مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت أم في دور العرض السينمائية؟ سؤال يتردد بقوة خلال الفترة الحالية، بعدما هاجم المخرج ستيفن سبيلبرج شبكة Netflix، محاولا تدشين حملة تمنع ترشح أفلامها لجوائز الأوسكار. في المقابل، تدافع الشركة الأمريكية عن سياستها، مؤكدة أنها تخدم هؤلاء الذين لا يملكون ما يكفي من المال للذهاب إلى صالات السينما وهؤلاء الذين يعيشون في مدن محرومة من قاعات مخصصة.
تعتبر هذه المرة الثانية التي يهاجم فيها مخرج Schindler’s List، الشبكة التي حققت نجاحا كبيرا في مجال الإنتاج على مدار السنوات الماضية. فقد قال، في وقت سابق، "لا أعتقد أن الأفلام التي تحقق الشروط بصورة رمزية، ويتم عرضها في السينما لمدة أقل من أسبوع، يجب أن تتأهل لترشيحات جوائز الأوسكار"، مؤكدا أن مثل هذه الأفلام تستحق الترشح لجوائز إيمي التليفزيونية.
الأمر مختلف هذه المرة، لأن سبيلبرج يستخدم نفوذه كعضو في مجلس المحافظين التابع لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، ليغير قوانين الترشح لجوائز الأوسكار، بحيث لا تتمكن Netflix من المنافسة على التمثال الذهبي الأهم في هوليوود.
Netflix في حفل الأوسكار الماضي حققت انتصارا كبيرا يشبه الزلزال الذي سيؤثر على صناعة السينما وتغيير النظرة للمنصات الإلكترونية التي تعرض الأفلام، إذ فاز فيلم Roma بـ3 جوائز وهي أفضل مخرج وأفضل تصوير سينمائي وافضل فيلم أجنبي.
أجرت مجلة Variety استطلاع رأي بين الفنانين والعاملين في مجال صناعة السينما الأمريكية لمعرفة موقفهم من السجال الدائر.
تقول الممثلة الحائزة على الأوسكار، جوليان مور، "هناك جانبان لهذه القصة، فمن ناحية، التغيير يحدث طوال الوقت، وعلينا أن نتأقلم معه. ومن ناحية أخرى، هناك طرق صحيحة وجميلة لمشاهدة الأفلام، التي قاربت على الاختفاء. أنا لا أحب الصراع... ألا نرغب جميعا في فرصة لصناعة الأشياء الجميلة والاحتفال بها؟".
على الرغم من ترددها في اتخاذ جانب محدد، يتفق البعض مع الممثلة صاحبة الـ58 عامًا. يتساءل موقع The Playlist لماذا علينا أن نختار بين دور السينما التقليدية وNetflix، في الوقت الذي بإمكاننا الاحتفاء بالاثنين؟
الممثل تشارلي هونام، تعاون مع الشبكة الأمريكية في فيلم Triple Frontier، المقرر عرضه في منتصف الشهر الجاري عبر منصتها.
يتحدث عن إنتاجات Netflix، قائلا: "أعتقد أن Netflix جريئة حقاً في رهانها على الأعمال الفنية التي تستهدف البالغين... 80% من الأشياء التي اشاهدها، تكون عبر Netflix".
موقف ستيفن سبيلبرج يضعه في خلاف مع عدد من صناع السينما، الذي يرون أن Netflix أصبحت تلعب دورا محوريا في صناعة الأفلام، حيث توفر منصة إلكترونية وموارد للمخرجين والمواهب الشابة لا توفرها لهم الاستوديوهات الكبيرة. تؤكد مجلة Variety أن الصناعة تغيرت كثيرا منذ أن ظهر سبيلبرج مخرجا في سبعينيات القرن الماضي. فقد باتت الاستوديوهات تنتج عددا أقل من الأفلام، مولية اهتمامها لأفلام القصص المصورة بدلا من الأعمال الجادة التي تفضلها أكاديمية الأوسكار.
يتحدث عضو في أكاديمية الأوسكار، قائلا: "تقدم Netflix الكثير لصانعي الأفلام، حيث تمكنهم من إنتاج أفلامهم وعرضها على العالم... من الصعب صناعة أفلام مستقلة هذه الأيام، لا أستطيع أن أتخيل أن الرجل (ستيفن سبيلبرج) يشعر بالقلق حيال العثور على دعم لأفلامه أو توزيعها. لست متأكدا أنه يعرف هذا الأمر".
يتفق المخرج جو بيرلينجر، مع الحديث، ويضيف: "بصفتي عضوا في الأكاديمية، اهتم بأن تكون متفهمة للتحولات الزلزالية التي تحدث في كيفية استهلاك الناس للمواد الترفيهية". لافتا إلى أن جيل ابنته سيعتاد على طرح الأفلام في دور عرض محددة، ثم إتاحتها على المنصة الإلكترونية.
وشدد على أن أفلام الدراما باتت في خطر بعدما سيطرة أفلام القصص المصورة الهزلية على دور السينما.
لكنه طالب أن تعدل الأكاديمية قوانينها بحيث لا يمكن أن ينافس عمل ما على جوائز الأوسكار السينمائية وجوائز الإيمي التليفزيونية.
جدير بالذكر أن الشبكة الأمريكية تخلصت من عدائها لدور السينما التقليدية، مع استعدادها لترشيحات أوسكار 2019. فقد طرحت أفلام مثل Roma لألفونسو كوارون، وThe Ballad of Buster Scruggs للأخوين كوين حتى يكون لهما فرصة في دخول سباق الجوائز.
كما تسعى الشبكة الأمريكية حاليا إلى وضع أفلامها في مصاف أفلام الشركات الكبرى في صناعة السينما. ففي العام الجاري، تطرح Netflix مجموعة من الأفلام المهمة منها فيلم The Irishman لمارتن سكورسيزي، الذي يجمع بين الممثلين روبرت دي نيرو وآل باتشينو. وفيلم The Laundromat لستيفن سودربرج، الذي يضم كلا من ميريل ستريب وجاري أولدمان وأنطونيو بانديراس. وفيلم The King لديفيد ميشود، من بطولة تيموثي شالاميه وروبرت باتينسون وجويل إدجيرتون. وفيلم The Last Thing He Wanted لدي ريس، الذي تتعاون فيه آن هاثاواي مع بن أفليك وويليم دافو.
اقرأ أيضًا:
هل تسبب تحيز الأكاديمية ضد Netflix في عدم فوز Roma بأوسكار أفضل فيلم؟ المخرج يرد