يعيش الصيادون في حالة تأهب دائمة خوفا من ظهور وحوش البحر، باعتبارهم كائنات مؤذية، وفي المقابل تعيش وحوش البحر في خوف دائم من الاقتراب من سطح الماء حتى لا يقعوا أسرى في شباك الصيادين.
حياة الطفل لوكا مماثلة لحياة البشر لكن في عالم تحت الماء، يرعى قطيع من الأسماك كما يرعى البشر الأغنام، وتحذره والدته دائمًا من محاولة الاقتراب من السطح، حتى لا يقع ضحية للصيادين.
نرشح لك- هجوم على بهاء الدين محمد بعد اعترافه بحب حمو بيكا
تتغير حياة لوكا حين يقابل ألبيرتو، طفل آخر يعيش على السطح، ويكتشف أن وحوش البحر يمكنهم التحول إلى بشر فور خروجهم من المياه، ويبدأ الثنائي في صناعة عالمهما الخاص على جزيرة معزولة، وتدور عدة أحداث تدفع الطفلين إلى خوض مغامرة الانتقال إلى الجانب الآخر من المحيط، ومحاولة الاندماج مع البشر الحقيقين.
يلتقى لوكا وألبيرتو مع فتاة تدعي جوليا، ومنذ اللحظة الأولى تخبرهما جوليا أن ثلاثتهم مختلفين، لوكا وألبيرتو من خارج البلدة ورائحتهما سيئة لأنها أشبه برائحة الأسماك، وملابسهما ليست أنيقة، بينما جوليا طفلة تتعرق كثيرا وتأتي إلى البلدة في الصيف ولا يوجد لديها أصدقاء.
هل يروج فيلم Luca للمثلية الجنسية؟
قد يبدو السؤال صادما كوننا نتحدث عن فيلم للرسوم المتحركة أبطاله الرئيسيين؛ لوكا وألبيرتو وجوليا من الأطفال، وجمهور الفيلم الرئيسي من الأطفال وذويهم، أي أن الفيلم عائلي.
لكن هذا السؤال تم طرحه كثيرا منذ الإعلان عن الفيلم وحتى بعد عرضه، والإشارة إلى مشاهد ولقطات ترمز إلى وجود دعم للمثلية، خاصة أن "ديزني" بدأت في إظهار شخصيات ذات ميول مثلية في بعض أفلامها الأخيرة، وهو ما دفع إنريكو كازاروا مخرج فيلم Luca لنفي الأمر، مؤكدا عدم وجود أي مشاعر عاطفية بين الأطفال الثلاثة، قائلا: "كنت حريصًا على الحديث عن الصداقة قبل أن تأتي العلاقات العاطفية لتعقيد الأمور"، وأنه فكر مع باقي صناع الفيلم فكروا في تناول تأثير دخول الفتاة إلى حياة الولدين ووجود خط رومانسي، لكنهم تراجعوا وفضلوا تناول حياة الأطفال قبل معرفتهم بالحب ومشاعر المراهقة.
تقبل الاختلاف في المطلق
طوال ساعة ونصف هي مدة الفيلم، يناقش الفيلم الصداقة بين الأطفال رغم اختلافهم، ويقدم نماذج للأشخاص المختلفين في المجتمع، وكيفية تقبل الآخرين لهم، ومدى القلق الذي يشعر به الأباء من عدم تقبل الآخرين لأبنائهم المختلفين.
ترك صناع فيلم Luca المساحة لخيال المشاهدين لوضع وتعريف الاختلاف الذي يجب على الآخرين تقبله، لوكا وألبيرتو هما وحشان بحريان بالنسبة للبشر حتى لو كان مظهرهما بشريا على البر، لكنهما طفلين طبيعيين في عالمهم الأصلي تحت الماء، والطفلة جوليا تكون سعيدة ولديها أصدقاء وحيوان أليف حين تعود إلى منزل والدتها بعد انتهاء عطلة الصيف.
والد جوليا شخص مختلف، ولد بإعاقة لكنه أصبح يحظى باحترام جميع الصيادين بسبب قوته الجسمانية وشخصيته الصارمة، وفي الوقت نفسه هو أب جيد ويتعامل برفق مع الطفلين لوكا وألبيرتو.
يدعم فيلم Luca فكرة منح الأطفال حرية استكشاف العالم والحصول على المعرفة، وخوض التجارب المختلفة، وأن يحظى الأطفال بحب الأهل مهما كانت نتيجة مغامراتهم، وأن الاختلاف يمنحهم فرصة تكوين صداقات رائعة كتلك التي تحدث في العطلات الصيفية بين الأطفال الذين تجمعهم الصدفة في مكان واحد، كما أن كون الشخص مختلفا عن المحيطين به ليس عائقًا لكي ينجح طالما كان مؤمنا بما يفعل، وهو الدرس الذي لقنه الأطفال الثلاثة لأهل القرية.
لا يفوتك... من المالديف إلى تنزانيا والمكسيك .. إجازات النجوم الصيفية تقاليع غريبة ومشاهد جريئة
اقرأ أيضا:
"كل حاجة اتغيرت بين يوم وليلة".. أول تعليق لميرنا الهلباوي بعد انفصالها عن محمد عطية
مذيعة عراقية: ليس لدي وقت للصلاة (فيديو)
في مثل هذا اليوم منذ 18 عامًا .. حكايات وراء أول ألبومات محمد حماقي "خلينا نعيش"