هل جاء افتتاح الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي على قدر الحدث؟ هل نجحت إدارة المهرجان في أن تقيم حفلا يأخذ الأنظار؟، هل حمل الحفل الكثير من المفاجآت؟، هل وفقت إدارة المهرجان في اختيار المكرمين؟، تلك التساؤلات وأكثر جاءت على لسان الكثيرين، البعض يرى أن حفل الافتتاح والذي يبدو مختلف ظاهريا افتقد للكثير من التفاصيل وتحديدا تلك المتعلقة بظهور النجوم على المسرح، ومن يسلم من؟ حيث افتقدت تلك الحركة إلى النعومة والسلاسة، إضافة إلى التزيد من قبل بعض النجوم الذين شاركوا في تقديم الحفل في محاولة إلقاء النكات أو الاستظراف، وربكة الحركة، إضافة إلى استدعاء نيللي كريم إلى خشبة المسرح في آخر لحظة، دون أن يتم التحضير معها لذلك، وبدلا من أن تتحدث بالروسية مع المخرج الروسي فوجئنا على المسرح أن نيللي تقرأ بالعربية من كارت مكتوب لها في آخر لحظة، في حين أن المخرج تحدث بالفرنسية، وغياب الترجمة الفورية للضيوف والحاضرين.
بالطبع شهد حفل الافتتاح عددا من الأخطاء التي كانت إدارة المهرجان في غني عنها، لو أن هناك أكثر من بروفة تم القيام بها، وأيضا كان من الضروري الاهتمام بأجهزة الصوت وإجراء أكثر من اختبار لجودتها، خصوصا وأنه من المعروف أن أجهزة الصوت في المسرح الكبير تحتاج إلى تحديث، تلك التفاصيل والأخطاء الصغيرة والتي أخذها البعض على المهرجان، وهناك أيضا من وضعها في صدارة المشهد.
وسط ذلك لا ينبغى أن نغفل ذكاء اختيار المكرمين ودفئ الاستقبال وحرارته من قبل الحضور، لذلك في ظني ليس من الإنصاف التركيز على تلك الهنات والأخطاء -بالطبع كان المشهد سيكون أفضل بكثير إذا لم تقع- بخاصة وأن هناك جهد كبير مبذول من جانب إدارة المهرجان وفريق العمل، بدءا من رئيس المهرجان محمد حفظي والذي بدا لي على المسرح أنه يجيد العمل أكثر من الحديث لأنه وبحسب ما قال "المشهد يخض"، وصولا إلى أصغر متطوع بالمهرجان، فالدورة الـ40 تحفل بالكثير والعديد من الأفلام المهمة وهناك وجوه ذات ثقل في صناعة السينما العالمية، ومنها رئيس لجنة التحكيم المخرج بيل أوجست، والمخرج والكاتب والرسام البريطاني بيتر جريناواي، الذي تم تكريمه، والمخرج الروسي بافيل لونجين، وغيرهم من صناع السينما المتواجدين في ورش العمل والمحاضرات السينمائية، وملتقى القاهرة.
والأهم هو هذا العدد من الأفلام المتميزة والتي تعرض في إطار المسابقات المختلفة سواء الرسمية وغير الرسمية، لذلك بدا لي أن اليوم الأول من بدء الفعاليات هو ما عكس الأهم والأبقي، تلك الحالة المهرجانية من تواجد للوجوه السينمائية المعروفة والطوابير التي تصطف أمام منافذ حجز التذاكر، والجلسات النقاشية بعد العروض، أو حتى التساؤلات التى تطرح على النقاد الكبار وأعضاء لجنة المشاهدة حول العروض المميزة التي يجب اختيارها في برنامج المشاهدة اليومى لكل محب ومتابع للسينما، وهي الحالة التي أتمنى أن تنتقل لدور وشاشات العرض التي تعرض أفلام المهرجان خارج دار الأوبرا المصرية وللحديث بقيه عن أفلام وحكايات القاهرة السينمائي.
اقرأ أيضا
بالصور- يسرا وإلهام شاهين ولميس الحديدي يجتمعن في حفل على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الـ 40