نقلا عن بوابة أخبار اليوم الإليكترونية
عام 2002 قدم حميد الشاعري في أحد البرامج مجموعة من الأصوات الشابة، أسماء من بينها هيثم شاكر وحسام حبيب ونور العربي ومعهم مطرب آخر اسمه مصطفى شوقي، شق هيثم وحسام طريقهما نحو الشهرة بعد ألبوم "ميوزيك ناو"، واختفى نور العربي، وظل مصطفى شوقي إلى جوار حميد الشاعري.
فيديو - عودة الراقصة الشرقية في كليب "ملطشة القلوب"
في تلك الفترة كان المنتج نصر محروس مكتشف النجوم الأشهر يصنع نجومية تامر وشيرين ومعهما بهاء سلطان، ثم مرت السنوات وهجر النجوم أباهم الروحي وشركته، وتوارى نصر محروس، أما مصطفى شوقي فظل يكافح في محاولات خجولة لاقتحام سوق الأغنية بدعم من حميد الشاعري الذي فقد كثيرًا من سطوته بمرور الزمن.
مرت تقريبًا 17 سنة حتى جمع القدر نصر محروس العائد للساحة مسلحًا بأمجاد الماضي، ومصطفى شوقي "الصابر" أملًا في نجومية متأخرة أو قادمة في موعدها المقدر والمكتوب .
تحت عنوان مثير وغريب هو "ملطشة القلوب" وجد شوقي ومحروس شفرة النجاح الذي بحثا عنه طويلًا، وهي الأغنية التي تجاوزت مشاهداتها على موقع يوتويب أكثر من أربعة ملايين مشاهدة واقتربت من المليون الخامس في أيام قليلة لتمثل ظاهرة جديدة من ظواهر الأغنية المصرية، ربما يستمر بعدها نجاح مصطفى شوقي علي يدي نصر محروس، وربما تثبت الأيام أنها مجرد موضة أو نجاح استثنائي صنعته ذائقة جمهور متقلب المزاج وفقًا لترددات السوشيال ميديا، ولنا في أغنيات مثل "اه لو لعبت يازهر" و "المعلم" أسوة ليست بحسنة!
ولكن يظل السؤال مطروحًا .. لماذا نجحت ملطشة القلوب؟
لنعترف أن الأغنية العربية عامة والمصرية خاصة أصبحت تحت حكم "الإيفية"، وهو الجملة أو الكلمة الخفيفة سهلة الترديد التي تبدو أحيانًا أقرب إلى السخرية اللاذعة أو المقولة الشعبية الرائجة، وهو ما دفع جيلا كاملا من الشعراء للبحث عن النجاح بين إيفيهات الشارع وأحاديث المقاهي ومنشورات وتغريدات مواقع التواصل الإجتماعي.
من هنا يمكننا أن نلتقط العنصر الأول لنجاح الأغنية وهو "الإيفية"، عبارة "ملطشة القلوب" التي ترن في الأذن فتخطف انتباهها، وذلك في إطار صورة شعرية شعبية صاغها الشاعر صابر كمال لسرد حوار من اتجاه واحد بين شخص وقلبه، بلهجة خطابية أقرب للإهانة عن اللوم القاسي، ثم يسرد فيها صابر مجموعة مفردات تكمل الحالة العامة للأغنية مثل جلاب المصايب، ورهان على حدف طوب، وجك أوا، تركيبة لغوية مناسبة تمامًا لذائقة جمهور يميل بطبعه لتقبل هذه الصدمات بعد انتشار موسيقى المهرجانات.
على صعيد اللحن، يبدو محيرًا أن تكون الجملة اللحنية للأغنية في الأساس صعبة وغير مستساغه، فتقودها الكلمات المكتوبة بحرفية تخاطب الشارع إلى النجاح.
دخول الأغنية بجملة لحنيه مختلفة عن الجملة الرئيسية المستمرة على امتداد الكوبليهات يعد أسلوبًا في التلحين عاف عليه الزمن، ولكن الغريب أن اللحن نجح، وزاد على ذلك الميل إلى لهجة صعيدية مستترة استخدمها مصطفى شوقي في غنائه بإجادة تامة.
توزيع رامي سمير لم يقدم جديدًا، مقسوم مٌطعم بإيقاعات هادئة، وحتى جملة الفاصل الموسيقي جاءت تقليدية جدا بمزج القانون والأوكرديون والكولة، وهو ما يزيد من تعقيدات تلك الظاهر الموسيقية التي لا تجد فيها شيئًا مفسرًا للنجاح سوى الكلمات، مما يعني أن معادلة النجاح في المرحلة الحالية تتسيدها الكلمة سواء بالمعني الإيجابي أو السلبي .
ليس هذا فقط بل إن المرحلة الحالية تغيرت معها أيضًا مقاييس نجاح المطرب، فعندما ظهر مصطفى شوقي لأول مرة كانت الكاميرات تتجه نحو الأصوات التي تملك قدرًا من الوسامة، وربما قدرًا أكبر من "النحنحة" وإجادة التلاعب بمشاعر الجمهور وبالصحافة والإعلام، أيامًا غنى فيها من يملك جيتارًا و"عبوة جل"، ولكن الزمن غير كل شيء، ولم يعد الشكل واحدًا من مقاييس الشهرة، ولا حتى الصوت، وأصبح الجمهور يعترف فقط بمن يشبهه في الشكل ويعبر عن همه بالمضمون، علمًا أن شوقي مطرب "بجد" يملك صوتًا جميلًا ومتفردًا، ولكن القدر عانده كثيرًا، وعاد الأن لينال نصيبه من الشهرة في الزمن المناسب.
اقرأ أيضا:
10 مواقف لا يعرفها الجمهور من حياة أحمد راتب... تسردها ابنته
من هي "سلطانة" كليب محمد رمضان الجديد؟