أقيمت صباح اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر، محاضرة "من النص إلى الشاشة" ألقاها كاتب السيناريو والمخرج الكندي الشهير بول هاجيس، ضمن فعاليات منصة الجونة السينمائية.
أدارت المحاضرة الإيطالية تيريزا كافينا، وقد حرصت على الحديث عن بدايته في المسرح، مرورا بالتليفزيون، حتى العمل في السينما والحصول على جائزتي أوسكار.
تجارب مختلفة
قال هاجيس إن والده كان لديه شركة إنشاءات، لكنه قرر تأسيس مسرح في بلدته الصغيرة بسبب شقيقته التي كانت مهتمة بالأمر. وأشار إلى أنه كتب عدد من المسرحيات السيئة خلال هذه الفترة، كما انشغل بالقراءة عن الأفلام وملخصاتها لكنه لم يتمكن من مشاهدة معظم الكلاسيكيات لأنها لم تكن متاحة بسهولة. وذكر أنه كان يرغب في أن يصبح رساما لكن نظرًا لضعف موهبته، اتجه إلى العمل في مجال التصوير لبعض الوقت، ثم تركه بسبب مشكلة في عينيه. أخيرا، نصحه والده بالسفر إلى هوليوود واقتحام عالم الإخراج، لكن صديقته آنذاك كانت تريد منه أن يكون طبيبا.
وشدد على أنه كان يعمل بشكل متواصل خلال تلك الفترة، وقد كتب العديد من النصوص السينمائية، لكن الأمر استغرق منه 5 سنوات حتى باع أول نص من تأليفه.
رسائل سياسية واجتماعية في أفلامه
تحدث المخرج صاحب الـ65 عامًا عن فيلمه الأول Crash، مؤكد أن الفكرة جاءته بعدما تعرض للسرقة، فقد قرر صناعة عمل سينمائي تدور أحداثه من وجهة نظر الجناة. وذكر أن الفيلم يتناول موضوع العنصرية، والخوف من الآخر واختلافه، والعيش في فقاعة تعزلك عن التعرف على الغرباء.
الأمر اختلف مع فيلمه الثاني In the Valley of Elah، إذ كان يريد مناقشة مفهوم البطولة في مواجهة الأفعال الشريرة. وأوضح أن حرب العراق الأولى واحدة من الأسباب الرئيسية التي دفعته إلى صناعة الفيلم، فقد كان يرغب في دفع الجمهور الأمريكي إلى التساؤل حول من هو البطل ومن هو الشرير. خاصة وأن الغالبية كانت تساند قرارات الرئيس الأمريكي آنذاك، ورأت في صدام حسين نموذجا للشر بسبب الصحافة ووسائل الإعلام.
وتطرق إلى تعاونه ككاتب سيناريو مع المخرج كلينت إيستوود في عدد من الأفلام منها فيلم Million Dollar Baby الحائز على 4 جوائز أوسكار. وأشار إلى أنه كتب الفيلم قبل Crash، وقد كانت رسالته هي أن الجميع يستحقون فرصة حقيقية بصرف النظر عن النتائج.
انتقل بعدها للحديث عن تجربته مع عالم "جيمس بوند" في فيلم Casino Royal، مؤكدا أنه تعجب من وقوع الاختيار عليه للمشاركة في كتابة السيناريو. وأكد أنه تعامل مع الشخصية مثلما يتعامل مع جميع الشخصيات في أفلامه الأخرى، فقد طرح على نفسه أسئلة تساعد في تحديد تصرفات البطل وانفعالاته، وموقفه من المرأة والحب، وأبعاده النفسية والاجتماعية أيضًا. ولفت إلى أن أصعب شيء يواجه "بوند" هو أن يثق في امرأة ويفتح قلبه لها، فهو يجيد القفز والقتل وخوض المعارك ببطولة، لكنه يخشى النساء.
سؤال وجواب
بعد انتهاء حديثه، تلقى بول هاجيس عددا من الأسئلة، حول لحظات التردد والشك التي يمر بها أثناء الكتابة والإخراج، ورأيه في دور الفن تجاه المجتمع، وكيف يتعامل مع النصائح والملاحظات المتعلقة بأعماله.
قال هاجيس أنه يتشكك فيما يكتبه دائما، ويعيد الكتابة مرارا وتكرارا حتى يصل إلى ما يرضيه. وذكر أن ما دفعه للاستمرار طوال هذه السنوات هو عدم إلقاء اللوم على أحد، وإنما قناعته بأنه لم يقدم أفضل ما لديه بعد. وأوضح أن الأمر مختلف مع الإخراج، فهو لا يمكن أن يبدو مترددا في موقع التصوير أمام فريق العمل.
وذكر أن الفنان يلعب دورا في تغيير المجتمع وتطويره، لافتا إلى أن الحركات الكبرى في مختلف البلدان قادها أشخاص بمفردهم، ثم انضم إليهم الناس.
وفيما يخص النصائح التي توجه إليه، أكد أنه لا يدافع عن نفسه مطلقا، وإنما يأخذ وقتا في التفكير، ليعاود الرد بالموافقة أو الرفض. واختتم حديثه بأن على الجميع مواصلة السير وعدم التوقف عن تحقيق أحلامهم.