يبدو أن الميجاستار عمرو دياب لايمل ولا يكل من العمل الدؤوب. بل ولا يتوقف عن مفاجأة جمهوره وكذلك متتبعي الشأن الموسيقي. فهو يشتغل في سرية تامة بل ويختفي وراء عمله الفني فلا يصل إلينا سوى إشعاع فنه دون تعليق أو تزكية بالوكالة.
هذه المرة وفي الوقت الذي كان متتبعوه ينتظرون أغنية منفردة جديدة، خرج إلى الوجود ديو مع فنانة يونانية من نجوم الجيل الجديد في بلدها. ليس هذا فقط بل شهدت الأغنية رجوع الموزع عادل حقي.
منذ أن حصل على لقب "أب موسيقى البحر الأبيض المتوسط" وهو يكثف التجارب الموسيقية ليؤكد جدارته في حمل هذا التشريف. هنا الأمر يتعلق بدمج عجيب لثقافات متعددة و مصادر فنية مختلفة. هذه الجملة بحد ذاتها صارت تلازم هذا الفنان المخضرم. فهذا ما قام به في "ماقدرش ع النسيان" و "يا ساحر" و "جامدة بس" و الأمثلة بالعشرات.
يهمك أيضًا: أهم 15 أغنية في مشوار عمرو دياب.. مسيرة تعدت الحدود الجغرافية والزمنية
الأغنية تبدأ وكأنك فتحت زجاجة سحرية بها روح هذه المنطقة الجغرافية. وهو سحر لا يتقنه سوى كبيرهم عمرو دياب. سحر نحسه مثلا عند سماع "بحبك أنا".
اعتمد الموزع عادل حقي أصوات الAmbient كمدخل يرافقه الأكورديون بعزف منطقة شرق أوروبا مع جيتار يعزف كوردات على طريقة البالياريك ترانس Balearic Trance لكن الأغنية تنتقل فجأة إلى جهة أخرى هي التراب Trap (وهنا نلاحظ استمرار أصوات الAmbient كل هذا في ثوان معدودة.
تبدأ المغنية اليونانية إيريني بابادوبولو على موسيقى التراب لننتقل إلى فن اللايكو Laïkò اليوناني في السينيو واللازمة يمهد لدخوله البوزوكي. يعاد السينيو لكن هذه المرة على موسيقى التكنو مع اللايكو.
دخول عمرو دياب على التراب مع البوزوكي. لكن في السينيو نسمع المقسوم الشرقي مع البوب المصري مع أصوات السانث. يعاد السينيو على خلفية التكنو. الفاصل الموسيقي بروح اللايكو والتكنو مع البوزوكي والأكورديون. الكوبليه الثاني لعمرو على الإيقاع الصعيدي والأكورديون بعزف باريسي! السينيو بصوت إيريني ثم يعاد بصوت عمرو.
هنا يأتي الفاصل الثالث بخلفية شرقية واضحة بأصوات الكترونية والمفاجأة هي صولو الجيتار الاسباني بعزف الفلامنكو. وتختتم الأغنية بثنائية غنائية بين المغنيين. وتنتهي فجأة فعادل حقي ليس من محبي الFade out.
هو سفر حقيقي بين شرق أوروبا وشمال أفريقيا وغرب أوروبا! وقد شارك في هذه الأغنية أجانب آخرون كالجيتاريست انريكي بيرموديز وعازف البوزوكي ديميتريس لاباس وعازف الأكورديون ثانوس ستافريديس. من جهة أخرى قام الشاعر بتروس امفريوس بكتابة الكلمات اليونانية.
في المقابل قام الشاعر أيمن بهجت قمر ملك الإيفيهات القوية بكتابة كلمات الغزل العربية ولحنها محمد يحيى بإتقان جعل الموزع عادل حقي يعتمد على لحنه في الفواصل.
غزل الأغنية يندرج في سلسلة طويلة من الأغاني الديابية الغزلية التي أبدع فيها شعراء كتامر حسين وعزيز الشافعي. وقد جاءت الكلمات مناسبة لازدواجية الديو ف"أهي أهي" هي صدى ل "إسي إسي".