لايام ظلت تتصاعد موجة العداء ضد الفيلم اللبناني "أصحاب.. ولا أعز" والمعروض على منصة عالمية وتخطت مجرد إبداء الرأى فى عمل فنى سواء بالتفضيل أو عدمه، أو حتى التعليق على العناصر الفنية الخاصة بالعمل كما هو المفترض بشكل طبيعى أن يتم تصنيف الفيلم وقياس جودته بناء على تمكن صناعه، خاصة وأننا نتعامل مع فورمات فيلم إيطالي شهير هو Perfect Strangers والذى سبق وتوجه مهرجان القاهرة السينمائى عام 2016 بجائزة أفضل سيناريو وأختار صناع 19 دولة قبل لبنان أن يصنعوا أفلامًا تعتمد على فورمات هذا الفيلم الإيطالى وما زال هناك 3 دول اخرى منتظر أن تصدر افلام أخرى بنفس الفورمات والشكل والحوار والتفاصيل.
لم تكن موجة الغضب قادمة من منطقة أنه عمل مقلد سبق أن شاهدناه، أو أن صناعه لم يقدموا أى ابداع فى تناولهم للفورمات الثابت، لكن من منطقة أنه ليس مناسبًا للمجتمعات الشرقية المحافظة والتى يفترض المهاجمين أنها خالية من الخيانات الزوجية وخيانة الاصدقاء وازدراء بعض تصرفاتهم فى الخفاء فيما بينهم وعندما يقابلون نفس الاصدقاء يتعاملون بود شديد، يتناسى الغاضبون القابضون على جمر الحفاظ على قيم المجتمع الأخلاقي النقي انهم فى ابسط الحالات يهاجمون الفيلم بألفاظ مشينة و يسبون ويقذفون سيدة متزوجة وأم تعيش معهم فى نفس الدولة لمجرد أنها قدمت شخصية داخل عمل فني.
أي أنهم يواجهون السلوك الاجتماعي الذى لا يعاقب عليه القانون لأنه يدخل فى صميم المعاملات اليومية التى تحدث ولا سبيل لإثباتها لأنها تعتمد على النوايا الخفية داخل كل شخص، إلى الإقدام على فعل يعاقب عليه القانون بالفعل، ويتناسون حجم المفارقة في أنهم يدافعون عن الاخلاق بارتكاب أفعال لا أخلاقية، هذا بالطبع بخلاف عدم منطقية مطالباتهم وأنواع العقاب التي يخترعونها أو حتى الأشخاص المستحقين للعقاب من وجهة نظرهم بداية من لوم رئيس جهاز الرقابة المصرى على سماحه بعرض الفيلم حتى مع بديهية عدم اختصاصه ولا سلطة الجهاز الذي يرأسه من الأساس، مرورًا بعقاب منى زكي بشطبها من نقابة المهن التمثيلية وتحريض زوجها الفنان عليها ثم اتهامه بتهم اخلاقية والقاء الفاظ نابيه عليه لأنه لم يعاقب زوجته الفنانة، وصولا لزيارات البعض إلى النائب العام لتقديم بلاغات ضد الفيلم وصناعه.
وأخيرًا عدماء الموهبة الذين تمتلئ مواقع التواصل الإجتماعي بمقاطع الفيديو الخاصة بهم والتى تصنف ظلمًا كوميدية ويحلم كل منهم فى دخول عالم الفن والتمثيل لكنهم فى الوقت ذاته يهنون نفس الفن ونفس المهنة التي يحلمون بتحقيق الشهرة من خلالها، ولم لا يفعلون ذلك وهناك العديد من الفنانين الذين يدعمونهم ويعلقون ايجابيًا على مايقدمونه بالاستحسان ويدعونهم للتمثيل في مسلسلاتهم وأفلامهم، كما فتح لهم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى خشبة مسرح حفله الختامي للاحتفاء بهم مكرمًا بعضهم وكأنهم فنانين مساويين لمن يعملون فى الحقل السينمائى الذى يحتفى بهم المهرجان فى الأساس.
كل هذه الفئات هاجمت وحاكمت الفيلم ومني زكي وأحمد حلمي والفن المصرى بأكمله اخلاقيًا بشكل عبثي، بالاضافة طبعًا إلى التربح من حالة الاستقطاب السائدة حاليًا من قبل فنيين السوشيال ميديا والذين يطلق عليهم مجازًا صحفيين و مطالبين يوميًا بزيادة التفاعل على صفحات جرائدهم الالكترونية، والذى يتصدى بعضهم لافكار تزيد من هذا التفاعل مثل أن يطلب رأي متشدد سلفى فى العمل الفنى أو الجدل السائد أو أن يضع عنوانًا شديد الإثارة ومحرض على الفيلم والفنانة والفن المصرى بشكل عام، أو أن يساهم هو بدلوه برأي محرض يساعد هذه الجماهير الغاضبة بلا عقل أن يوجهوا هجومهم فى اتجاه واحد وهو الفن.
ولكن السؤال الحقيقي هل قدمت منى زكي في الفيلم ما يستوجب أن تلاقي عليه كل هذا الهجوم وكل هذا العقاب؟ جزء من الاجابة نعم، لأنها ساهمت في تغذية هذا المنطق المغلوط فى تحجيم النظرة للأعمال الفنية من وجهة نظر كود أخلاقي محدد هى وعدد من زملائها تحت مسمى "السينما النظيفة" وعلى الرغم من أنها لم تخالف منهجها فى تقديم شخصيات وفق رؤية أخلاقية تحددها هي خلال الفيلم محل الجدل، لكن سوء الفهم وحالة الاستقطاب وصلت لدرجة لا يمكن معها الحديث بشكل منطقى أو حتى محاولة اثبات انها لم تخالف كودها الاخلاقى الذى طبقته بصرامة فى كل اعمالها.
الحقيقة أن هذا الفيلم بمقاييس الفيلم اللبناني يحمل سقف حرية أقل من المتوقع عند مناقشته لقضايا من هذا النوع، والحقيقة أن ادعاء البعض أن مصر خالية من النماذج والسلوك الذي يطرحه الفيلم هو ادعاء ساذج وغير منطقي ولا يقبله أي عقل، فلا وجود للمدينة الفاضلة أو السينما النظيفة ذات الكود الأخلاقي الموجود فقط في أذهان المدافعين عنه، وأن تقديم الفيلم بنفس شكله فى عدد من الدول يؤكد أن طرحه صالح لكل المجتمعات على العكس تقديمه بنفس الطريقة مع الحفاظ على الجماليات الفنية يجعل فكرة تقبل وجود ما يناقشه الفيلم فى السلوك البشرى والتفاعل معه امرًا ممكنا بكل اللغات، وإذا ما مثل صدمة للبعض فهي صدمة مطلوبة ليعودوا إلى أرض الواقع ويتركوا خيالات المجتمع الفاضل الخالى من كل
لا يفوتك: مفاجآت في "أسرار رشاقة الفنانات" .. أول شيء يدخل معدة منة شلبي؟ وصفة سمية الخشاب ونصيحة مي عز الدين
اقرأ أيضا:
مادلين مطر تلوم مواقع "التفاهة" الاجتماعية بسبب أطفال لاجئي سوريا.. ما علاقة مشهد منى زكي في "أصحاب ولا أعز"؟
محمد رمضان يرد على سخرية شقيقة مايكل جاكسون الصغرى من سقوطه على المسرح
سمية الخشاب في وصلة رقص حماسية لا تخلو من نصائح (فيديو)
الملخص - يحيى الفخراني في "صاحبة السعادة": أحفادي نعمة وسجلت القرآن من أجلهم
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/3c7eHNk
آب ستور| https://apple.co/3cc0hvm
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3wSqoRC
خيانة والموجود فقط في خيالاتهم.