التتر الغنائي أو الموسيقي المصاحب للمسلسل جزء لا يتجزأ من العمل الفني ككل، واستطاعت التترات الغنائية والموسيقية في عدد كبير من الأعمال الدرامية أن تحقق نجاحات لا تقل قيمة عن نجاح المسلسل نفسه، ومع ذلك يتم حذفه من قبل الفضائيات نظرا لضيق الوقت ولإطالة فترة الإعلانات.
الإعلانات التجارية تحفظ للقنوات جانب كبير من الربح لكي تتمكن من شراء المسلسلات التي تتكلف مبالغ مالية كبيرة، ولكن هل هذا مبرر لتجاهل جزء مهم من العمل وهو التتر الخاص به؟
فعلى مدار تاريخ الدرما التليفزيونية ارتبط الجمهور بتترات المسلسلات، وظلت في أذهاننا، ومع ذلك تصر الفضائيات على إسقاط هذا الدور المهم للتتر الغنائي أو الموسيقي للمسلسل، والذي يبذل فيه صناعه مجهود كبير وبدون نتيجة في النهاية ويتم حذفه أو التغاضي عنه لحساب الإعلانات التسوقية.
من منا لا يذكر مجموعة من تترات المسلسلات التي حققت نجاحا مع الجمهور وظلت في ذاكرتهم مثل: "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، "أرابيسك"، "اللقاء الثاني"، "زيزينيا"، "الشهد والدموع"، "أبو العلا البشري"، "سوق العصر"، وغيرها من التترات الغنائية الجميلة.
أو الأعمال الموسيقية مثل "رأفت الهجان"، "الرايا البيضاء"، "البخيل وأنا"، "دموع في عيون وقحة" و"أوان الورد"، "فارس بلا جواد" وغيرها.
وبما أن جميع الدعوات التي استمرت لسنوات وطالبت بحق إذاعة التتر لم تجد أي جدوى ولم يكن لها أي رد فعل يحافظ على هذا الفن واعتباره لا قيمة له، فأطلب من المنتجين التغاضي عن صناعة التترات بأي شكل حفاظها على أموالهم، ولكي يحفظ لصناعة قيمته الفنية والمعنوية، والذي لا تهتم بها الفضائيات.