رحلة طويلة سارها الممثل رامي مالك لم تكن ممهدة له ليصل للعالمية بدءاً من ميلاده لأسرة مصرية في المنيا إلى هجرة للولايات المتحدة الأمريكية يسودها القلق من المجهول ومحاولة الاندماج وإثبات الذات.
على مدار 3 حلقات من سلسلة "أنا رامي مالك" يستعرض FilFan.com تاريخ الممثل الأمريكي المصري الأصل منذ ميلاده وحتى انطلاقه في هوليوود.
البداية ليست من الولايات المتحدة الأمريكية، بل من عزبة فلتاؤوس التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، حيث ينحدر أصل أسرة رامي مالك، ففي تلك العزبة وُلد سعيد مخالي عبد الملك فلتاؤوس، والد رامي، الذي سميت العزبة باسم جده الأكبر، لسعيد شقيقان آخران هما مختار وفوزي، وحصل سعيد على بكالوريوس التجارة وانضم للجيش المصري كضابط احتياط في 1972.
شارك سعيد وشقيقه مختار في حرب أكتوبر 1973، وحوصرا في السويس، ولم يكن الشقيقان يعلمان أنهما محاصران في نفس المنطقة إلا بعد فك الحصار وعودتهما للقرية، عمل سعيد محاسبا وتزوج من زميلته، نيللي مالك، أطلقت اسم والدها على اسم ابنها رامي، وانتقل سعيد للعيش في القاهرة مع زوجته، وفي عام 1978 أنجبا ابنتهما جاسمين.
وفي حوار مع ابن عم رامي مالك لموقع "العربية"، منذ سنوات، كشف أن أسرة نيللي، وبالتحديد أشقائها، كانوا يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية، فساعدوها على الهجرة إلى هناك، عام 1979.
وبعد وصول الأسرة لأمريكا، تمكن الوالد من العمل في إحدى شركات التأمين، وهو ما ساعده على الاستقرار والإقامة والحصول على الجنسية الأمريكية.
في عام 1980، أنجبت نيللي توأم هما رامي وسامي، وكانت تحلم الأسرة أن يصبح رامي إما طبيبا مثل شقيقته الكبرى، أو محاميا لكنه كان له رأي آخر، فهو كان يحلم بأن يصبح ممثلا شهيرا، متخذا الفنان الراحل عمر الشريف قدوة له، ورضخت الأسرة لرغبته وميوله وساعدته كي يشق طريقه في مجال الفن، والتحق بجامعة إيفانسفيل فى إنديانا التى حصل منها على بكالوريوس فى المسرح.
كان الوالد قرر بعد سنوات قليلة من هجرته العودة إلى مصر والاستقرار بين القاهرة والمنيا، لكن وفاته منعت ذلك، وقررت زوجته البقاء في أمريكا مع أولادها.
خيار البقاء هناك لم يكن سهلا على الأطفال، رغم أن رامي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية ونشأ في المجتمع هناك، لكن بقيت العادات والتقاليد والأصول تحيل بينه وبين باقي الأطفال من سنه، تحدث رامي مالك في 2016 أنه تعرض للتنمر في طفولته بسبب اختلاف الثقافات والعادات.
قال مالك: "كنت إنسانًا شديد التناقض يبحث عن الهوية، كوني مهاجرًا باسم لا يستطيع الكثير من الناس نطقه، وتعرضت للتنمر عندما كنت طفلاً، فقد وجد طريقي لتسخير كل هذه الأشياء ولا أزال أتمتع بهذه الثقة والقوة التي انفجرت على خشبة المسرح".
حرص الوالدين على ربط أبنائهما بمصر، فكانوا يشاهدون الأفلام المصرية، ويستمعون لأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ويشاهدون مباريات كرة القدم المصرية، ويأتون كل فترة لمصر.
مازال هناك الكثير والكثير من التفاصيل والأسرار من حياة رامي مالك قبل بدء شهرته، تابعوها في الحلقة المقبلة.