أقيمت صباح اليوم 26 سبتمبر، محاضرة "رحلة في مسيرتي: الماضي، الحاضر، المستقبل" ألقاها المخرج المصري داود عبد السيد، ضمن فعاليات منصة الجونة السينمائية.
أدارها المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي أمير رمسيس، وتحدث خلالها عبد السيد عن طبيعة سينما المؤلف، وعلاقتها بسينما النجم. كما تطرق إلى أزمة الإنتاج في مصر، وتدخلات الرقابة في الأفلام، ونوعية الجمهور المستهدف.
عين على السينما المختلفة
قال داود عبد السيد إن فيلم Black Orpheus الصادر عام 1959 هو السبب في تعرفه على نوع مختلف من السينما، بعيدا عن هوليوود وأفلامها، بالإضافة إلى أنه جعله يدرك أن الفيلم يمكن أن يشاهد أكثر من مرة بنفس الشغف. ولفت إلى أن هناك أفلام تشبه الموسيقى يستمتع المشاهد بمتابعتها دول كلل.
وذكر أنه ينتمي إلى سينما المؤلف لأنه يرغب في التعبير عن أفكاره ومشاعره الخاصة، ومن الصعب أن يتوجه إلى كاتب سيناريو ليطلب منه إعداد نص يتوافق مع وجهة نظره عن العالم. لكن أيضًا لا يعارض إخراج فيلم كتبه مؤلف آخر.
وخصص جزءا من حديثه عن فيلم "أرض الأحلام" الذي شهد تعاونه مع هاني فوزي كاتبا للسيناريو. وأوضح أن هذه الفيلم كان تجربة مختلفة في مسيرته نظرا لأنه من بطولة الفنانة فاتن حمامة. فقد اتفقا على العمل معا، لكن كانا في حاجة إلى التوصل لحل وسط بين سينما المؤلف وسينما النجم، مؤكدا أنها لم تحب الفيلم بعد الانتهاء منه.
وفيما يخص سينما النجم، قال إن مشكلتها تدخل الممثل في تفاصيل صناعة الفيلم. وذكر أن الوضع كان مختلفا في الماضي، فقد كان الممثلون يشاركون في الكثير من الأفلام خلال العام الواحد، لذا كانوا من حين لآخر يحرصون على اختيار فيلم مهم كنوع من "الزكاة" يثبتون به قدراتهم التمثيلية.
بين النقاد والرقابة
سأله أمير رمسيس عن الانتقادات التي تعرض لها من قبل النقاد نظرا لابتعاده عن تيار الواقعة الجديدة، فأجاب أنه يرفض أي سلطة على أعماله أيا كانت.
وأشار إلى أنه أيضًا لا يحب صناعة الأفلام التي تتناول القضايا والأحداث السياسية، وإنما يميل أكثر للأعمال الإنسانية.
وفيما يخص تعامله مع الرقابة، قال إن أكثر فيلم كان من المتوقع أن يواجه مشكلة مع الرقابة هو "مواطن ومخبر وحرامي"، لكنه مر بسبب الدكتور مدكور ثابت الذي كان يتولى المنصب آنذاك.
لكن على سبيل المثال، لقد تم رفض سيناريو فيلم "سارق الفرح" في البداية بسبب كلمة "العشش" المتكررة، فحذفت وبدلت بكلمة "بيوت".
محطات سينمائية دون كسل
تطرق عبد السيد إلى أفلامه وتأويلاتها الدينية، تحديدا في "البحث عن سيد مرزوق" و"أرض الخوف"، وأشار إلى أنه في الأساس يسعى إلى سرد قصة، لكن هناك مستويات مختلفة لقراءتها واستيعابها. وأوضح أنه خلال مرحلة الكتابة يجد تشابهات بين ما يرغب في حكيه والقصص الدينية والتراثية، لكن في المجمل المزج بين الاثنين يتم ببساطة شديدة بعيدا عن السعي إلى التعقيد والعمق المبالغ فيه.
وعندما وجه أحد الحاضرين سؤالا له عن سبب قلة أعماله رغم طول مسيرته، أكد عبد السيد أنه شخص غير كسول على الإطلاق. لكن إنتاج الأفلام يحتاج إلى سنوات، موضحا أن إنتاج فيلم "الكيت كات" استغرق 5 سنوات، فيما تطلب إنجاز فيلم "رسائل البحر" 9 سنوات.
وفيما يخص أنه أخرج 9 أفلام فقط، قال إن موهبته ليست شبيهة بالمكينات التي تنتج بغزارة واستمرار. لكن في الوقت نفسه، يتمنى صناعة الفيلم رقم 10، مؤكدا أن هذا الأمر سيجعله سعيدا للغاية.
الإنتاج في مصر
شدد المخرج صاحب الـ71 عامًا، على إن إنتاج الأفلام التجارية ازداد خلال السنوات الأخيرة، فينا تراجعت الأفلام المصرية المميزة فنيا. ولفت إلى أن العام الأخير شهد طرح فيلمين مهمين هما "أخضر يابس" و"يوم الدين".
وذكر أن الدولة عليها دعم صناعة السينما المصرية وتسهيل مراحل إنجاز الفيلم، لكنه يرفض إنتاجها وفرض سلطتها على المتحوى.
اقرأ أيضًا:
الجونة السينمائي 2018- بول هاجيس: أتردد كثيرا أثناء الكتابة وحرب العراق دفعتني لصناعة هذا الفيلم