خلال أهم فترات تألقها الفني، أوردت مجلة الكواكب قصة حقيقية للفنانة نادية لطفي مع إحدى العرّافات، التي التقت بها مصادفة على شاطئ العجمي بالإسكندرية، حيث كانت نادية تستجم في الشمس، برفقة صديقة لها، وفجأة سمعت صوت ينادي: "نبين زين.. ونبص في الودع"، فأبدت الصديقة رغبتها في أن تنادي على العرّافة، لكن نادية لم تكن متحمسة فقالت: "يا شيخة بلاش عبط أنتي بتصدقي الحاجات دي".
وأمام إصرار الصديقة في اعتبار الأمر مجرد تسلية، جاءت العرّافة إليهما بالفعل، وكانت غجرية موشومة الذقن حادة النظرات تحمل بيدها سلة صغيرة، وفي ثوان جلست على الأرض، وفرشت الودع الأبيض، وطلبت من نادية أن "ترمي بياضها" على حد تعبيرها.
اعترضت نادية قائلة: "مش أنا اللي هشوف.. هي"، فقالت ضاربة الودع: "والنبي لاشوفلك انتي الأول"، وأمام إلحاحها قبلت نادية وألقت وسط الودع عملة نقدية، فإذا بالغجرية تقول: "أنتي يا ست الناس بتدفعي فلوس علشان نشوفك...".
لكن قاطعتها الفنانة: يا ست بطلي ما انتي عارفه إني نادية لطفي، والناس بتخش السينما بفلوس في أفلامي.
لكن لم تأخذ الغجرية بكلمات ذهبية الشعر، بل راحت تقول: ليكي حد من دمك غايب وهيرجع بعد إشارتين.. وانتي هتبقي ملكة.. فيه على راسك تاج
ضحكت نادية قائلة: كفاية.. كفاية.. لحد كده كويس.. قال ملكة قال.
لكن قطعت العرافة كلامها لتواصل حديثها، إلا أن الصديقة التي كانت متحمسة في البداية، اعتذرت لنادية عن استدعاء هذه المرأة، فقد اتهمتها الاثنتان معا بالدجل والشعوذة، لأن نادية لا يمكن أن تكون ملكة متوجة في أي نوع، لا ملكة جمال لأنها أم، إذ يشترط في الجالسات على عرش الجمال أن يكن آنسات، ولا ملكة فعلية لأنها متزوجة، ولأن الملوك أيضا متزوجون !
مرت الحكاية على أنها دعابة، وكادت نادية لطفي تنسى تلك الحكاية القديمة، لولا رسالة تلقتها من نجلها أحمد البشاري، وكان يدرس يومئذ في أمريكا، يخبرها فيها أنه قرر إنهاء دراسته والعودة للوطن، فتذكرت كلام العرافة "حد من دمك غايب وهيرجع"، لكنها قالت لنفسها وهي تطرد الفكرة من رأسها: ما هو كان ضروري هيرجع".
انشغلت نادية في دوامة العمل في الأفلام، إلى أن عرض لها فيلم "المومياء"، الذي صوره عبد العزيز فهمي وأخرجه شادي عبد السلام، وحقق نجاحا كبيرا، فاتصل شادي بنادية لطفي وقال لها: مبروك.. أنت وشك كان حلو على الفيلم
لترد: متشكرة.. الفضل لمجهودك
فقال: ده شجعني على إني أقدم إخناتون الشاشة.. وطبعا هتكوني أنتي نفرتيتي.
وما إن انتهت المكالمة حتى عادت كلمات العرافة إلى ذاكرة نادية، أن نفرتيتي هي أجمل ملكات الفراعنة، وقد بلغ من جمالها أن تزوجها أخوها إخناتون.. نفرتيتي ملكة والعرافة قالت لها "ستكونين ملكة"، فضحكت نادية لطفي قائلة: "ولكنها ملكة تمثيل على عرش في شريط شفاف".. لكن في الواقع تصوير فيلم "إخناتون" تأجل كثيرا إلى أن توفي شادي عبد السلام وانتهى حلم الفيلم نهائيا.
اللطيف أن نادية التقت مصادفة بهذه العرّافة مرة أخرى، في جليم بالإسكندرية، لكن قالت لها الغجرية هذه المرة: هتبقي مليونيرة. فضحكت نادية منتظرة الفيلم الذي سيعرض عليها لتؤدي فيه دور مليونيرة، فنبوءات عرافة الإسكندرية لا تتحقق في الواقع وإنما في الأفلام...
اقرأ أيضا:
أبرزها مع نجلها الوحيد ... صور نادرة لنادية لطفي
قصة الفيلم الممنوع من العرض لنادية لطفي