منذ الوهلة الأولى وأنت على موعد مع الخداع قبل الضحك عند مشاهدتك لمسرحية "جريما في المعادي" والتي تشهد مجموعة جديدة من الوجوه الشابة التي تمتلك موهبة مميزة تستطيع أن تضحكك دون ابتذال أو "استخفاف دم"، والتي انتقاها الفنان أشرف عبد الباقي بطريقته من أماكن مختلفة ليقدمهم للجمهور في تحدي جديد لنفسه والآخرين، بعد نجاحه في تجربته السابقة مع نجوم "مسرح مصر".
قد تكون ممثلا في المسرحية دون أن تدري
عند جلوسك في مقعد المشاهد بمسرح "نجيب الريحاني" قد يبدأ عرض مسرحية "جريما في المعادي" وأنت لا تدري، فهناك ممثلة شابة جميلة تطلب منك المساعدة فقد تحطم جزء من الديكور وتعجز عن إصلاحه بنفسها، لتجد نفسك بعدها كنت جزء من العرض المسرحي عندما تكتشف الحقيقة.
العرض المسرحية مليء بالأخطاء، بداية من اللافتة التي تحمل عنوان المسرحية "جريما في المعادي" على باب المسرح، فبدلا من وضع كلمة جريمة تم استبدالها بهذا الشكل، وهو ما فسره أشرف عبد الباقي لموقع FilFan.com، قائلا:" المسرحية كلها عبارة عن غلط في غلط، كما شاهدت في العرض على المسرح، فالديكور خطأ ولذلك يقع خلال العرض، والممثلين يقعون في أخطاء وصدمات بطريقة منظمة في النص بدقة، وكل شيء ظهر بطريقة خاطئة خلال العرض كان محسوب بحذر حتى لا يتعرض أحدهم للأذى، ولذلك الأمر فكرت في أن يكون عنوان المسرحية أيضا خطأ ليكتمل المشهد ككل ويعبر عن الفكرة بشكل أفضل".
مزيج من عناصر الضحك والإثارة والتفكير
جمال الفكرة هنا يكمن في أن العمل مكتمل العناصر فمنذ بدايته تقع جريمة قتل ويبدأ حوار الممثلين مع الأحداث لتصنع داخل مخيلتك خيوط لفك لغز الجريمة والبحث مع المحقق عن الجاني، وكل ذلك ممزوج بوجبة دسمة من الكوميديا التي نجح أشرف عبد الباقي كمؤلف ومخرج ومدرب للعرض، في توظيفها بمكانها الصحيح بسياق الأحداث، نظرا لأن الأحداث ليست مضحكة فهناك جريمة قتل وقعت.
مسرحية كلها خطأ في خطأ
نأتي هنا لفكرة الأخطاء، فالعرض المسرحي تقع به الكثير والكثير من الأخطاء التي تم توظيفها بحرفية داخل المسرح، فهناك ممثلة يتم استبدالها بأخرى ليس لها علاقة بالتمثيل ويتداركون الأمر فيما بينهم لمساعدتها، وهناك ديكورات كبيرة تقع على المسرح وهنا كل ممثل يكون له موقع محدد ومحسوب بدقة حتى لا يتعرض للأذى بالفعل فالأمر خطير وليس بالسهل ويحتاج تدريبا بحرفية، فضلا عن الدور العلوي لمكتب القتيل والذي يحمل المفاجأة الأكبر في تنفيذه، وهو الجانب الأخر الذي برع فيه أشرف عبد الباقي كمدرب للفرقة وهنا نكون أوضحنا معني إخراج وتدريب التي وضعها أشرف عبد الباقي بجانب عنوان المسرحية، والتي أثارت كثير من التساؤلات، فهي عبارة لم نتعود على أن نجدها متواجدة بجانب اسم المخرج أو المؤلف على العمل.
جنود مجهولة خلف الكواليس
هناك جنود مجهولة حاضر في العمل المسرحي ولهم دور هام وهم بعض الأفراد التابعين للفرقة المسرحية والذين ينفذون مهامهم خلف الكواليس بدقة، فهم المسؤولون عن هدم الديكورات تباعا مع الأحداث على المسرح دون أن تراهم وفي الوقت الذي يتواجد فيه الممثلين على خشبة المسرح ولم يتم استثنائهم من فكرة وقوع الخطأ التي بنيت على أساسها فكرة المسرحية ولكن أيضا الخطأ محسوب وبدقة.
نص مسرحية "جريما في المعادي" تم توليفه بالأخطاء بين الممثلين بطريقة محسوبة، ولا مكان للارتجال بينهم، وهي طريقة تجربة جديدة ومختلفة كليا عن "مسرح مصر" الذي يعتمد في الأساس على فكرة الإرتجال، ولكن هنا الوضع يختلف فأشرف عبد الباقي منع الارتجال نهائيا نظراً لأنها ستتعارض مع فكرة المسرحية.
مدة العرض المسرحي تمتد إلى ساعتين متواصلين بينهما فاصل واحد بديكور واحد لا يتغير، ويتم تقديمها في الساعة الـ8مساء، ويقدمه عدد من النجوم الشباب، والعرض الثاني يكون بمجموعة أخرى من الممثلين من الفرقة المسرحية في اليوم التالي وبنفس المسرحية.
مسرحية "جريما في المعادي" هي تجربة جديدة ومختلفة، يقدمها مجموعة وجوه شابة دون أن يشارك بها أشرف عبد الباقي بالتمثيل، فهو مؤلف ومخرج ومنتج ومدربا للفرقة.
اقرأ أيضا
خاص- أشرف عبد الباقي يتحدث لـ FilFan.com عن فرقته الجديدة ومصير "مسرح مصر"
خاص- تعرف على أسعار تذاكر مسرحية أشرف عبد الباقي "جريما في المعادي"