة ظهرت نتائج تشريح الجثة بعد ثلاثة أشهر !!
على الجانب الآخر رسم صناع العمل شخصية سكينة "روبي" بنفس المبالغة ، فهي فتاة تعمل سائقة "تريلا" لمزيد من المبالغة ، وتعيش قصة حب مع ريجا "أحمد خالد صالح" وهو نصاب ومهرب يخطط لتهريب ماس من الميناء ، ويطلب من سكينة مساعدته .
هذا الكم من الأحداث غير المنطقية إلى حد السذاجة لايبشر بمسلسل مختلف عن كل ماسبق من أعمال ساذجة قدمها الثنائي الكاتب محمد صلاح العزب والمخرجة شيرين عادل ، ثنائي دأب على تقديم مسلسلات تصنيفها العام كوميدي ولكنها في الحقيقة لاترقى لعقلية مشاهد عمره 10 سنوات.
اقرأ أيضًا :
بلطجة وتشبيه بـ"ملوك الجدعنة" وبأحمد العوضي.. انقسام الآراء حول الحلقة الأولى من مسلسل "توبة"
تامر حسني يقلد في إعلانه حركات مصطفى قمر في كليب "منايا".. هل لاحظت ذلك؟