50 عاما ليست كافية ليغفر الجمهور السخرية من ابتهال "يا مولاي" للشيخ سيد النقشبدي في حفل جماهيري حضره 20 ألف متفرج وسط تهليل وضحكات من أغلبهم!
ربما جاءت أزمة حفل مروان بابلو وشب جديد لقدسية "يا مولاي" التي اكتسبها خاصة من تكرارها في شهر رمضان على مدار السنوات لتصبح مثل النشيد الوطني للمصريين في هذا الشهر الفضيل، فمجرد محاولة مغني الراب الفلسطيني شب جديد لمدح صديقه مروان بابلو باستبدال كلمة "مولاي" باسمه اعتبرها الجمهور ازدراء أديان وتعدي على الذات الإلهية ووصلت الاتهامات للإلحاد ووصلت عقوبة نقابة المهن الموسيقية لمنع التعامل مع مروان بابلو.
بسبب تغيير كلمات ابتهال "يا مولاي".. نقابة المهن الموسيقية تمنع التعامل مع مروان بابلو
ولابتهال "يا مولاي" قصة أخرى في تقديمها، فهي أول ابتهال يُغنى على لحن! للشيخ النقشبندى مجموعة من التواشيح الخالدة، لكنها لم تكن ملحنة، وإن كانت، فلحن "يا مولاي" من تأليف الفنان بليغ حمدي فمن سيوازي إبداعه!
أمر رئاسي
فكرة أن يُقدم ابتهال بلحن، ليست فكرة الشيخ الجليل الذي اعتاد على تقديم فنه بشكل ثابت، ولكنها فكرة الرئيس محمد أنور السادات الذي أمر النقشبندي بالتعاون مع بليغ حمدي.
قال جامع تراث الشيخ النقشبندي رضا حسن، في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" إن بحوزته مفكرات "قيثارة السماء" التي كان يكتب فيها يومياته وما كان يقدمه من أعمال بشكل يومي، ويعطى لنفسه تقييما ودرجة من 10 عن كل حفلة وعمل.
13 معلومة- من هو "شب جديد" الذي غير كلمات ابتهال "مولاي" في حفل مروان بابلو واتهم بالإلحاد
وكشف جامع تراث الشيخ النقشبندي أن الأوراق تحمل جزءا من قصة تعاونه مع الملحن الكبير بليغ حمدي، ومنها ورقة من مفكرات الشيخ بتاريخ الأحد 17 أكتوبر 1971 كتب فيها النقشبندى "دعوة السيد رئيس الجمهورية محمد أنور السادات لمناسبة زواج كريمته"، وأسفلها وبتاريخ اليوم التالي الاثنين 18 أكتوبر: "القاهرة التقيت بالسيد الوزير الدكتور حاتم واللجنة"، وورقة أخرى كتب فيها "أول لقاء مع الأخ بليغ حمدي الموسيقار".
وعن هذا التعاون قال المهندس رضا حسن "الشيخ كان متواجدا في حفل خطوبة بنت الرئيس السادات في القناطر، وافتتح الحفل بإنشاده ومن بعده أم كلثوم وعبد الحليم، وكانت لدى السادات ملكة التذوق الفني وبليغ حمدي كان متواجدا في الفرح فدار بفكر الرئيس أن يكون هناك تعاون بين النقشبندي وبليغ حمدي، فقال لبليغ عاوز اسمع ألحانك بصوت الشيخ سيد".
وتابع: "يوم 18 أغسطس عقد اجتماع بين الوزير محمد عبد القادر حاتم والشيخ سيد وبليغ واللجنة استدعت الشاعر عبد الفتاح مصطفى وكتب 15 نشيدا سماها مجموعة (أنغام الروح) لحنها بليغ ومنها نشيد "مولاي" وهذه المجموعة هي (كن لنا نعم المعين)، (أخوة الحق)، (عليك سلام الله)، (أي سلوى)، (أيها الساهر)، (ما أعظم الذكرى)، (يا دار أرقم)، (مولاي)، (أقول أمتى)، (يا ربنا)، (يا ليلة في الدهر)، (حمدا لك الله)، (أشرق المعصوم)، (يا رب أنا أمة)، (رباه يامن أناجي)".
ونشرت صحيفة "المصري اليوم"، أن السادات قال لوجدي الحكيم وزير الإعلام وقتها: "احبسوا النقشبندى وبليغ مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة"، وبعد إلحاح ومحاولات إقناع من وجدي الحكيم مع النقشبندي وافق رغم عدم اقتناعه بهذا التعاون، وقال لوجدى الحكيم: "ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة، على آخر الزمن يا وجدي، يلحن لى بليغ على آخر الزمن أتعاون مع ملحن أغانى بهية وعدوية".
وذهب الحكيم بصحبة النقشبندي إلى الاستوديو، واتفقا على إشارة فيما بينهما هي خلع العمامة كدلالة على إعجابه باللحن، وإن لم يحدث، على الحكيم أن يتعلل بأن عطلا فنيا لحق بالاستوديو لإنهاء اللقاء.
وبعد دقائق من دخولهما الاستوديو واستماع النقشبندى للحن بليغ، خلع العمامة والجبة والقفطان أيضا، قائلا: "ياوجدى بليغ ده جن" وينتهى اللقاء بتلحين بليغ "مولاي"، واستمر المشروع بينهما لينتهى بإنجاز 14 عملا، قال عنها النقشبندي فى حديث جمعه مع وجدي الحكيم: "لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي".
لا يفوتك: نجاح الموجي ... كادت أنغام تتسبب في سجنه وبكى 25 ليلة بسبب هذه المسرحية وظل يصرخ ساعتين قبل وفاته
اقرأ أيضا:
13 معلومة- من هو "شب جديد" الذي غير كلمات ابتهال "مولاي" في حفل مروان بابلو واتهم بالإلحاد