عقد مهرجان الإسكندرية السينمائي ندوة لتكريم المنتج حسين القلا يوم السبت 6 أكتوبر عن مجمل أعماله أدارها الناقد السينمائي سمير شحاته، إلا أن الحديث انجرف إلى مواجهة مشاكل صناعة السينما الحالية.
قال المنتج الفلسطيني إن هناك مشاكل تعانى منها الصناعة بشكل عام فى الوقت الحالى، خاصة أن صناعة السينما "لا يوجد لها أب أو أم"، حتى وإن تواجدت رغبة حقيقية للتغير، وأضاف القلا أن السينما صناعة وفن وتجارة ولابد من ضبط الإيقاع بين هذه العناصر وإيجاد كيانات تتمثل في اتحادات للمنتجين تكون مهمتها الأساسية الارتقاء بمستوى العمل السينمائي والتنسيق بين أطراف هذه الصناعة.
وشدد القلا على أن الحريات والسينما وجهان لعملة واحدة، ضاربا المثال بفيلمه "للحب قصة أخيرة" قائلا: "كان أقرب الأفلام إلى قلبي، لكنه كان مع بداية مرحلة ظهور تيار سلفي، اطلقوا عليه ما تريدون، وحكم علي أنا والمخرج رأفت الميهي ومعالي (زايد) ويحيى (الفخراني) بسنة سجن بسبب مشهد في الفيلم وافقت عليه الرقابة، وطبعا انتهى الموضوع في النهاية باعتصام في مقر الحزب الوطني لكل فناني مصر وألغي الحكم، لكن يأخذ الفيلم حقه".
وأضاف: "عدم التنسيق بين المنتجين والموزعين والفنانين هو ما جعلني أقترح منذ سنوات بقيام اتحادات منفصلة لهذه العناصر الثلاثة، اتحاد الفنانين واتحاد المنتجين واتحاد الموزعين واتحاد أصحاب دور العرض".
واستكمل: "بالطبع يوجد تشابك مع بعض مسؤسسات الدولة مع هذه الاتحادات، لكن في أي مهنة في العالم يعبر عن مهنته ومتابعه صاحب المهنة نفسه".
وعن الأزمات التي تواجه الصناعة، قال القلا: "العرض الداخلي هو المأساة الكبيرة في حياتنا، ليس لدينا سينمات كافية، في الخمسينيات كان يوجد 430 دار عرض درجة أولى في مصر وكنا 22 مليون (نسمة)... في كل سينمات العالم، يحقق المنتج ربحه من العرض الداخلي.
وأضاف: "المشكلة الأخرى في التوزيع الداخلي هي المحطات الفضائية، دخلت علينا في التسعينيات، اشترت الفيلم المصري فارتفعات تكاليف الانتاج، دفعوا أكثر فارتفعت التكاليف أكثر، وعندما قفلوا الصنبور لا نستطيع الآن تخفيض التكاليف".
واقترح القلا أن تشرع قوانين تجبر القنوات المصرية على شراء أفلام بلدها، قائلا: " حل هذه المشكلة بسيط، الجهات المسؤولة تجعل المحطات المصرية تشتري الفيلم المصري".
وقال فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما فى كلمته إن لا أحد ينكر دور المنتج الكبير حسين القلا فى إثراء السينما المصرية أما فيما يخص مشاكل الصناعة فقد عاشت غرفة صناعة السينما العديد من المشاكل بسبب القرصنة التى يشهدها السوق السينمائي بشكل عام وكانت هناك مقابلات تمت بالفعل مع عدد من الوزراء ورؤساء الوزراء في الفترات الماضية للحد من تلك المشكلة وتحجيمها ووصل الأمر بين الغرفة والحكومة إلى ساحات المحاكم، قائلا: "غرفة صناعة السينما أقامت قضيتين في المحاكم المصرية على وزارتين، وصل الأمر أن ندخل المحاكم ونرفع قضايا على الدولة".
فيما طالب الناقد السينمائي والمخرج أحمد عاطف بالبحث عن البدائل واستخدام التكنولوجيا كى تكون حل بديل وسريع للخروج من تلك الأزمات، مثلما تفعل شبكات "نتفليكس" و"أمازون" وغيرها من الحلول الحديثة.
المخرج عادل أديب قال فى كلمته كلنا مدانون فنانيين ودولة ولابد من إيجاد مشروع حقيقى للصناعة ويتم الاستعانة ببيوت خبرة عالمية متخصصة في المجال بينما أكد مسعد فوده على ضرورة عقد حلقة بحث لصناع السينما من خلال المهرجان والخروج بتوصيات لحل أزمات تلك الصناعة. ( عادل أديب ينسحب من ندوة حسين القلا منفعلا على مسعد فودة : لا تتهمني بعدم الوطنية).
أما الممثل سامح الصريطي فطالب الجميع بالاكتفاء بهذا القدر من الحديث عن مشاكل صناعة السينما حتى لا تنحرف الندوة عن تكريم المنتجب حسين القلا والاحتفاء بأعامله الفنية الثرية.
اقرأ أيضا
"مهرجان الإسكندرية"- عادل أديب يروي كيف سانده فاروق الفيشاوي في بدايته: كان يتفق لي على عقدي