يعد مسلسل "السيدة الأولى" الذي عرض في الموسم الرمضاني عام 2014، هو آخر الأعمال الدرامية التي قدمها الفنان الراحل ممدوح عبد العليم، والذي فارق الحياة في يناير 2016، إثر أزمة قلبية حادة، عن عمر ناهز 54 عاما.
المسلسل كان بمثابة عودة لممدوح عبد العليم للدراما التلفزيونية، بعد انقطاعه عنها لخمسة أعوام متواصلة، وتوضح زوجته الإعلامية شافكي المنيري، في كتابها "أيام في بيت المحترم"، الصادر حديثا عن دار "نهضة مصر"، أن سبب غيابه هذه الفترة كان حزنه الشديد على مصر بعد ثورة يناير، مضيفة أنه رفض العديد من الأعمال المعروضة عليه خلال هذه الفترة وأصبحت متابعته للشأن العام هو ما يشغله.
وروت "شافكي" في كتابها، عن موقف "عبد العليم" عند عرض "السيدة الأولى" عليه، حيث كان مترددا ومتحيرا للغاية، مشيرة إلى أنه ولأول مرة يأخذ رأيها في عمل معروض عليه، حيث أنه كان يفضل دوما ألا يتدخل أحد في قراراته الخاصة بقبول أو رفض أي عمل، ولا يقوم بإطلاع أحد على ترتيباته لخوض أي تجربة سينمائية أو تلفزيونية إلا هذه المرة.
وأضافت أنه كان يخشى من العمل مع جيل جديد قد يهتم بالصورة على حساب المضمون، فضلا عن عدم اكتمال الأوراق، وأن ملامح الشخصية لم تكن واضحة بالقدر الكافي بالنسبة له، إلا أنها شجعته لخوض المغامرة والتعامل مع أجيال مختلفة. وبالفعل وافق على القيام بدور الرئيس بالمسلسل، ولكنها لم ترى السعادة التي اعتادت على أن تجدها على وجهه خلال مشاركته بأي عمل.
ابنة ممدوح عبد العليم توجه رسالة خاصة لوالدها في كتاب "أيام في بيت المحترم"
تذكر "شافكي" أنه بعد عرض المسلسل وخلال قضاء إجازتهم العائلية بروما سألته عن سبب عدم رضاه عن مسلسل "السيدة الأولى" وقد دار بينهما الحوار التالي:
- يا شافكى.. المسلسل كان فيه شكل فني جديد، وفي شباب بيبتكر فى الصناعة ودى حاجه حلوة، لكن المسلسل ماكنش انتهى كتابته غير واحنا بنصور، والورق ماخدش حقه في الكتابة وفي التفاصيل ومراجعتها، فيه مشاهد اتسلقت. أنا كممدوح قدمت تجربه جديدة، مش راضي عن حاجات فيها، لكن الفنان هيفضل يجرب ويغامر... وبالنسبة لي تجربة وعدت...
* بس الناس عجبها دورك وشكرت فيه
-بس إيه؟ أنا أجازة والمسلسل خلص وأنا في روما دلوقتي عايز اتفرج هنا على التاريخ والرقي سيبك بقى. الرئيس خلص والسيدة الأولى في المسلسل أخدت جزاءها وماتت! أنا مش رئيس أنا العبد لله ممدوح عبد العليم..
وعلمت بعدها "المنيري" أن زوجها لا يريد كعادته أن ينظر لما مضى، وأنه يريد أن يحافظ على ما وصل إليه من صدق في قلوب الناس.
جدير بالذكر أن كتاب "أيام في بيت المحترم"، عبارة عن ذكريات للإعلامية شافكي المنيري مع زوجها الفنان ممدوح عبد العليم، أرادت أن تتحدث فيه عن الإنسان أكثر من الفنان الذي عرفه الجميع، وتبرز الصفات والأحداث التي جمعتهما طيلة حياتها معه.
اقرأ أيضا:
في ذكرى ميلاده... رسالة شافكي المنيري لممدوح عبد العليم
تشابهات في وفاة هيثم زكي وعمرو سمير وممدوح عبد العليم