أطلت منى زكي من نافذة التلقائية، الفتاة البسيطة التي حملت على عاتقها مصطلح السينما النظيفة، البساطة التي انطلقت بها، جعلت منها شخصية حقيقية وليست ممثلة، ودخلت القلوب من تلك المساحة، وبنت تاريخها خلف تلقائيتها وبساطتها.
لكن يبقي السؤال الأهم هل من نراه على الشاشات سواء السينما أو التليفزيون هي منى زكي أم الشخصية التي تقدمها لنا؟
تكرار الطريقة الأداء حتى لغة الجسد وطريقة النظر وحركة اليدين تؤكد أننا دومًا نرى منى زكي مهما تغير الاسم الذي تظهر خلفه.
نرشح لك : خوف وقلق وانتصار على فوبيا الكلاب.. مشاهد لا تفوتك لـ منى زكي في " لعبة نيوتن "
في فيلم "تيمور وشفيقة" الوزيرة التي تتحدث مع رئيس الوزراء حول حضورها زفاف زميلتها، وتسابقها مع الفتيات في تقليد انتقل من الغرب إلى أفراحنا المصرية، نفس الطريقة التي نطقت بها وهي في فيلم "أبو علي" أمام كريم عبد العزيز وهي تؤكد أنها اختارت صح، وهي ذاتها مريم الطبيبة النفسية التي تعمل لصالح جهاز المخابرات في تأهيل عميل وهي طريقة بيري في سهر الليالي، هي ذاتها منى زكي التي تحتفظ بتفاصيلها، وربما استطاعت الإمساك بتفاصيل قليلة خاصة بالشخصية التي تؤديها أمامنا.
ربما تنبع جماهيريتها من تلك البساطة والتلقائية، وتراكم الرصيد لم يجعل الجمهور ينظر إليها سوى كونها هي ذاتها، فهي لا تمثل بقدر ما تقدم نفسها، حتى ظهورها في الإعلانات لم يختلف كثيرًا، وبالطبع ظهورها كضيفة في بعض الأفلام منها التجربة الدنماركية، فإذا كانت في التمثيل تتغلب منى الحقيقية فبالتأكيد حين تظهر بشخصيتها الحقيقية لن تقدم شيء مختلف.
لعبة نيوتن أو نقطة التحول
في كل مرة كانت منى تختار شخصية ثرية دافعة لتطوير مهاراتها كممثلة، لكنها تنحاز لشخصيتها الحقيقية، قليلون هم من نجحوا في السيطرة على جنوح النجمة، فنراها تفلت من منى زكي الحقيقة لتؤدي دور المذيعة في احكى يا شهرزاد، وانت كانت تنازعت مع شخصيتها الحقيقية إلا أن ذلك يجعلنا ننظر خلف التحول، إنه المخرج دومًا، القادر على التصدي للشخصية الحقيقية، والدفع بمني لتخرج مهاراتها التمثيلية كممثلة وليست كامرأة تغير فقط اسمها على الشاشة.
هنا أو هناء المرأة التي تحمل مخاوف وتردد كبير، ابنة المجتمع الذي لا يثق فيها، امتداد للنقائص التي تعيشها المرأة في مجتمع لا يثق في نسائه منذ تحديد نوعهن، وميلادهن.
هنا التي تخاف الظلام، وتختار أن تقف في الشارع، التي لا يثق بها زوجها أنها قادرة على فعل شيء وحدها، المرعوبة من ظهور كلب.
سيكون من المنصف أن نقول إنه وحتى الآن تتحرر منى زكي من منى زكي لتُصبح "هنا"، تتخلى عن طريقتها المعتادة في كل ما سبق من أعمالها، تستعين بحركة يد وملامح واكسسوار يليق بالشخصية التي تلعبها.
تنتمي منى لجيل لم يبدأ عمله من المسرح، حيث الإمساك بالشخصية حالة يومية، ورغم أنها قدمت أكثر من مسرحية في بدايتها إلا أنها لم تتطور عن شخصيتها الحقيقية، ظلت هي ذات الفتاة البسيطة والتلقائية حتى وإن حاولت تغيير مخارج حروفها أحيانا.
في "لعبة نيوتن" وحتى الحلقة الخامسة تتفوق منى أخيرًا منتصرة لهنا، فهي ابنة التعليم المجاني التي تنطق الإنجليزية كما ينطقها الغالبية ممن تعلموا في المدراس الحكومية، بلا مخارج سليمة، ومحاولات سعي لنطق الكلمة، تُعطي الفرصة الكاملة لإدارة تامر محسن المخرج الذي عُرف منذ أول أعماله بإدارة ممتازة للممثلين، وقدرة مُدهشة على استخراج مواهبهم الكامنة، كنز جديد يكشفه محسن بتحريره لمنى زكي من أسر حقيقتها، ليُقدم ممثلة، ليست في مباراة تمثيلية أمام أخريات كما كانت في أفراح القبة أمام رانيا يوسف، وسوسن بدر، أو دم الغزال أمام يسرا.
في "لعبة نيوتن" هي البطلة باقتدار، تتشابك مع كل العناصر، وتستجيب لمتطلبات الشخصية من مظهر خارجي مرتبط بالملابس التي توافقت مع الشخصية، وحركتها، مخاوفها وترددها التي وصلت للمشاهدين، وحدتها وخوفها الذي يصل حد الرعب، التوتر الذي خرج من الشاشة ليُصيب المتفرجين، أخيرًا تنطلق الممثلة منى زكي، فمرحبًا بها.
اقرأ أيضًا :
6 فنانات ظهرن بشعر مستعار في دراما رمضان 2021
10 معلومات عن آدم الشرقاوي " زي " في " لعبة نيوتن ".. مخرج أفلام مستقلة ومحترف ألعاب قتالية
موبايل مقلوب وأمين شرطة بـ4 شارات.. أخطاء بالجملة في مسلسلات رمضان 2021