لسنوات طويلة كانت أخبار وفاة النجوم تتأكد عبر تصريح رسمي يدلي به أحد أعضاء مجلس النقابة أو النقيب أشرف ذكي للصحف ثم المواقع الإخبارية، غير أن المطالبة بتواجد فعال لصفحة النقابة عبر فيس بوك تزايدت منذ عامين تقريبا بعدما باتت شائعات وفاة الفنانين طقس شبه يومي على مواقع التواصل الإجتماعي، بالتالي من يقرأ الشائعة عبر منشور "بوست" يكتبه أحد الأشخاص أو صفحة يتابعها الكثيرون سيذهب أولا إلى صفحة النقابة للتأكد، ولن يفتح جوجل ليبحث عن أصل الخبر.
غير أن الإهتمام بنشر أخبار الوفيات سريعا عبر صفحة النقابة كان يجب أن يكون أحد الأنشطة التي تقوم بها نقابة المهن التمثيلية على فيس بوك وليس النشاط الوحيد الذي جعل كلمة البقاء لله هي الأكثر تكرار على الصفحة دون حتى الحاجة لتشكيل فريق متخصص لتحليل مضمون ما عليها من منشورات.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، لكن بعد الإنتخابات الأخيرة ذهبت إدارة الصفحة على ما يبدو لأحد الأعضاء الجدد للمجلس، وبدلا من وضع خطة لتطويرها قام باستبدالها فعليا بصفحته الشخصية، حيث يقوم بنشر الأخبار المهمة والعاجلة على صفحته أولا ثم يقوم باعادة نشرها على صفحة نقابة الممثلين.
أي نقابة أو نادي أو جهة خدمية ملك لكل أفرادها وللمجتمع بشكل عام، ولا يصح مثلا أن نتابع أخبار نادي معين من خلال حسابات أحد الأعضاء طالما أنه غير مخول بالحديث رسميا باسم النادي، وحتى لو كان كذلك فمن حق الجمهور أن يتابع في المقام الأول الصفحة الرسمية لهذه الجهة وأن يكون "الأدمنز" ناشري الخبر غير معروفين لسد أي ثغرات يمكن من خلالها استغلال الموقف في الحصول على منافع شخصية.
قضية قد يقول البعض أنها "تافهة" لكنني أقول لهؤلاء لو أنكم تتابعون فعلا ما يقال ويروى ويصل للناس يوميا عن حالة الفوضى التي نعيشها بسبب عدم الاستعداد مسبقا لطوفان السوشيال ميديا، ستتراجعون عن هذا الوصف، وربما تدعمون مع أقول عن أهمية أن تكون لكل جهة في مصر منصات وليس منصة واحدة عبر السوشيال ميديا تتواصل من خلالها مع الرأي العام المحلي وكذلك العربي.
اي أننا ونحن نطالب بتطوير الصفحة الرسمية لنقابة الممثلين على فيس بوك، نطالبهم أيضا بالتواجد عبر تويتر وانستجرام، ونطالب باقي النقابات كذلك خصوصا تلك التي من المفترض أنها مسئولة عن ما يعرف بالقوة الناعمة هذا المصطلح الذي نكرره لحد الممل ولا نفعل شيئا على الأرض لاستغلاله.
سيقول أحدهم وما المفروض أن تقدمه صفحة نقابة للأعضاء وللناس غير أخبار الوفاة والورش التمثيلية التابعة لها، بالتاكيد هناك الكثير، تاريخ النقابة نفسه، معلومات عن البدايات، أبرز الخدمات التي تقدمها، كورسات فيديو أونلاين لهواة التمثيل، حتى أزمات النقابة مع المنتجين المخالفين نعرف أخبارها من الصحف وليس من الصفحة الرسمية.
هل الأمر مكلف؟، ربما لكنه يعود على كل جهة بنفع كبير فيما يتعلق بما يعرف بالبراندنج، وقد يكون مصدرا للربح، وحتى لو أرادت النقابة أن توفر ميزانية تشغيل صفحاتها على السوشيال ميديا، يمكن الإستعانة بطلبة أكاديمية الفنون الناشطين على السوشيال ميديا ليقوموا بهذا الدور ولو مقابل الحصول على أعمال السنة أو تسهيل التحاقهم بالنقابة بعد التخرج وغير ذلك من امتيازات بشرط أن يشعر المتابعون أنهم أحدثوا فرقا.
هذا الاقتراح لو طبق بالطبع سيغضب العضو المحترم الذي فتح صفحته الشخصية على صفحة النقابة واعتبرهما صفحة واحدة، وهو ما يجعلنا دائما نتساءل متى تعمل النقابات والهيئات في مصر من أجل مصلحة الجميع، لا مصلحة السادة الأعضاء المنتخبين.
أما عن التعاون المقترح بين النقابة والأكاديمية، فلا أظن أن المفاوضات بين الطرفين ستأخذ وقتا طويلا للاتفاق على أسلوب العمل، فلمن لا يعرف، نقيب الممثلين هو نفسه رئيس الأكاديمية.