وجود طفل بالمنزل يعنى أنك فقدت السيطرة على التليفزيون، وأصبح قرار المشاهدة من عدمها متعلق بإشارة منه، ومع الوقت تجد نفسك (من كتر حبك في فلذة كبدك) تجلس معه لتشاهد الكارتون وبرامج الأطفال وأنت كلك سعادة وضحكتك تصل إلى أذنيك، دون أن تعرف سببها أصلا.
ولأننا يجب أن نحمد الله على كل شيء، أعيش هذه التجربة الممتدة من سنين طويلة، فبمجرد مغادرة نجلي لمرحلة الطفولة، بدأتها شقيقته، وأنا والكارتون العامل المشترك بينهما، منذ "سبونج بوب" وحتى "دينجر ماوس"، وبعدما كنت أستمع في طفولتي لمسلسلات "البراري والحامول"، و"الصبر في الملاحات" على إذاعة "الشرق الأوسط" وقت الإفطار، أصبحت أتناول إفطاري الآن على أحداث مسلسل "سوبر ميرو".
ولأن "نصف العمى ولا العمى كله" ويجب أن ننظر إلى نصف الكوب المليان، هذه خمسة أسباب تجعلني راضيا بمشاهدة "سوبر ميرو" مع طفلتي، وأفضله كثيرا على "رامز في الشلال" أو أي "رامز".
1- مسلّي
المسلسل خفيف ومسلي، أو كما يطلق على هذه النوعية من الأعمال (لايت)، وفي الحقيقة هو(لايت) أكثر من اللازم، لدرجة تجعلك تتناول إفطارك دون أن تشغل بالك بأي شيء، وغيرمطالب بالتركيز في أي شيء، سوى طعامك، وهذه ميزة في الأعمال التي تعرض في هذا التوقيت.
أما "رامز في الشلال" فلا أجد فيه أية تسلية، ولا تحمل أحداثه أيه جانب ظريف، ولا يصلح أن يشاهده أطفال ولا كبار حتى في المطلق، فما بالك بمشاهدته وقت الإفطار.
2- كوميدي
يمكن وصف الكوميديا في المسلسل بأنها الكوميديا البدائية التي تقابلنا أثناء حديثنا مع مع أي شخص في حياتنا العادية، "إفيه" مجرد من أية صناعة أو حبكة أو خطة للإضحاك.
أما "رامز في الشلال" ففكرة البرنامج تخلو تماما من أي جانب كوميدي، فلم أسمع أن أية جهة أو فرد في العالم يتعامل مع وضع شخص في موقف إرهاب أو فزع أو عنف بصفته عملا مضحكا كوميديا ظريفا، ومن يرى غير هذا عليه أن يعرف أن هناك شيئا خطأ.
3- يقدم رسائل وقيم مفيدة
على فراغها وخفتها، يمكن الخروج من حلقات "سوبر ميرو" بنصائح ورسائل إيجابية مفيدة للطفل، باعتباري أتعامل معه كبرنامج من برامج الأطفال.
أما "رامز في الشلال" فيجب أن يتم منع الأطفال من مشاهدته، وإلا نؤهل أنفسنا لأجيال تضحك من مصائب الآخرين، وتتلذذ بخوف ورعب وفزع الغير، ولن تكفينا وقتها كل مصحات الأمراض النفسية.
4- حقيقي (غير مفبرك)
المسلسل قصة خيالية، فانتازيا ضاحكة، نعرف أثناء مشاهدته أننا نشاهد تمثيلا، سواء أعجبنا أو لا، لا أحد يخدعنا.
أما "رامز في الشلال" فلا أحد يمكنه الجزم بأنه برنامج حقيقي، الكل يشكك في مصداقيته وفبركته، وأكثر من فنان ممن شاركوا في حلقاته أشاروا من قريب أو بعيد إلى معرفتهم مسبقا بما سيحدث، مقابل أموالا كثيرة يحصلون عليها، ليظهروا على الشاشة يصرخون ويشتمون.
5- يسد نقص أعمال الكارتون العربية
الذكاء أن تضع كل عمل في مكانه الذي يليق به، كل شيء في حياتك وليس الأعمال الفنية فقط، "سوبر ميرو" بقصته بشكل البطلة وملابسها وأحداثه يصلح عملا للأطفال لا بأس به، خاصة أننا نعاني من نقص في أعمال الأطفال لا تنتظر منه أكثر من هذا، لأنك لن تجد.
أما "رامز في الشلال" فللأسباب السابقة لا يصلح للأطفال ولا للكبار في الحقيقة، ولا يسد نقصا في أي شيء.