ست دقائق هي مدة الفيلم العراقي القصير "عودة الروح" الذي عُرض ضمن فعاليات ثاني أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وكادت مدة التصفيق تقارب نفس مدة العرض.
الفيلم تطرق إلى قضية ضحايا الحروب بذكاء عاطفي شديد، يستحق الإشادة حيث عرض قصة جندي يتعرض هو وزملائه لهجوم على يد الإرهابيين ويقتل الجميع على أيدي هؤلاء ما عدا الجندي الناجي.
اقرأ أيضا- وزيرة الثقافة تدعم ختام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير
تدخل المشهد الذي تم تصويره في مدينة الموصل القديمة، طفلة صامتة لا تتفوه بكلمة ولكن بنظرة إلى الجندي تستطيع أن تقوده عبر دروب المدينة لينجو من أكثر من فرصة لمقتله حتى تقوده إلى مشهد النهايةحيث ترقد جثتها إلى جانب أبيها القتيل.
الفكرة الخيالية والنهاية الصادمة والأحداث المتسارعة على الشاشة لم تستغرق سوى 6 دقائق، لكن من قال أنها مدة غير كافية؟ هذه الدقائق الستة كانت كفيلة بإيصال رسالة إنسانية عن التشرد والخراب الناجمين عن الحروب والإرهاب بصورة تثير الإعجاب.
"عودة الروح" لصاحبه المخرج والسيناريست مهند الطيب أطلق صرخة مريرة عن معاناة الأطفال ضحايا الحروب الذين يلقون حتوفهم وهم يحتضننون الدمى دون سابق إنذار ودون إدراك لأي سبب.
اللافت أن الفيلم لا ينتهي عند اكتشاف الجندي لجثة الطفلة وأبيها، فالنهاية جائت مفتوحة توثيقًا لما نشاهده يوميًا من مجازر ترتكب في حق الأطفال.
عندما يكتشف الجندي مكان الطفلة الحقيقي ينظر مفزوعًا إلى الباب الذي تركها واقفة عنده ليجد طفلًا جديدًا قد حل محلها في إشارة لسلسلة لا تنتهي من الضحايا الأبرياء الذين يتجرعون مرارة الخراب الذي تخلفه هذه الحروب.
اغتيال الطفولة جريمة قد تحدث بأشكال مختلفة، فعمالة الأطفال انتهاك لحقوقهم وزواج القاصرات اغتيال للطفولة وغيرها من أشكال، ولكن تبقى اغتيالات الإرهاب والحروب للأطفال هي الجريمة الأفظع من بين كل هذه الجرائم، فاغتيال هذه الأرواح البريئة قد يكون خلصها من كل شرور العالم بينما حرم نفس العالم من المستقبل الذي يتمثل في هذه الطفولة التي اغتيلت.
الفيلم القصير "عودة الروح" بلا شك تجربة سينمائية تستحق المشاهدة والجمهور المهتم بالسينما يستحق أن يشاهد هذه النوعية من الإبداع بصورة مستمرة.
اقرأ أيضا
سلوى محمد علي: متحيزة للفيلم القصير وأعتبره مظلوم
عمرو عابد عن مشاركته في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: مفيد لي كممثل