أنهى الفنان محمد رمضان الشائعات التي تم تداولها خلال الأيام الماضية بإعلانه عن مشروع مسلسل لتجسيد قصة حياة الفنان الراحل يحمل اسم "الامبراطور"وهو نفس اسم أحد أفلام أحمد زكي.
اقرأ أيضا- رسميا- محمد رمضان يعلن تقديم مسلسل "الامبراطور" عن حياة أحمد زكي
قوبلت رغبة محمد رمضان بردود فعل مختلفة ومتباينة، وبين الرفض والقبول، نطرح بعض الأسئلة سويًا، فالفن لا يخضع لرفض الأفكار قبل تقديمها، وهناك فارق كبير بين الحماس للمشروع من منظور المعجب المتحمس لفنان وبين المشاهد المحب للفن دون النظر للأسماء.
السؤال الأول.. ماذا يجذب محمد رمضان في شخصية أحمد زكي؟
بداية، يحق لكل فنان أن يحلم بتجسيد أي شخصية، فماذا لو كانت تلك الشخصية هي أحمد زكي أحد الذين ألهموا محمد رمضان لكي يحلم باحتراف التمثيل؟ بالتأكيد ذلك يشكل له تحدٍ إضافي.
توفى أحمد زكي سنة 2005، وقتها كان محمد رمضان مراهقًا في المرحلة الثانوية يحلم بالتمثيل في مسرح سعيد صالح، أي أنه كان ضمن أصغر المعجبين الواعين بفن أحمد زكي قبل وفاته، لأن الجيل التالي الذي أصبح يشكل قاعدة محمد رمضان الجماهيرية الآن، بدأ في مشاهدة أحمد زكي كجزء من تاريخ الفن وليس حاضره.
بعد سنة واحدة من وفاة أحمد زكي، وقف المراهق محمد رمضان صاحب الثمانية عشر سنة، أمام كاميرا المخرج سمير سيف ليجسد شخصية أحمد زكي في مسلسل "السندريلا"، حيث كانت كل مشاهده أمام منى زكي بطلة العمل, ووقتها بسبب إنعدام خبرته ظهر رمضان بشكل كاريكاتيري وهو يقلد طريقة حديث أحمد زكي في أيامه الأخيرة قبل وفاته.
فشل مسلسل "السندريلا" وتقديم محمد رمضان لواحد من أضعف أدواره قد يكون سبب كافي لكي يمحي رمضان تلك المشاهد التي ظهر فيها مقلدًا، ليعيد تقديم الدور بشكل مدروس بعد 15 سنة من التجارب الفنية المختلفة.
السؤال الثاني.. هل يحب الجمهور أعمال السيرة الذاتية؟
التاريخ يؤكد أن كل محاولات تقديم أعمال السيرة الذاتية للفنانين أضرت بأبطالها سواء نجحت أو فشلت.
اضطرت صابرين للاعتزال بعد نجاح مسلسل "أم كلثوم"، فيما كان المخرج محمد فاضل يشعر بأن زوجته فردوس عبد الحميد هي الأقدر على تجسيد الشخصية، فقرر إنتاج وإخراج فيلم "كوكب الشرق" الذي لم يحقق أي نجاح جماهيري وبعده انتهى مشوار محمد فاضل وفردوس عبد الحميد السينمائي. أما باقي الأعمال التي تناولت سير ذاتية لفنانين آخرين مثل تحية كاريوكا وسعاد حسني وأسمهان وعبد الحليم حافظ، فكان مصيرها الفشل الجماهيري والنقدي.
ما يجعل مهمة محمد رمضان أصعب من باقي التجارب السابق ذكرها هو أن أحمد زكي فنان معاصر، يشاهد الشباب والمراهقين أعماله باهتمام، مازال بريق نجوميته مضيء رغم مرور 15 سنة على وفاته، وهو البريق الذي كان يعيق مسيرة ابنه الراحل هيثم، الذي ظل حتى وفاته يحاول الخروج من الضغوط النفسية الواقعة على عاتقه كونه ابن أحمد زكي.
السؤال الثالث.. كيف يمكن لمحمد رمضان النجاح في تجسيد شخصية أحمد زكي؟
لا يوجد خطة أو طريقة يتبعها الفنان لكي يتجنب الفشل، ومحمد رمضان نفسه قد لا يكون يعرف إجابة هذا السؤال في المرحلة الحالية، ثقة الفنان في موهبته وجماهيريته لا تكفي لضمان نجاح أي عمل فني، وما لم يكن هناك نص درامي مكتوب بحرفية ينفذه مخرج بارع يجيد استخدام أدواته، لن يكون للمسلسل أي قيمة تضاف.
يحتاج محمد رمضان للتخلص من الضغوط المحيطة بمشروع مسلسله، فحالة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصنع حالة من الرفض المبكر لدى شريحة من الجمهور، نظرًا لدخول محبي محمد رمضان المتعصبين في محاولات لوضعه في مقارنة مع أحمد زكي، وهي مقارنة لن تفيد محمد رمضان في أي مرحلة من مسيرته الفنية حتى لو أصبح أفضل ممثل في تاريخ الدراما المصرية.
قد يرغب محمد رمضان في الخروج من عباءة الشاب الفقير الذي يتعرض للظلم وينتصر في النهاية محققا النجاح المادي والعاطفي، قبل الاتجاه إلى خطوة تقديم عمل جاد يتناول سيرة ذاتية لأحد أهم الممثلين في تاريخ السينما المصرية والعربية، ويمكنه فعل ذلك عن طريق تقديم أعمال تحمل أفكار جديدة، ويمكن أن يستعين بتجربة مشابهة لتجربة نيللي كريم وآسر ياسين في مسلسل "بـ100 وش" الذي جعلهما يتفوقان على أبطال الكوميديا خلال شهر رمضان الماضي، وهي خطوة لو اتخذها قد تكون تمهيد جيد لبداية تغيير صورته لدى المشاهد العادي بعيدا عن دائرة محبي أعمال محمد رمضان.
اقرأ أيضا:
8 شخصيات ... أنماط مختلفة للمرأة في مسلسل "ليه لأ"
شريف منير يقود موجة جديدة من الثورة ضد التنمر