كشفت الحلقة الأولى من مسلسل "بيت الشدة" عن حادثة تاريخية هامة ستُبنى عليها قصة المسلسل وأحداثه بالكامل، الحادثة التاريخية الهامة هي "الشدة المستنصرية" والتي استوحي منها إسم العمل .
مشهد جمع بين الثلاثي "الشيخ عبد القادر" محسن منصور ، و "روماني" مدحت تيخا" ، و "المعلم مختار" أحمد وفيق" ، تحدث الثلاثي خلاله عن قصة أهل "بيت الشدة" ، ومرجعها التاريخي حيث تم ذكر قصة "الشدة المستنصرية" التي ضربت مصر بسبب جفاف النيل لمدة سبع سنوات ، مما أدى لبوار الأراضي، وموت الزرع، ونفوق المواشي، مما اضطر الناس لأكل كل شيء وأي شيء مثل القطط والكلاب.
أو كما قال المعلم مختار في حواره خلال المشهد : مفس حاجة دابب فيها الروح إلا وكلوها، وصلت انهم كانو بيرموا الخطاف من فوق البيت يصطادوا بيه الناس اللي ماشيه ، والبيت ده كان معروف ببيت الشدة والناس كانت بتتخطف من قدامه" .
ماهي الشدة المستنصرية؟
بهذا الحوار عرفنا أن بيت الشدة وسكانه هم نسل من كانوا يأكلون البشر في هذا البيت خلال الشدة المستنصرية التي أتت على الأخضر واليابس ، ولكن تعالى نعرف المزيد عن هذه المجاعة البشعة التي حولت المصريين إلى آكلي لحوم بشر .
الشدة المستنصرية هي واحدة من أشهر المجاعات التي ضربت مصر لمدة سبع سنوات كاملة في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ، وهي الفترة التي تنتمي إلى تاريخ الدولة الفاطمية ، وسميت تلك المجاعة بـ"الشدة المستنصرية" نسبة إلى المستنصر بالله حاكم مصر في ذلك الوقت.
يقول المؤرخون أن الدولة بدأت في الضعف والانهيار سريعا دأت الدولة في الانهيار والوهن ، فانتشر الجوع والفقر والسرقات على مسمع ومرأى من الجميع، وبلغ سعر رغيف الخبز الواحد 50 دينارًا.
حتى أن الخليفة المستنصر بالله باع كل ما يمتلك، فباع 80 ألف ثوب، و20 ألف سيف، بالإضافة إلى الأحجار الكريمة والجواهر التي يملكها كي ينفق على أسرته ويضمن لها الطعام .
حقيقة تحول المصريين إلى "أكلي لحوم بشر"
بالطبع شاهدت فيلم "صمت الحملان" للعبقري أنتوني هوبكنز ، ولكن قصة آكل لحوم البشر الذي نافس على جوائز الأوسكار لم تكن على الإطلاق أكثر بشاعة ودموية من قصص المصريين خلال "الشدة المستنصرية" .
يقول المؤرخون أن المصريون تحولو في تلك الفترة من شعب طيب إلى كائنات مفترسة تسعى لالتهام أي شيء ، حتى أن الناس كانت تطارد القطط والكلاب في الشارع وتذبحها وتأكلها ، وبلغت المأشاة ذروتها عندما قام الناس بنبش القبور واستخراج الجثث وطهيها وأكلها !
حيث قال تقي الدين المقريزي، في كتابه "إغاثة الأمة بكشف الغمة" : "أكل الناس القطط والكلاب بل تزايد الحال فأكل الناس بعضهم بعضا، وكانت طوائف تجلس بأعلى بيوتها وعليهم سلب وحبال فيها كلاليب فإذا مر بهم أحد ألقوها عليه ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلواه".
وذكر التاريخ أن الناس كانوا يجلسون فوق أسقف البيوت ويصنعون الخطاطيف والكلاليب لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح، وإذا تمكنوا منهم سحبوا أجسادهم إلى داخل البيوت وذبحوهم وأكلوهم .
ومن الوقائع المثيرة التي ترويحها كتب التاريخ أن أحد الوزراء تعرضت بغلته الوحيدة للسرقة حيث سرقها اللصوص بعد أن ضربوا حارسه ، وأخذوا البغلة وذبحوها وطهوها وأكلوها، فأمر الوزير بالقبض على اللصوص، ثم أعدمهم على شجرة، وفي صباح اليوم التالي لم يجدوا من اللصوص سوي العظام، لأن الناس أكلوهم من شدة الجوع.
نعود إلى مسلسل "بيت الشدة" والذي يبدو أنه سينسب كل الأفعال الغريبة والوحشية لسكانه إلى نسلهم المنتمي إلى أهل هذا البيت من آكلي لحوم البشر في فترة "الشدة المستنصرية" .
بيت الشدة بطولة وفاء عامر ، أحمد وفيق ، إيهاب فهمي ، مها أحمد، محسن منصور ، أحمد التهامي ، مدحت تيخا، محمد مهران ، صبري عبد المنعم ، تأليف ناجي عبد الله ، واخراج وسام المدني .