اختتم فيلم A Twelve-Year Night عروض المسابقة الرسمية للدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أمس الأربعاء في دار الأوبر المصرية، وسط تصفيق حاد وصيحات من الجمهور الذي وقف لتحية المخرج ألفارو بريختر.
أحداث الفيلم المستوحاة من قصة حقيقية، تتناول الأوضاع السياسية في أوروجواي تحت حكم الديكتاتورية العسكرية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. السيناريو المميز الذي كتبه بريختر يركز على 3 سجناء مضطهدين من قبل النظام، يتم التعامل معهم بوحشية شديدة، ويحرمون من أدنى حقوقهم داخل الحجز الانفرادي لمدة 12 عاما. وبالرغم من محاولات دفعهم إلى الجنون، يتمكن السجناء من الصمود دون فقدان الأمل في الحرية والحياة عن طريق ابتكار طرق مختلف للتواصل تحطم الصمت المفروض عليهم.
الخيال في فيلم بريختر لا يقل أهمية عن الواقع، بل هو الحرية الوحيدة المتبقية لهؤلاء السجناء. ففي الوقت الذي يعانون فيه من العزلة والظلام، تأتي الأحلام حاملة معها بصيصا من الحياة، لكنها أيضًا ترهق أرواحهم وتزيد من حالة الارتباك العقلي التي يحاولون النجاة منها.
قال المخرج في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم في المسرح الكبير، إنه أجرى عددا من المقابلات مع شخصيات حقيقية تعرضت للاعتقال في تلك الفترة من تاريخ أورجواي، حتى يقدر على استيعاب كافة جوانب التجربة المريرة. وقد كان يسعى ألا يقتصر الفيلم فقط عما حدث لهم داخل السجن، وإنما يركز على فكرة فقدان التواصل مع العالم، ويطرح أسئلة حول حالة الإنسان عندما يفقد كل شيء ولا يتبقى له سوى الصمت والظلام.
وأضاف بريختر صاحب الـ42 عامًا، أن ما دفعه إلى تقديم هذا الفيلم هو التجربة الإنسانية التي يعيشها المرء عند مواجهة مثل هذه الظروف القاسية. إذ يحاول الحصول على حريته، ومقاومة محاولات تحطيم النفس، إلى جانب أنه يبحث باستمرار عن معنى لحياته في ظل غياب أي رؤية لمستقبل أفضل.
وحول الوقت الذي استغرقه في صناعة الفيلم، أوضح أن مرحلة كتابة السيناريو وتطويره استمرت لمدة 3 سنوات، وذلك لأن الفكرة بالنسبة له ليست في سرد الحكاية بطريقة درامية، وإنما استحضار الحالة الحقيقية التي عاشها هؤلاء السجناء، والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم خلال هذه الفترة، خاصة وأنه تدريجيا مع مرور الوقت، فقدوا جميع الحواس عدا حاسة السمع.
كما أشار المخرج إلى أنه اعتمد على 3 ممثلين محترفين في الأدوار الرئيسية وهم أنطونيو دي لا توري، وتشينو دارين، وألفونسو تورت. الجدير بالذكر أن بريختر قال في حواره مع Cineuropa، إنه عقد مجموعة من الجلسات التي جمعت بين الممثلين والشخصيات الحقيقية المجسدة على الشاشة، كما استعان بأطباء نفسيين وخبراء تغذية لمساعدة الممثلين على فهم التجربة وأيضًا لإنقاص وزنهم حوالى 15 كيلوجرام.
وذكر بريختر في النهاية أن قدرة المعتقلين على تجاوز ما حدث لهم بعد الخروج من السجن ومواصلة حياتهم الشخصية والعملية تثير إعجابه كثيرا، لأنه من الصعب التسامح مع الماضي الأليم. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الأورجواي بيبي موخيكا، كان واحدا من بين السجناء الذين مروا بهذه التجربة.
فيلم A Twelve-Year Night يشارك في المسابقة الدولية المكونة من 16 فيلما، ويتوقع كثيرون أن تمنحه لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الدنماركي بيل أوجست، جائزة خلال حفل الختام الذي يقام مساء اليوم الخميس.
اقرأ أيضًا:
مشاكل ومميزات في عودة حكاية Papillon للسينما بعد 40 عاما.. الصداقة أقوى هذه المرة؟
المخرج الدنماركي بيل أوجست: هوليوود سطحية وNetflix سهلت الإطلاع على أفلام العالم