أحداث الحلقة الأولى من "الفتوة"... جدل تاريخي وانتقادات سريعة!

إيمان مندور | فى سينما وتلفزيون

ياسر جلال في "الفتوة"

الجمعة , 24 أبريل 2020 - 12:04 | اخر تحديث: الأربعاء , 29 أبريل 2020 - 13:04

مع الدقائق الأولى من أول أيام شهر رمضان المبارك، كان الجمهور على موعد مع "الفتوة"، أول مسلسل يعرض على القنوات المصرية في رمضان 2020، والذي تدور أحداثه عام 1850، بحي الجمالية في القاهرة، حول صراع الفتوّات في الأحياء الشعبية قديما.

بدأت الحلقة الأولى بمشهد فتوّات المعلم "عزمي أبو شديد"، الذين يجمعون الإتاوات عنوة وظلما من سكّان الحي في منتصف الليل، لكن يظهر فجأة حسن الجبالي الفارس الملثم الذي يجسده ياسر جلال، ويهزمهم ويأخذ الإتاوات ويعيديها للسكّان مرة أخرى في الخفاء.

لا أحد يعلم من هو الفارس الملثم الذي يتصدى لظلم الفتوات، ويتهامس الناس فيما بينهم عن "فتوة الغلابة" الذي يعيد إليهم حقوقهم، لكن الجبالي يتظاهر دوما بأنه لا يعرف شيئا عنه، كي لا يثير الشكوك حوله.

تلقي الحلقة الضوء على الشخصيات الرئيسية بالعمل؛ أولها المعلم صابر أبو شديد فتوة الجمالية، الذي يجسده الفنان أحمد خليل، وولده "عزمي" أحمد صلاح حسني، الذي يأخد إتاوات زائدة عن التي يفرضها والده على الحي، بدون علمه، ويقضي سهراته بين الخمر والنساء ليلا، ويفرض سطوته وظلمه على أهل الحي نهارا.

ولهما أخت هي "ليل" مي عمر، التي لا يُسمح لها بالخروج من بيت أبيها منذ طلاقها، وتسعى للبحث عن والدتها، فتأتيها إحدى "قارئات الطالع"، فتخبرها بأن هناك غلاما يشبهها، يبدو أنه من نسلها، لكن ثعبانا يحول بينهما، فيأتي فارس على حصانه ويقضي عليه، ويتزوجها في النهاية... تفرح الفتاة بكلام الدجالة، رغم أنه لم تتحقق أي من نبؤاتها لها من قبل، لكن يبدو وكأنها تبحث عن أمل تتمسك به في تغيير الواقع، حتى وإن كان رجما بالغيب.

أما حسن الجبالي فماتت زوجته قبل زمن، ولديه منها ابنة جميلة تدعى "نورا" ليلى زاهر، يعلمها التحطيب و"القتال بالنبوت" كي تدافع عن نفسها، إذا ما تعرّض لها أحد يوما ما. وبالفعل يتعرض لها شاب في الطريق ويغازلها، فتخبر والدها، الذي يتوجه إليه بدوره ويوسعه ضربا هو ورفقته في الحي، دون أن يأبه لكون الفتى نجل المعلم سيد اللبان فتوة المدبح!

ما إن انتهى عرض الحلقة الأولى، حتى أثير جدل حولها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أغلبه نقدا لاذعا لطريقة التناول والأداء، فبالرغم من أن أحداث المسلسل تدور عام 1850 إلا أن الحلقة الأولى افتقدت الروح التاريخية لهذه الفترة، لا سيما وجود بعض العبارات والمسميات التي لا تتناسب مع هذه الحقبة، مثل "أفندي" و"إيه اللي شلفط وشك كده" و"يعلّم عليهم"... إلخ.

كذلك شكل الأبطال، من حيث وجود ذقون "محددة ومدرجة" على الطريقة الحديثة، وليس وجود شوارب كما هو معهود قديما.

في المجمل، لم يتضح حتى الآن سبب اختيار تلك الحقبة التاريخية والإشارة إليها، وكيف سيتم التناول في الحلقات المقبلة، وهو ما يتنافى مع الحكم السريع على الأحداث الذي تم اليوم، لأنه من الصعب تقييم عمل فني من أول وهلة، لكن الأكيد أنه إذا استمرت "أفورة" أحمد صلاح حسني في التمثيل كما حدث في الحلقة الأولى، فسيكون نقطة ضعف المسلسل الكبرى... بعيدا عن أي أخطاء.