هل تخيلت يوما أن تصفيفة شعرك قد تهدد علاقتك بأقرب أصدقائك؟ هل تخيلته يستثنيك من عمل هام بسببها؟
هذا ما حدث في كواليس فيلم "الحريف" الذي تم إسناد دور "فارس" في البداية إلى الراحل أحمد زكي، ولكن تحديه لمخرج العمل الراحل محمد خان بقص شعره أنهى هذه الفرصة!
يحكي خان الذي حلت ذكرى وفاته في 26 يوليو، أن تصوره عن شخصية "فارس" العامل في صناعة الأحذية ويهوى لعب الكرة الشراب، وكان أحمد زكي مازال صغيرا في السن، لذلك رغب في أن يكسبه مظاهر "الخشونة" من خلال الشارب والشعر الطويل، ولكن زكي فاجأه وقابله حليق الرأس، وهنا قرر خان استبداله من الفيلم.
فيلم "الحريف" تم عرضه عام 1983، وفي هذه الفترة كانت المنافسة على شباك تذاكر السينما مشتدة بين أحمد زكي وعادل إمام، فاختار خان أن يقوم إمام بالدور، ووقتها كان شعره طويلا بعض الشيء!
ويقول خان في مدونته "كليفتي": "كان قرارنا نلجأ إلى عادل إمام ولو إن تسريحة عادل في الفيلم تؤرقني كل ما أشوف الفيلم.. لما وافق عادل ومضى العقد رحت لأحمد وكان ساكن أيامها في شقة مفروشة في مصر الجديدة، وأول ما دخلت عليه قلت له حمام (كما كنت أناديه) إحنا جبنا عادل إمام.. كان رد فعله كوول خالص وباركلنا ببرود ثم دخل الحمام، حكى لي بعد فترة طويلة إنه دخل الحمام عشان يشتمني ومسمعش الشتيمة"
ورغم نجاخ الفيلم على المستوى النقدي حتى الآن، لم يحقق الفيلم إيرادات وهذا ما أزعج الزعيم لأنه اعتاد على تصدر الشباك، وظن أنه خذل جمهوره لابتعاده عن الكوميديا التي عودهم عليها، فقرر عدم التعاون مع خان مرة أخرى، وفي نفس التوقيت قدم زكي "النمر الأسود" الذي حقق إيرادات عالية في السينما.
ولام عادل إمام خان على فشل الفيلم تجاريا، وذلك بسبب رؤيته الإخراجية المختلفة عن باقي الأفلام.
فيلم "الحريف" شارك في بطولته فردوس عبد الحميد وزيزي مصطفى ونجاح الموحي وحمدي الوزير.