عشرة أعوام مرت على الواقعة؟ عشرون عاما؟ خمسون؟ السنوات ليست سوى أرقام، فالخيانة أفظع ما يمكن للنفس البشرية أن تفعله، جريمة لا تسقط بالتقادم، ولا تمحوها السنون، وهو ما يعاني منه أبطال قصة "السقوط في بئر سبع" حتى الآن، بعدما سقطوا في "بئر الخيانة".
اقرأ أيضا: هل قصة فيلم "صاحب المقام" مسروقة من فيلم إسرائيلي؟
الأبطال الحقيقيين لقصة الخيانة التي قدمها التليفزيون في مسلسل شهير بعنوان "السقوط في بئر سبع" للفنان الراحل سعيد صالح والفنانة إسعاد يونس، انتهوا نهاية تليق بهم، بعدما طاردهم العار لا ليخرجهم فقط من وطنهم، وإنما ليخرجهم من دينهم أيضا.
إبراهيم سعيد شاهين الموظف بمديرية العمل بشمال سيناء قرر بعد نكسة 1967 بيع نفسه ووطنه للعدو، والتجسس لصالحه مقابل مكاسب مادية، ومع الوقت احتاج لمساعدة زوجته "انشراح" التي وافقته وسقطت معه في مستنقع خيانة الوطن، مستغلة أبنائها الصغار "نبيل – محمد – عادل"، حسب "بوابة الأهرام".
وبخطة جهنمية تعرفت على أصدقاء صغارها في المدرسة الذين لهم أقارب بالجيش، وأقامت لهم الحفلات والعزائم، حتى تمكنت من الحصول على معلومات مهمة كان أخطرها مواعيد زيارة الفريق عبد المنعم رياض للجبهة خلال حرب الاستنزاف، وإبلاغ إسرائيل به، فكانت السبب الرئيسي في استشهاده بعدما استهدفته إسرائيل أثناء إحدى زياراته للجبهة.
تحركات "شاهين" المريبة، وسفره إلى عدة دول بعينها (إيطاليا – اليونان) على فترات لفت إليه أنظار رجال المخابرات، وبعد تتبعه توصلوا إلى حقيقته وقرروا استكمال المباراة مع المخابرات الإسرائيلية، بتحويل "شاهين" وزوجته إلى عملاء مزدوجين.
وبالفعل بعد عدة عمليات وتدريبات تمكنت مصر من الحصول على جهاز إرسال سري متقدم، في أول صفعة للمخابرات الإسرائيلية، ولم تقتصر أهمية هذه العملية على الحصول على الجهاز فحسب، وإنما في كونها أول صفعات المصريين للمخابرات الإسرائيلية التي أعيد تشكيلها بعد انتصار أكتوبر 1973.
بعد الحصول على الجهاز قرر الرئيس الراحل أنور السادات تنفيذ حكم الإعدام في "شاهين"، حتى يقطع الطريق على إسرائيل في المطالبة بتسليمه، وتم الإفراج عن "إنشراح" وأولادها، ووصل الأبناء إلى إسرائيل، وتم تسليم "إنشراح" رسميا إلى إسرائيل في صفقة لم يتم الإعلان عن تفاصيلها.
ماذا حدث لـ"إنشراح" وأبنائها بعد الخروج من مصر؟
بمجرد وصول "إنشراح" وأبنائها إسرائيل، تهودوا على يد الحاخام عوفاديا يوسف، وعاشوا بهويات وأسماء يهودية بجنسية إسرائيلية، وبعد سنوات سافر أحد الأبناء إلى البرازيل مع زوجته الإسرائيلية، وبقي الآخران مع والدتهما في إسرائيل، بعدما افتتحوا مطعما للأسماك.
أحد الأخوين "عادل" الذي أصبح اسمه "رافي بن دافيد"، يحلم بالعودة إلى مصر من جديد، وحاول بالفعل الحضور إلى مصر وتم منعه وإعادته من سيناء.
يقول"رافي": لماذا أدفع ثمن خيانة والديّ؟ فقد أخذا عقابهما على ما فعلاه.
اقرأ أيضا
"لا الدنيا سيرك ولا الزمان بهلوان" ... هشام عباس نسخة سيد حجاب